القرار الاتهامي ومسيحيو 14 أذار

لم يكد يصدر القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الحريري قبل أيام حتى توالت الاحتفاءات به من قبل قوى 14 أذار ،وكان اللافت مسارعة الاحزاب والتيارات المسيحيه المنضويه تحت لوائه قبل الاسلاميه في التهليل والتحذير من مغبة عدم الالتزام به من قبل حكومتنا العتيده تحت طائلة المسؤوليه الوطنيه والعقوبات الدوليه.

وللتعليق ، فان أيسر ردّ على هذا المنطق السطحي والساذج ودون النظر في أحقيّة القرار الاتهامي وصوابيته كما يقول مريدوه، أو تجنّيه على المقاومه واستهدافها كما يصرّح جمهورها ،نريد أن نسأل: هل من مصلحة مسيحيي لبنان حصول فتنه سنيه شيعيه؟

الجواب يكون في النظر الى ما حصل لمسيحيي العراق عندما بدأت الاغتيالت والتفجيرات الطائفيه منذ سنوات قبل أن تنجح حكومة المالكي في تطويقها في الفتره الأخيره عن طريق تشكيل حكومه وحده وطنيه مازالت بعض حقائبها حتى الان مختلف عليها.

العدد المتبقي من المسيحيين العراقيين الذين يعيشون على أرضه هو 400 ألف نسمه من أصل 800 ألف كانوا قبل غزو العراق عام 2003 والسبب طبعا : الفتنه الشيعيه السنيه.

في دراسه للفتن التي عادة ما تفتك بالأوطان والشعوب, ثبت أن أول المتضررين منها وأكثر المكتوين بنارها فداحة هم" الأقليات" داخل تلك الأوطان, فالأقليات عادة ما تكون الطرف الأضعف في المعادله ,لذلك يستسهل الموتورون والأطراف الغير منضبطه في الجماعات المتصارعه ضربهم وتشتيتهم من أجل أثبات قوتهم وتحقيق انتصارات سهله من جهه، أو من أجل الاستيلاء على ما يملكونه من أراض وأملاك ثابته وتغيير وقائع ديموغرافيه من جهه ثانيه.

نصف عدد مسيحيي العراق هجّروا من أبلدهم والتهديدات مازالت تلاحق النصف الأخر من قبل تنظيمات القاعده وأخواتها . فهل يعتبر مسيحيو 14 أذار اللبنانيين؟  

السابق
الشيخ مشيمش و”العدالة المسيّسة”
التالي
السفير: نصر الله: العدالة شرط الاستقرار … ولا للمقايضة بينهما