أهالي المفقودين لسفير حقوق الإنسان:”نريد عظامهم”

عندما تحدثت والدة المفقود أحمد الشرقاوي أمام سفير حقوق الإنسان الفرنسي فرنسوا زيميراي وحمّلته صورة ولدها المخطوف منذ العام 1986، لم تقل له بصوتها الذي بالكاد كان يخرج من فمها إلا بضع كلمات: «أريد عظامه. فش غيرو (قاصدة ألا مطالب أخرى لها) أرجوك. أرجوك. أرجوك». حاولت والدة أحمد بظهرها المنحني ووجهها الذي أتعبته تجاعيد الفراق ولوعة الانتظار أن توصل بكلماتها البسيطة طلبها، وطلب الكثيرين، للسفير الذي زار خيمة أهالي المخطوفين والمفقودين بالأمس، واستمع إلى أمهات الخيمة واحدة بعد واحدة.

وأمام العبارات اللطيفة للسفير الذي حضر مع وفد مرافق، انبرى شاب من الحاضرين ليقول له التالي: «جميع الناس بكت هنا. الكثير منهم حملوا وعودهم معهم حين غادروا والآخرون لم يقدموا إلا دموعهم. الأهالي لا يريدون الوعود ولا الدموع. يريدون أبناءهم». وعندما أنهت المترجمة نقل العبارة الأخيرة، هزّ السفير برأسه.

مرة ثانية، سيحار السفير ويبدو خجلاً عندما يسأله شاب آخر عن سبب تأخر فرنسا، البلد المدافع عن حقوق الإنسان، لملاقاة أهالي المفقودين والمخطوفين. بعد سكوت قال السفير: «هناك أسئلة نستطيع أن نجيب عليها بدبلوماسية. ولأني لا أريد أن أجيب بدبلوماسية، أكتفي بالصمت». قبل أن يستدرك لاحقاً: «تريدون كلاماً واضحا؟ لست سائحاً بينكم. أتكلم باسم فرنسا. أنا إلى جانبكم وأعدكم كسفير بأنني لن أنسى الكلمات والوجوه وكل ما سمعته هنا».

السابق
مرجعيون أشغال وتحصينات ودوريات
التالي
الديار : القرار الإتهامي مرّ في نطاق المقبول والسيّد يتحدث اليوم