العربية:نصر الله يستشهد خطأ بوثيقة ليست للمحكمة الخاصة باغتيال الحريري

استشهد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، في كلمته التي ألقاها ليلة أمس السبت بوثيقة لا تمت بأي صلة للمحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رفيق الحريري، في معرض تفنيده لقرار اتهامي أصدرته المحكمة وطال 4 من عناصر الحزب كمشتبه بمشاركتهم في عملية الاغتيال.
وقال عن الوثيقة التي استشهد بها إنه بعد انطلاق عمل المحكمة تم نقل موظفي لجنة التحقيق الدولية والمحققين والتجهيزات من لبنان "ولم يبق للمحكمة سوى مكتب". ثم قال عن أفراد اللجنة إنهم غادروا عبر مطار بيروت "إلا أجهزة الكمبيوتر (التابعة لهم) وعددها 97 جهازا، فقد نقلت عن طريق الناقورة (منطقة الحدود) إلى إسرائيل".
ثم عرض الأمين العام لحزب الله الوثيقة عبر شاشة "المنار" وقال إنها وثيقة شحن تثبت نقل كومبيوترات أفراد لجنة التحقيق عبر إسرائيل، متسائلا: "إلى أين ذهبت هذه الأجهزة في إسرائيل، خاصة أنها من الدول المتطورة جدا في مجال التكنولوجيا"؟
ومما يبدو من الوثيقة التي ظهرت على الشاشة انها لعملية نقل تمت من القدس بتاريخ 8/7/2009 عبر وثيقة إسرائيلية "صادرة عن شعبة الضرائب وفيها محتويات المستوعب (الكونتينر) الذي ضم 97 جهاز كمبيوتر". بحسب تعبيره.
الوثيقة لهيئة لحفظ السلام
والمتأمل بالوثيقة سيجد أنها خاصة بهيئة تابعة للأمم المتحدة مختلفة تماما عن المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الراحل، واسم الهيئة واضح جدا في الوثيقة، وهو UNTSO كاختصار لاسمها بالانجليزية، وهو United Nations Truce Supervision Organisation أي: هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة.
أما محكمة جريمة اغتيال الحريري فاسمها STL اختصارا لـ Special Tribunal For Lebanon أو "المحكمة الخاصة بلبنان" أي أن الكومبيوترات التي تم نقلها عبر اسرائيل هي لأفراد هيئة مراقبة الهدنة، لا للمحكمة الخاصة باغتيال الحريري، باعتبار أن للهيئة مفارز منذ تأسيسها في 1948 لمراقبة الهدنة، وعاملة في القدس (حيث مقرها الرئيسي) والجولان والقاهرة وبيروت ودمشق، بحسب الوارد في موقع الهيئة نفسها على الانترنت.
وكانت الأمم المتحدة أنشأت هذه الهيئة كأول عملية من جانبها لحفظ السلام في المنطقة "وظل المراقبون العسكريون للهيئة في الشرق الأوسط لمراقبة عمليات وقف اطلاق النار واتفاقات الهدنة ومنع حدوث أي حوادث، أو منعها من التصاعد، ومساعدة عمليات الأمم لمتحدة لحفظ السلام الأخرى في المنطقة" طبقا لما تروي عن نفسها في موقعها.
ومما نقرأه في رابط "وثائق وأرقام" في الموقع على الانترنت: أن موقع الهيئة هو الشرق الأوسط، ودار المندوب هي مدينة القدس، والقصد من المندوب هنا هو رئيس البعثة ورئيس الأركان، وهو حاليا اللواء الفنلندي جوها كيلبيا، وان عملها مستمر منذ 1948 الى الآن.
نقرأ أيضا أن عدد العاملين فيها هم 149 عسكريا، و93 مدنيا (من 23 جنسية) إضافة الى 128 موظفا محليا (من الدول الخمس) وانها خسرت 50 عاملا معها قضوا قتلى طوال 63 سنة الى الآن، وموازنتها السنوية الحالية هي أكثر من 60 مليون و700 ألف دولار.
وهيئة من هذا النوع لا ترمي في مكب للنفايات أغراضها وما يعود لأفرادها، خصوصا اذا كان معظمهم عسكريين، وأهمها هي كومبيوتراتهم متى أصبحت قديمة، إذ لا بد أنها تنقلها الى عنوان خاص تابع للأمم المتحدة، حيث يتم إتلافها، أو ربما حفظها في مستودع خاص، بعيدا عن الدول المتنازعة ولصوصها الرسميين وغيرهم.

السابق
سقوط “سفاح” إلينوي بعدما ضلل الشرطة 54 عاماً
التالي
هجوم نصرالله على ميزان الوقائع