قبلان: المحكمة مسيسة والشبهات تدور حولها

 ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالحديث عن فضائل شهر رجب باعتباره شهر الخير والبركة والمناسبات الكريمة والعظيمة، فهو مميز بذكرى الإسراء والمعراج والمبعث النبوي ومولد الإمام علي.
وقال "نحن لا نزال نعيش ذكرى المبعث الشريف الذي اشتمل على معاني يتوقف الإنسان عندها ليلتزم بمضامينها ومعانيها، فالمبعث يبين الحقائق، وفيه استقامة الطريق، ووضوح الرؤية، وهو جاء بعد مسيرة الإسراء والمعراج التي نحتاجها في كل زمان ومكان حيث بلغ النبي محمد الدعوة بأمر من الله تعالى لينير الطريق في المجتمع ولتحقيق الحق للسالكين نحوه، فالإسلام دين مبارك جاء لإنقاذ البشرية وتصحيح المسيرة وإصلاح شأن الأمة كما قال الله تعالى: "وما أرسلناك الا رحمة للعالمين"، فالله سبحانه بعث الأنبياء وخاصة النبي محمد لإصلاح شأن الناس وتصحيح المسيرة، والسير على ارض صلبة وخطى مباركة، فهذه الأهداف والتوجهات التي يعيشها الإنسان في رعاية ربه في ظل الإسلام والعدالة الإسلامية تستدعي ان نراجع الحسابات، ونتوقف أمام الأحداث، فالإسلام شجرة مثمرة معطاء تعطي أكلها في كل حين، وعلينا ان نسارع في خطوات الخير، ونبتعد عن كل شر، ونلتزم بالاستقامة، ونعمل في ظل العدالة لأننا نريد أنسانا مستقيما عادلا عاقلا ورعا ملتزما يدعو إلى الخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لذلك فالمطلوب منا ان نعمل لتحقيق العدالة والابتعاد عن الظلم والشك والريبة".
ورأى الشيخ قبلان "ان الاغتيالات التي وقعت على أرضنا لا مبرر لها، وهي تنافي الحقيقة، وعلينا ان نحاسب أنفسنا، ونتمسك بالعدالة، ونبتعد عن الوهن والتخبط والشك، فالحق الذي ضيع بفعل المحاكم، التي عليها ان تحاسب نفسها، وتبتعد عن الانحراف والشك والتسييس، فالاغتيال طريقة ظالمة وبعيدة عن الحق والواقع، وأول اغتيال شهدناه كان جريمة اغتيال ابن ملجم للامام علي بن ابي طالب أثناء سجوده في الصلاة، فكان هذا الاغتيال سابقة خطيرة في الإسلام، والاغتيال يبعد الإنسان عن العدالة والحقيقة ليضع الناس في مأزق وشك وريبة، فالاغتيال يقربنا من الشيطان، ويبعدنا عن الرحمن، فمصدر الاغتيال هو الظن السيئ والريبة، وعلينا ان نتحقق من الأمور، فنحن لا نريد ظلم الناس، ونرفض ان نظلم احدا لان الله اعز نفس الانسان وكرمها".
وأضاف: "ان في كثير من الأحداث الوهن والضعف والإسفاف، ونحن من جهتنا نطالب بمحاكمة المجرم، ونطالب بالعدالة، والإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه، وعلينا ان لا ننحدر إلى مستوى لا يليق بنا، فالقتل بدون سبب ظلم وافتراء وتحدي للانسان، إن المحكمة الدولية مسيسة، وهي ليست منزلة، والشبهات تدور حولها، فلماذا لا نختار قضاة لبنانيين من أهل الخيرة والإنصاف والعدالة، لذلك نطالب الجميع بالتروي في الأحكام، والعدل في القضاء وإنصاف الناس، فلا نظلم احدا، وعلينا ان نختار قضاة من بني جلدتنا وقومنا، فنختار من نراه منصفا وعادلا وحكيما يتعاطى بالعدل والإنصاف مع القضايا، فالحمد لله إن إعلان القرار ألاتهامي مر بهدوء، ولكن لا يجوز إلا نتحرى الحقيقة العادلة والمنصفة والمحقة، لذلك نقول للجميع العدل اساس الملك، ولا يجوز ان نفتري على احد، ولا يجوز ان نطلق الأحكام بشكل عشوائي، ونأخذ الحق بالظن والتهمة، ولا يجوز ان يدعي احد العصمة، لذلك نطالب بالعدالة والتحقيق الصارم والدقيق للوصول إلى العدالة التي تكون من أهل العدل والإنصاف، وعلينا ان نحفظ لبنان من الفتنة والكوارث المحيطة بنا فنعمل من اجل الحقيقة وإنصاف الناس فنحكم ضمائرنا ونعمل بإنصاف فلا نطلق التهم دون أدلة واضحة، نحن نريد كشف حقيقة اغتيال الشهيد رفيق الحريري، ونريد الحقيقة المبنية على الأدلة الثابتة والمحقة، ونريد كشف من سولت له نفسه قتل الإنسان الذي نعتبره خليفة الله على الأرض، والمطلوب ان نحفظ الإنسان ونصونه وندرأ المخاطر عنه لان بالإنسان تعمر البلاد وبه تستقر، فالتهم تعقد الأمور، فالمطلوب ان نتروى ونلتزم الدقة، ونسلم المحكمة إلى قضاة لبنانيين منصفين بعيدين عن الظلم".
وهنأ الشيخ قبلان الشعب اللبناني ب"خروجه من الأزمة بهدوء وحكمة وروية، وعلى اللبنانيين ان يعملوا بإنصاف فيعدلوا ويقولوا الحق ولو على أنفسهم، ويبتعدوا عن الظن والشبهة لاننا نتمنى ان تسير الأمور في مجراها المستقيم، فيعاقب الظالم والمجرم، وعلينا ان نكون من أهل الحق والحقيقة فنتمالك أنفسنا ونتعاون ونضع أيدينا بأيدي بعضنا البعض فنعمل لكشف الحقيقة، ونصل إلى العدالة لكشف الظالم والمجرم".
ورأى "ان الوضع في بلادنا العربية صعب فيما المطلوب ان نتواضع لبعضنا البعض ونعمل لصالح مجتمعاتنا وشعوبنا، ونبتعد عن الضلالة والظلم، ونطالب حكام البحرين ان يحترموا حقوق الإنسان وحريته، وينصفوا شعب البحرين، ونطالب الشعب السوري ان يتجاوب مع الإصلاحات التي طرحها النظام، ونطالب ان تحافظ الأنظمة العربية على شعوبها وعلى الجميع ان يتعاونوا على البر والتقوى ولا يتعاونوا على الاثم والعدوان ويكونوا يدا واحدة لان يد الله مع الجماعة". 

السابق
الصفدي: تسلم القرار الاتهامي يأتي في اطار التزام الحكومة بالقرارات الدولية
التالي
عبود: لا مفاجآت في القرار الاتهامي والمقصود إبعاد السياح