الديار: عنف خطابي ونعوت نابية بين المعارضة والموالاة و ثقة اليوم: 69 نائباً بعد انضمام المر وامتناع الحوت

غم الحماوة اللافتة «والنعوت النابية» وكلام التخوين بين الموالاة والمعارضة، فإن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ستحصل على ثقة 69 نائبا بعد انضمام النائب ميشال المر للنواب المانحين للثقة ورفضه كل المحاولات التي جرت معه لتثنيه عن موقفه وحتى الامتناع عن التصويت من قبل قيادات في المعارضة، فيما اعلنت الجماعة الاسلامية الامتناع عن التصويت وبقي موقف النائب روبير غانم غامضاً.

ولولا حكمة الرئيس نبيه بري لكانت جلسة الامس انفجرت، وربما في الشارع ايضا بعد المواجهات في الجلستين الصباحية والمسائية واستخدام نعوت نابية وتهديدات متبادلة حسمها الرئيس نبيه بري بمطرقته احيانا وبتدخلاته احياناً اخرى، رافعاً الصوت في وجه الموالاة والمعارضة حتى مرت جلسة الامس على خير والتي كشفت عن انقسام حقيقي في البلد سيتطور مع الايام.

الشرارة الصباحية بدأت بين النائبين خالد ضاهر وعاصم قانصو حول استخدام مصطلح «كلب»، وفي المساء بين نهاد المشنوق ونواف الموسوي بمشاركة نواب من الفريقين.
كيف كانت وقائع الجلستين
الاشكال الذي وقع بين النائبين عاصم قانصو وخالد ضاهر خرق هدوء الجلسة الصباحية في مجلس النواب لنيل الثقة، كما ان «مطرقة» الرئيس نبيه بري وتدخله الحاسم أدى الى ضبط ايقاع الجلسات تحت السقف.

واللافت ان مداخلات اليوم الثاني تركزت ايضا على الهجوم على الرئيس ميقاتي وحكومته والتأكيد على شرعية المحكمة الدولية من قبل نواب 14 آذار فيما دافع نواب 8 آذار عن خياراتهم.

كما دار سجال بين الرئيسين بري والسنيورة الذي طلب الكلام لتوضيح ما ورد في كلمة النائب حسن فضل الله عن مهلة لتقديم ملاحظة عن المحكمة الدولية علما انه تردد امس في اروقة المجلس النيابي ان اليوم سيشهد كلمات لكل من رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الذي سيضمن كلمته مواقف وصفت بالمهمة، كذلك سيتحدث رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد وربما النائب وليد جنبلاط والعماد ميشال عون.
بدأت المشادة العنيفة بين النائبين ضاهر وقانصو التي تم خلالها استخدام كلمات نابية، على خلفية تأييد النائب خالد ضاهر لتحركات الشعب السوري، وعندما انهى كلمته توجه الى الرئيس بري قائلا: «سمعت النائب عاصم قانصو يقول عني هذا الكلب» يتكلم، فأنا اقول له انه هو «الكلب» فشمر فانصو عن زنوده ودارت ضجة داخل القاعة وتبادل الكلمات العالية السقف وحاول بري تهدئة الوضع قائلا: «زميلنا خالد لحظة اذا اردت : يا خالد اعرفك منذ العام 1992، علما انك بدأت كلامك عن الحوار وما قلته في الآخر لا ينسجم مع ما قلته في الاول، وانا رفضت ان يقاطعك، علما ان هناك علاقات ومعاهدات اخوة مع هذه الدولة وهي دولة شقيقة. الاولى وانا في مثل هذه الحالات اشطب مثل هذه الكلمات لكني لم اشطبه، وطلب من قانصو الصمت وعندما يأتي دوره يتكلم.

وتابع بري متوجها الى ضاهر: ليس مهما ما قاله هو بل ما قلته انت، والذي نقل إليك الكلام، الرئاسة تقرر وانا لم اسمع هذا الكلام، والذي نقل إليك الكلام الله يسامحه او لا يسامحه. وختم بري «انا رديت عليه وانا اوقفته، خلص، وهذا الكلام ليس صحيحا، وقاطع بري النائب علي فياض قائلا: ليعود كل واحد الى مكانه لا يوجد شيء» اخوان وتعاتبوا على طريقتهم» وهنا علا التصفيق.

كما قام الرئيس فؤاد السنيورة وعمل على تهدئة خالد ضاهر وانتقل الى النائب قانصو وسلم عليه مربتاً على كتفه وكتف زميله النائب قاسم هاشم وانتهى الاشكال.
اما في الجلسة المسائية فكانت حامية مع كل الكلمات وبدأت مع كلمة النائب نهاد المشنوق من ان البعض يعتقد ان التاريخ يبدأ به وينته بسلاحه، فهذا تقليد يتبعه من لا يقرأ تاريخ لبنان و اذا قرأه لا يفهمه، فهذا السلاح الذي هيمن على حياتنا قبل 7 ايار وبعد 7 ايار حتى بتنا امام واقع لا سابقة له في لبنان وحتى اصبحت الدولة تعمل عند منطق السلاح، فهذا الاختراق من خلال (السلاح) هو الذي اتى بهذه الحكومة.
واشار الى انه لو لم تكن الارادة مقررة من المرشد الاعلى للسلاح لما كانت هذه الحكومة، فإنه العقل نفسه الذي فرض التمديد في العام 2004 وادخل لبنان وسوريا العالم في صراع لم ينته حتى الآن.

وعلى الفور رد الوزير علي حسن خليل على كلام النائب المشنوق بالقول «هذا الكلام لا يجوز، وهذا الكلام مرفوض وغير مسموح به، موضحا انه بصفته وزيرا في الحكومة حيث جئت بإرادة الناس.
فرد المشنوق: عليك ان تعبر عن وجهة نظرك ولست انت من يسمح ومن لا يسمح.
ثم تدخل النائب علي عمار والنائب نواف الموسوي الذي وصف المشنوق بالقول: انت عميل للمخابرات ومعروف كم هو سعرك، كلامك هدفه تحريض الشارع وجره الى الفتنة ولن ننجر الى الفتنة، وقال اذا اعطينا الاذن الصماء لهذا الكلام فإن الجمهور في الخارج لن يسمح بهذا الكلام لعميل طول حياته في المخابرات.
وحاول نواب كتلة الوفاء للمقاومة الرد على كلام المشنوق فقاطعهم الرئيس بري ولم يعطهم حق الرد، وكذلك فعل النائب غازي زعيتر عندما حاول الرد على النائب نديم الجميل الذي هاجم بعنف حزب الله وسلاحه والرئيس ميقاتي. بعد ذلك انسحب عدد من نواب كتلة الوفاء للمقاومة من الجلسة ثم ما لبثوا ان عادوا.
كما وقف الى جانب المشنوق النائبان هادي حبيش وجمال الجراح ووصفا حزب الله بأشد النعوت.
بري
وهنا تحدث الرئيس بري فقال موجها كلامه للمشنوق «اعتقد انك قلت كلاماً في الخارج اقسى من هذا الكلام ولكن نلاحظ ان هناك تصميماً لكي «يخربط» الجو في المجلس النيابي. ومنع مقاطعة اي نائب يتكلم خارج دوره.
وتوجه الى المشنوق بالقول: لست ضعيفا باللغة العربية وما من مصلحة لتوتير الاجواء وهذا الكلام ليس كلامك.

وقال بري ان ما نشهده في المجلس يحتم علينا العودة الى مصالحة حقيقية وانتم في المجلس النيابي مسؤولون عن هذه المصالحة ولو كلنا بموقف واحد لما كان هناك ضرورة لكل هذا النقاش، مشيرا الى ان هناك أناساً يسمعوننا في الخارج.

ودعا للعودة الى مسيرتنا والعمل في هذا الاتجاه، موضحا ان هناك كلمات توجه ضدي وضد غيري وكلنا يتحمل.
واشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة علي فياض اثناء خروجه من المجلس النيابي الى أن هناك من يريد دفع الامور باتجاه تناول المقاومة والاستفزاز وخرجنا لاننا نريد قطع الطريق على هذا المنحى.
كما وقعت مشادة بين النائب سامر سعاده والنائب نواف الموسوي حول كلام سعاده بأن الذي لم يخف من سلاح ابو عمار لن يخاف من سلاح حسن نصرالله، فرد نواف الموسوي بالقول: لن نرد على هذا الكلام وآذاننا صماء منعاً للفتنة.
كما شهدت الجلسة مشادات اثناء إلقاء النائب ابراهيم كنعان كلمته حيث تمت مقاطعته من نواب المستقبل، خصوصا عندما تطرق كنعان لعمليات صرف لأموال عشوائية في عهد حكومتي السنيورة وسعد الحريري وان السلاح لم يكن يوما مانعاً للقيام بالحسابات وفق الاصول.
كما وقعت مشادة كلامية بين عضو كتلة «القوات اللبنانية» فريد حبيب وعضو تكتل «التغيير والاصلاح» حكمت ديب اثناء كلمة النائب ابراهيم كنعان.
كذلك حصلت مشادة بين النائب ابراهيم كنعان والنائب سامي الجميل عن الشهداء فاعترض الجميل قائلا: اخي شهيد وهنا رد كنعان موضحا انه لا يقصد الشهيد بيار الجميل بكلامه وهذا التوضيح للنائب سامي الجميل فقط.
علما ان نواب المستقبل تعهدوا بالرد على كلمة ابراهيم كنعان الذي تطرق الى قضية صرف الـ11 مليار دولار خارج الموازنة في عهد حكومة السنيورة مطالبا بالمحاسبة حول هذا الملف.

مصدر في 14 آذار
وقال مصدر في 14 آذار ان المرحلة الآن هي لاتعاب للحكومة وليست مرحلة المواجهة الحقيقية المتوقعة بعد شهرين عند اعلان القرار الاتهامي، لأن حزب الله لن يسلم المطلوبين، وبالتالي المجتمع الدولي سيتدخل ضد الحكومة لان حزب الله مشارك في الحكومة، وهذا عامل سلبي سيرفع من الضغط ومقاطعة الحكومة وعندئذ ستبدأ المواجهة الحقيقية للحكومة.

المطارنة الموارنة
الى ذلك، دعا مجلس المطارنة الموارنة الحكومة الى تحمل مسؤولياتها في هذه المرحلة الخطرة، فتعمد الى احترام المواثيق والاتفاقيات والتقيد بالقرارات الدولية وحفظ مكانة لبنان في مصافي الدول المتحضرة. وناشد المسؤولين السعي الى توحيد الرؤية في ما خص المحكمة الدولية واظهار الحقيقة والعمل على تحقيق العدالة التي من شأنها وضع حد لسلسلة الاغتيالات.
وذكرت معلومات لـ «الديار» انه اثناء زيارة الوزير السابق ميشال اده ورئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه للبطريرك الراعي تم طرح موضوع استعادة المراكز المسيحية في الدولة، وتحديدا مركز مدير عام الامن العام والامانة العامة لوزارة الخارجية والتي اخذت من الطائفة المارونية واتصل البطريرك الراعي بالرئيس ميشال سلمان والعماد عون وطرح معهما هذا الموضوع واستعادة المركزين المارونيين اللذين خسرهما الموارنة في مرحلة الفوضى.

السابق
شو صار..فيلم يثير النعرات والفتن
التالي
خطة لخلق اجيال فلسطينية موالية لاسرائيل !!