الأنوار: جهود برّي حالت دون تحوّل البرلمان الى ساحة معركة

الخناقات والمشادات الحادة… كانت عنوان اليوم الثاني من جلسات مناقشة البيان الوزاري، حيث استخدمت عبارات تخطت كل الحدود ولم يسبق ان شهدتها الجلسات النيابية من قبل. وقد تحدث 27 نائبا في جلستي امس حجب منهم الثقة 13 ومنحها 14، وبقي على لائحة طالبي الكلام 11 نائبا. واعلن الرئيس نبيه بري ان التصويت على الثقة سيكون في حدود الساعة الواحدة بعد ظهر اليوم.
وقد تفلت الوضع في جلستي امس بصورة مفاجئة، بعد المناقشات الهادئة التي جرت امس الاول.
وبدأ التشنج في جلسة قبل الظهر عندما وجه النائب خالد الضاهر التحية والتقدير الى الشعوب العربية المنتفضة وخصوصا الشعب السوري الشقيق الذي يناضل من اجل الحرية والكرامة والديمقراطية.
وحاول النائب عاصم قانصوه مقاطعته سائلا اياه عن سبب تحديه لسوريا، لكن الرئيس بري تدخل وطلب من قانصوه افساح المجال للضاهر لانهاء مداخلته.
واضاف الضاهر اننا ندعو الى احترام خيارات الشعب السوري ونطالب بوقف زمرة الشتامين والمطبلين اللبنانيين عن المساهمة في قمع واذية هذا الشعب الابي. وهنا حصل تلاسن بينه وبين قانصوه وارتفعت اللهجة واستخدم كلام ناب، وتدخل عدد من النواب للفض بينهما.
وتجددت الاشكالات عندما القى النائب سامر سعادة كلمته وقال اذا كان ابو عمار ودبابته لم يخيفنا، فاليوم لن يرهبنا سلاح السيد ومقاومته وصواريخه. وعلى هذا الاساس ليكن الكلام بوضوح هذا اذا ما كنتم تريدون ان يكون لبنان لنا ولكم.
وتدخل الوزير حسين الحاج حسن قائلا: هذا الكلام يخرج عن النظام. فرد سعادة: ان لم تسمعوا كلامنا من هذا المنبر فستسمعونه في الشوارع.
وهنا تدخل الوزير الحاج حسن قائلا: هذا الكلام كبير جدا. فرد سعادة: عندما اذهب الى منزل بيار الجميل فانني سأنظر الى عيون امين وألكسندر من هنا لا ثقة لهذه الحكومة وعشتم وعاش لبنان.
وتدخل النائب نواف الموسوي وقال: الواضح لنا تماما منذ ان جئنا الى الجلسة، ان المنبر سيستغل ، وأردف: من اراد ان يتكلم فليتكلم ولكننا لن نكون مصغين.
وبلغت الحدة ذروتها مساء مع كلمة النائب نهاد المشنوق الذي قال ان السلاح الذي هيمن على حياتنا الوطنية والسياسية، هو العنوان الكبير للمأزق الوطني في لبنان. وتابع ان اختراق السلاح لمؤسسات الدولة هو الذي اتى بهذه الحكومة.
وهنا سارع الوزير علي حسن خليل الى الرد بغضب هذا الكلام مرفوض ومش مسموح به، موضحا انه بصفته وزيرا في الحكومة جيت بارادة الناس وليس بارادة احد.
وتدخل النائب نواف الموسوي معتبرا ان كلام المشنوق هو كلام فتنة، ولفت الى ان الناس تسمع اذا لم نكن نحن نسمع، موضحا ان هذا كلام الفتنة وانه اذا كنا معطيين الاذن الصماء هناك ناس تسمع، وتوجه للناس بالقول اذا لم نرد عليه فلاننا لا نريد ان نسمح لعملاء المخابرات ان تحدث فتنة في البلد.
وتوجه الموسوي للمشنوق بالقول انت عميل للمخابرات معروف اديش سعرك.
واعترض نواب من تيار المستقبل على توصيف العميل، بينما كان الموسوي يخرج من القاعة.
كما سجلت مشادة كلامية حادة أثناء القاء النائب ابراهيم كنعان كلمته، اذ رد عليه النائب سامي الجميل بالقول: أرجوك أن تنظر إليّ كي اعرف ماذا سأقول غدا في كلمتي. هل نحن نتاجر بالشهداء؟ لدي أخ شهيد فهل اذا طالبنا بمعرفة من قتله نكون نتاجر بدم الشهداء؟
هذا وقالت مصادر في المعارضة ان الكلمة المعبرة والأبرز بين مداخلات نواب 14 آذار ستكون للرئيس فؤاد السنيورة الذي ضمن مداخلته مواقف وصفت بالمهمة، مشيرة الى أن الرئيس بري يتحرك على أكثر من جبهة من أجل تمرير قطوع الثقة بأقل نسبة من الضرر.
في غضون ذلك، أكدت مصادر وزارية ان الحكومة تضع في أولوياتها بندين اساسيين للبت بهما في أول جلسة لمجلس الوزراء بعد الثقة: التمديد لحاكم مصرف لبنان لما للأمر من انعكاسات إيجابية على الوضع الاقتصادي، وتعيين رئيس أركان للجيش اللبناني ليتسنى للقيادة تنفيذ المهام على المستوى الوطني، والانطلاق نحو الخارج لبحث أطر المساعدات العسكرية.
وتوازياً أوضحت المصادر ان مجلس الوزراء سيبدأ البحث في ملفي التعيينات الأمنية لا سيما في مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي لملء الشواغر وتفعيل عمل المؤسسة، والقضائية من خلال تعيين رئيس لمجلس القضاء الأعلى.
وفي موقف لافت، من خارج الندوة البرلمانية، دعا مجلس المطارنة الموارنة الحكومة الى تحمل مسؤولياتها في هذه المرحلة الخطيرة، فتعمد الى احترام المواثيق والاتفاقيات والتقيد بالقرارات الدولية وحفظ مكانة لبنان في مصاف الدول المتحضرة، وناشد المسؤولين السعي الى توحيد الرؤية في ما خص المحكمة الدولية وإظهار الحقيقة والعمل على تحقيق العدالة التي من شأنها وضع حد لمسلسل الاغتيالات.

السابق
الإنترنت يجمع بين قلبيْ ثمانينيين
التالي
البيرق: الجلسة النيابية تنتهي بالثقة نهارا لتنكب الحكومة على اجراء التعيينات