البيان والقرار

يرمي الشاب الصحيفة من يده وهو يتمتم بشتى أنواع الشتائم للبلد والمسؤولين وهذا الشعب الذي يأتي بمثل هؤلاء الحكّام، يسأله زميله في العمل عن سبب هذا <التعصيب> المتمكن منه منذ فترة، يرد عليه بحدة: ألا تقرأ الصحف وتشاهد الأخبار؟ أصبحت كلها لا همّ لها سوى البيان الوزاري والآن جاء القرار الاتهامي·

يستغرب صديقه وماذا يعني ذلك؟ ·· يُجيب وكأنه يصرخ: ماذا يعني؟ يعني أنّهم في كل مرّة يجدون شيئاً يلهون به الناس، شيئاً سياسياً أو أمنياً، حتى يبقى المواطن مقهوراً اجتماعياً ومعيشياً· إنّهم حتى لا يفكرون مماذا يعاني هذا الشعب فماذا يهمني أنا رب أسرة لثلاثة أولاد من كل هذه الأمور، كل ما يهمني أن يكون راتبي مناسباً وأدوية الاولاد ومدارسهم ولباسهم مؤمنة، لا أريد أن يطلب إبني شيئاً لا أستطيع أْن أُلبّيه، لأن الراتب لن يزيد، فالدولة مديونة لأن السرقات للمسؤولين مُشرّعة ولا أحد يحاسبهم، الآن يتحدّثون عن البيان والقرار الإتهامي وكأنّ فئة من الشعب مستهدفة، ولا يعلمون أنّ الشعب كله مستهدف بسياسة اللامبالاة والمديونية والتشبيح والسرقة، وتريدني ألا أشعر بالقهر و<التعصيب؟>·

يتنهّد الزميل وينظر إليه بأسى، إنّها حالنا جميعاً كما قلت، ولكن ما هو المخرج برأيك؟ لا نستطيع أن نفعل شيئاً، يرد عليه كمن شعر بأنّ الآخرين يعيشون نفس الهموم والملل من الوضع القائم، المخرج يا صديقي أنْ يرحم الله هذا الشعب ويُنهي الحياة على هذه الارض بزلزال أو تسونامي، ويخلق شعباً جديداً يليق بهذه الأرض·

السابق
رجل عصابة يتصل بالشرطة طالباً إلقاء القبض عليه
التالي
سيارة مقابل العقم !!