المركزية: زيارات اميركية واوروبية لبيروت استطلاعاً للواقع المستجد

 عزز الانقسام الحاد الذي عكسته جلسات مناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي على مدى الايام الثلاثة الشكوك المتنامية في امكان اعادة المشهد اللبناني الى هدوء ما قبل عاصفة الثقة ومؤتمر البريستول وموقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من المحكمة الدولية.
والواقع ان خامس جولات النقاش النيابي التي غاصت في بند المحكمة "ومبدئيتها" في البيان الوزاري منحت ثقة 68 نائبا للحكومة هي مجموع اصوات نواب الاكثرية باستثناء النائب طلال ارسلان الذي اراد من خلال غيابه عن الجلسة تسجيل تحفظه على طريقة التعاطي مع حصته الوزارية في ضوء عدم اصدار مرسوم تكليف مروان خير الدين وزير دولة للاستثمار بفعل ما اعتبرته اوساط ارسلان ضغطا من طرف سياسي يمارس على الرئيس ميقاتي لمنع هذا التوزير، فيما صدق النائب ميشال المر في منحه الثقة التي وعد بها ابان زيارته الاخيرة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري.
نجم ساحة النجمة: وكان نواب قوى 14 آذار، باستثناء النائب روبير غانم الذي امتنع عن التصويت وفي سابقة لم يعهدها المجلس وجلسات الثقة غادروا القاعة العامة فور انتهاء رد الرئيس نجيب ميقاتي على مداخلات ساحة النجمة والتي شكل النائب سامي الجميل نجمها الساطع من خلال مداخلة بدأها برفض منح الثقة لحكومة اسقطت سابقتها لعلة عدم بت "شهود الزور" واكد ان من يشكك بمصداقية المحاكم عبر التاريخ هم المتهمون رافضا مقايضة المحكمة على حساب العدالة. اما النائب بطرس حرب فتوجه الى ميقاتي بالقول: ستتعذبون وتندمون على انكم تحولتم رهينة لأكثرية قادرة ان تفرض رأيها.
من جهته لاحظ الرئيس فؤاد السنيورة ان المشكلة ليست في مبدأ تداول السلطة بل في مخالفة السلطة، مؤكدا ان طريق التجبر والتكبر والتخوين قصيرة.
وجاء رد الرئيس ميقاتي مقتضبا، ركز خلاله على ان الالتزام المتكرر بالقرارات الدولية يدحض مقولة ان الحكومة شكلت لمواجهة المجتمع الدولي مشددا على ان عبارة احترام في البند الوزاري توازي كلمة التزام.
ما بعد الثقة: اما وقد نالت الحكومة الثقة، فإن الانظار تتجه نحو محطات اساسية على الساحة اللبنانية في مقدمها جلسة مجلس الوزراء الاولى المعلقة عليها آمال اقتصادية وامنية في آن، ذلك ان من المتوقع ان تقر التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتعيين رئيس اركان الجيش اللبناني قبل الشروع في ورشة التعيينات الادارية حيث تشهد 60 في المئة من ملاكات الدولة شغورا في مناصبها.
بين اميركا وفرنسا: خارجيا، تترقب الاوساط السياسية المواقف الغربية الموعودة من حكومة الرئيس ميقاتي. وفي هذا الاطار علمت "المركزية" ان مسؤولا في الادارة الاميركية سيزور بيروت الاسبوع المقبل للقاء الرئيسين ميشال سليمان وميقاتي والتشاور معهما في الوضع اللبناني ليبنى في ضوء الزيارة المقتضى الغربي من الواقع اللبناني المستجد.
وتوازيا مع الزيارة الاميركية، من المتوقع ان تشهد بيروت حركة اوروبية ناشطة في اتجاهها تبدأ مع وزير خارجية فرنسا الان جوبيه للتشاور مع القيادات اللبنانية من الوضعين الداخلي والاقليمي بانعكاساته على المسرح اللبناني، علما ان موعد الزيارة لم يتحدد بعد في شكله النهائي. 

السابق
لبنان متغير بين ثابتين؟
التالي
ميقاتي: أمامنا تحديات وصعوبات كبيرة تحل بالتعاون