مئويّـــة سعيـــد عقـــل

4 تموز عيد بلوغ سعيد عقل المئة. جامعة سيّدة اللويزة دعت للاحتفال بالمناسبة عبر قدّاس خاص يترأسه البطريرك الراعي في بكركي، يليه إعلان عن نشاطات لاحقة.
جماعة تبتهج لبقاء شاعر حيّاً منذ قرن لأن استمراره بينها يعطيها قوّة. هذه المرّة، التكريم ليس لنتاجه بل لوجوده. هكذا يبدو لنا الأمر، ونتفهّمه. الجماعة التي أوهنها الدهر وضاعت عن ماضيها وحاضرها وقفتْ ترتجف أمام مصيرها. الجماعة المستغربة في الشرق المستشرقة في الغرب السارحة المتجذّرة المثمرة بين ضفاف لغة القرآن فوق ما صال المسلمون وجالوا.

جماعة الصلابة والنوافذ المشرعة، الأقليّة المُفْرَدَة والإمبراطوريّة المعنويّة. الجماعة التي يستطيع أبناؤها أن يثوروا عليها ولا تثور عليهم، وينكروها ولا تنكرهم. الجماعة التي تُصلّب بالخمس وتجعل تعداد رياح الانفتاح من الخمس وصاعداً. الجماعة التي صُوّر للآخرين أنّها تنوي إبادتهم فإذا بها هي تغدو يتيمة في أرضها.

الجماعة التي كأنَّ ناجي العلي كان يقرأ في فنجانها مطلع الحرب الأهليّة حين وضع في رسومه لـ«السفير» شخصيّة «الماروني التائه». جماعة لم أرحمها وذهبتُ في هجائها حدّ دعوتها إلى التخلّي عن مناصبها بدءاً بالرئاسة، وإلى الرجوع للأرض والكدح رجوع المتَّضِع الفقير المحتاج أملاً في استعادة جدارات كانت لها. الجماعة التي لم يستوِ فيها يوماً خطّ السلطة مع خطّ الفكر، فاستوطنت الغربة بين الفريقين حتّى أصبحت المارونيّة مارونيّتين، واحدة سُمّيت سياسيّة وأخرى خرجتْ من حدودها وكادت تخرج من كلّ حدود ولم تعد تجد لها بيتاً. الجماعة التي لم يفهمها أحد مثلما فهمها غير أبنائها، كميشال شيحا وشارل مالك وعمر فاخوري وكاظم وتقي الدين ومنح الصلح وكمال الصليبي وعبّاس بيضون.
خرجتْ من حدودها ولم تجد لها بيتاً.
وها هي الكنيسة تفتح أبوابها في مئويّته لأحد أولئك الذين حاولوا اختراق الحدود.

السابق
صيدا: إنجاز معمل معالجة النفايات الطبية بتمويل إسباني
التالي
مرجعيون أشغال وتحصينات ودوريات