الاختيار بين العدالة والاستقرار معادلة غير اخلاقية من لا يريد الفتنة لا يقوض الوحدة الوطنية

  اكد الرئيس فؤاد السنيورة ان "المشكلة لا تكمن في مبدأ تداول السلطة وهي من خصائص نظامنا السياسي ونحن من ننادي بها"، وقال: "لو ان 8 آذار فازت وكان تشكيلها للحكومة نتيجة لذلك فإنه حق لها، ولكن أن يتم الإستيلاء عليها بقوة السلاح فهذا ما نرفضه ونرفض الخضوع له".

ورأى ان القول في الوسطية والإعتدال شيء من الجدية، غير ان التجربة بددت هذا الظن، رأينا ان في هذه الوسطية سبيلا للوصول الى السلطة وحماية الإنقلاب. والذي سمعناه بعد صدور مذكرات التوقيف يؤكد ذلك، فصار الإعتدال ازدواجا بالكلام".

وسأل: الى أين يأخذنا هذا الإستكبار بعيدا عن منطق الدولة التي تجمعنا والى متى سيستمر في تصديع وحدتنا كشعب واحد في وطن واحد؟ طريق التجبر والتكبر والتخوين قصيرة، وقصيرة جدا. نحن لا نطالب إلا بالعدل، الذي هو أساس الكرامة، وهل المطالبة بالعدالة جرم؟ وهل المطالبة بمعرفة حقيقة من اغتال شهداؤنا تجاوز للحدود؟".

وأكد "رفض الوقوف في مكان علينا فيه الإختيار بين العدالة والإستقرار، وهي معادلة غير أخلاقية". وقال: "الرئيس الشهيد رفيق الحريري مظلوم وتعالوا نقف وقفة حق. نحن لا نريد استباق المحاكمة، وكما لن نسلم بالإتهام، والمتهم لديه فرصة البراءة في هذه المحاكمة العلنية امام كل الناس حول الكرة الأرضية. والحقوق التي تتيحها المحكمة للدفاع هائلة وكبيرة بشهادة الخبراء القانونيين في لبنان والخارج فلماذا ترفضون افساح المجال امام الدفاع؟

اضاف السنيورة: لأننا نؤمن بالدولة، نطالب بجلاء الحقيقة ونعمل من أجل العدالة.
البيان الوزاري، في المحصلة، لا يقول شيئا نستطيع أن نلمسه بأيدينا. ولكن الموضوع الأهم هو ما يتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان. كلنا يعرف ويعلم ويدرك، ان جوهر الأزمة السياسية التي عاشها لبنان منذ اغتيال الحريري تمحورت على مسألة التباين والخلاف، بل المواجهة والصراع حول الموقف من المحكمة.

وقال:"نعرف ان ما من قوة ستعيد الحريري وباقي شهدائنا وأحبابنا، فقد سقطوا بيد الغدر المجرم الذي سيطر على لبنان منذ زمن غير قصير، قبل الحريري وبعده حيث استمر مسلسل الإغتيالات. ولأننا نعرف ان الهدف من اغتيال الحريري كان تقويض لبنان وكبح طموح اللبنانيين نحو الإستقلال، فقد عملنا، وبذلنا الجهد من أجل التطلع الى الأمام من أجل حفظ دم الحريري. ولهذه الأسباب كانت المسألة واضحة بالنسبة لنا ولـ "14 آذار"، ولسعد الحريري الذي يعيره بعضهم في إيجابياته.

وتابع:" لقد كان لسعد الحريري شرف التفكير بالتعالي عن الجراح ولكن شرط المصارحة للمصالحة والمسامحة، وكل ذلك على أن يرتكز على أسس متينة تتيح للبنان ان يبسط سلطته على كامل أراضيه بيد ان من رفض هذا المسعى هو من أفشله وأطاح به وهو قد أعلن ذلك على الملأ محطما تلك الفرصة النادرة لإعادة تثبيت الوحدة الوطنية.
لم نعتبر يوما ان هدفنا الثأر والإنتقام بل بحثنا دائما عن طريقة للمحافظة على لبنان. من لا يريد الفتنة لا يقوم بتقويض الوحدة الوطنية".

اضاف:"السلاح الذي حميناه تم استخدامه في غير وجهته، وعلى عكس ما نادينا به فقد جرى استغلاله في غير وجهته على أول مفترق جدي وانعكس فائص القوة فائضا في الفوضى.
ألا يحق للبنان ان يصبح جمهورية سيدة مستقلة حرة حقة؟ لن نرضى ان نبقى أسرى التهديد بالإرهاب والقتل". 

السابق
بانتظار عودة الابن غير الضال
التالي
حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تنال الثقة بـ68 صوتا