أهالي قانا يشكون من شحّ المياه والمصلحة تنصح بالترشيد

يشكو أبناء بلدة قانا وجوارها من شحّ مياه الشفة، التي تضخ من «مشروع مياه آبار باتوليه»، التي تغذي عشرات القرى في صور وبنت جبيل. وبدأت شكواهم ترتفع أكثر فأكثر مع بداية فصل الصيف، وارتفاع أعداد السكان الآتين إلى بلداتهم من دول الاغتراب والعاصمة بيروت. والغريب بالنسبة إليهم، أنهم يدفعون شهرياً بدل شراء المياه بواسطة الصهاريج ما يقارب بدل الاشتراك السنوي في مصلحة مياه صور والمحددة بـ 221 الف ليرة لبنانية.

ويسلم الكثير من الاهالي بارتفاع الطلب على المياه في فصل الصيف، لكنهم في المقابل، لا يسلمون بتراجع كميات ضخّ المياه من جهة، وعدم زيادتها من جهة ثانية، تماشيا مع المتطلبات إلى «خزان صديقين»، الذي تستفيد منه البلدة وبلدات أخرى في المنطقة، بينما تؤكد «مصلحة مياه صور» على أن «الكميات التي تضخ إلى ذلك الخزان، والبالغة ثلاثة آلاف متر مكعب، لم تتراجع إطلاقا».

وتشير المواطنة روز دخل الله من قانا، إلى أن «الأزمة في البلدة بدأت تتفاقم منذ بداية الصيف، حيث نضطر لشراء المياه بواسطة الصهاريج مقابل ثلاثين ألف ليرة لبنانية لكل صهريج سعة 14 برميل، وهو لا يكفي لاربعة ايام»، متسائلة عن «شحّ المياه في بلد المياه». بدوره، يلفت يوسف زعرور إلى «أننا نكتوي بشراء المياه، بينما بلدنا يعوم على المياه، التي تهدر إلى البحر»، معتبراً «أن الوضع لم يعد يطاق أبدا، فمنذ حلول الصيف، نقوم بشراء المياه حتى نتمكن من تأمين بديل لمياه مصلحة مياه صور التي لا تأتي إلا قليلا». ويرى الدكتور محمد الصايغ أن «المطلوب من المسؤولين عن مصلحة المياه زيادة الضخ إلى المنطقة، التي يرتفع عدد سكانها في فصل الصيف بنسبة تفوق الثلاثين بالمئة»، لافتاً إلى أن شراء المياه يزيد من الأعباء على المواطنين الذين يعانون أصلا من ضائقة اقتصادية ومعيشية».

من جهته، يشكو رئيس بلدية قانا محمد عطية من «طريقة توزيع المياه في فصل الصيف»، لافتاً إلى وجود «ثلاثة آبار متوقفة عن الضخ منذ ثلاث سنوات، في محيط محطة صديقين، كما أن ست مجموعات من أصل عشر، تعمل في محطة المياه الرئيسية في بلدة باتوليه»، معتبراً «أن المطلوب زيادة ضخ المياه حتى لا يدفع المواطن بدل المياه أضعافا».

ويُضخ يومياً من آبار باتولية 13 ألف متر مكعب من المياه، تتوزع على الخزانات الرئيسة التي تغذي بلدات وقرى في منطقة صور وبنت جبيل. وتستفيد محطة صديقين، التي تغذي قانا وبلدات مجاورة، بثلاثة آلاف متر مكعب في اليوم الواحد. وتقر مصادر في «مصلحة مياه صور»، بتوقف أربع مجموعات من أصل عشرة عن العمل في محطة مياه آبار باتوليه، لكن ذلك برأيها «ليس له علاقة بكميات ضخّ المياه، فالمجموعات العاملة تفي بدورها المطلوب رغم المناوبة بينها في عملية التشغيل»،
لافتة إلى أن «بلدة قانا تستفيد من المياه بشكل طبيعي بواسطة القساطل، التي تجرّ المياه من خزان صديقين بقطر ثمانية إنشات». وناشدت مصادر المصلحة المواطنين «ترشيد المياه، خاصة أن الطلب على المياه يرتفع ثلاثة أضعاف في الصيف»، مشيرة إلى «وجود مشروع لتطوير وتوسعة خزان صديقين».

السابق
مولود بلا جلد ورأسه شفاف
التالي
صيدا: إنجاز معمل معالجة النفايات الطبية بتمويل إسباني