مثل ضبعين أبو عبدالله

 يروي السيد أبو عبدالله أنه كان مرة ذاهباً من بلدته الصوانة إلى بلدة ديركيفا وذلك سيراً على الأقدام، فمر بقرية خربة سلم ولما وصل إلى نهاية عقبة (الطبالة) حيث توجد شجرة خروب كبيرة وكان قد أدركه الليل، شاهد غير بعيد عنه ضبعين تتشاجران وتتقاتلان بضراوة. فرأى طلباً للسلامة، أن من الخير له عدم العودة أو متابعة السير بل الصعود إلى الشجرة والبقاء عليها حتى تنتهي الضبعان من عراكهما وتذهب كل منهما في سبيلها. ولكن أثناء انتظاره على الشجرة غلب عليه النوم ولم يستيقظ إلا عند الفجر وقد استولى السكون على تلك الناحية. ونظر حوله فلم ير الضبعين فحمد الله على السلامة ونزل عن الشجرة وذهب ناحية مكان المعركة فرأى الدماء على الأرض وذنبين لا يزالان يتحركان. فعلم أن الضبعين أكلتا بعضهما ولم يبق منهما غير ذنبيهما. وهو كلما روى هذه الحادثة يبدي أسفه لأنه فاتته فكرة الاحتفاظ بالذنبين وحملهما معه كذكرى لتلك الليلة المرعبة. 

السابق
الجميل: البيان الوزاري يتناقض مع كلام نصرالله المسيطر على مقدرات الحكومة
التالي
عدس شقرا ما بيلقى دقره