مسؤول روسي: لا صديق لروسيا في سوريا إلا شعبها.. والسياسيون يأتون ويذهبون

قال مسؤول روسي، أمس، إنه «لا صديق لروسيا في سوريا إلا شعبها»، وذلك خلال استقباله وفدا للمعارضة السورية في الخارج بموسكو. ورغم وصول وفد المعارضة السورية لزيارة العاصمة الروسية بدعوة من مسؤوليها، وإعلان وزير الخارجية سيرغي لافروف في مكالمته الهاتفية مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، أن الاتصالات التي سوف يجريها الجانب الروسي معها تعكس موقف موسكو الذي يتلخص في استحالة عزل أي من الأطراف، وترك الأبواب مفتوحة معها جميعا، قال الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، أمس، إن موسكو لن تعقد أي لقاءات رسمية مع هذا الوفد.

وقال لوكاشيفيتش إنه يجب تناول الزيارة على أنها زيارة خاصة جاءت بدعوة من اتحاد جمعيات التضامن والصداقة مع البلدان الأجنبية. وقد جرت أمس في هذا الإطار مباحثات الوفد السوري مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي ميخائيل مارغيلوف، وهو أيضا رئيس هذا الاتحاد، الذي أوجز نتائج اللقاء بقوله، إن حوارا مفيدا جرى بين الجانبين أوضح مواقف القوى السياسية المختلفة في سوريا. ومارغيلوف هو أيضا المبعوث الشخصي للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي سبق وأوفده إلى السودان والشرق وليبيا.

وكان الوفد السوري يضم رئيس الوفد رضوان زيادة، مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية في واشنطن، وعددا من الناشطين السياسيين والحقوقيين ممن يمثلون كل ألوان الطيف السياسي السوري في الخارج، بما فيهم الأكراد و«الإخوان المسلمون» واثنان من المقيمين في روسيا.

وكشف مارغيلوف عن أن موسكو تدعو إلى تحويل المواجهة الراهنة في سوريا إلى عملية سياسية في أسرع وقت ممكن مع الوقف الفوري لاستخدام العنف في البلاد، مشيرا إلى أنه «لا صديق لروسيا في سوريا إلا شعبها». وتابع قائلا، إن «السياسيين والزعماء يأتون ويذهبون، وإن الأنظمة الاجتماعية تتغير، لكن الشعب باق دائما كما هو». وكان وفد المعارضة السورية حرص على استباق مباحثاته مع المسؤولين في موسكو بعدد من اللقاءات الصحافية ومع وسائل إعلام روسية وعربية، أكد خلالها امتنانه لدعوة الجانب الروسي ورغبته في توضيح موقفه وشرح وجهة نظر المعارضة وكشف جرائم النظام التي يرتكبها بحق الشعب السوري، على حد قول نجيب الغضبان، عضو الوفد وأستاذ العلوم السياسية في جامعة أركنساس الأميركية لقناة «روسيا اليوم» الناطقة بالعربية. وقال الغضبان إن الوفد جاء إلى موسكو لإبلاغها برغبته في أن تتخذ موقفا في مجلس الأمن يدين القمع والعنف والقتل ولإطلاعها على رؤية المعارضة تجاه ما يجري على أرض الوطن والتأكيد على الطابع الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين.

وقال إن إجماعا يتبدى بين فصائل المعارضة السورية في الداخل والخارج حول رفض التدخل العسكري وإحالة بعض جرائم النظام إلى المحكمة الجنائية الدولية، ومنها جرائم ضد الإنسانية في ظل وجود إثباتات لجرائم التعذيب والقناصة، وما قامت به الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد من جرائم وانتهاكات.

وأعلن الغضبان عن تأييد المعارضة السورية للعقوبات التي فرضتها بلدان الاتحاد الأوروبي ضد عدد من رموز النظام في دمشق، بينما أوجز رؤية المعارضة تجاه روسيا في شكر موقفها الذي يدين القتل والقمع وإبلاغها بأن القرار المطروح في مجلس الأمن مبني على الحد الأدنى من الإدانة وتأكيد رأي الشارع السوري في أن الموقف الروسي الذي قد يبدو أحيانا متشككا ومترددا ويهدد أحيانا باستخدام الفيتو قد يعطي غطاء للنظام السوري للاستمرار في القمع وهذا واقع وحقيقة على حد تعبيره. وقال إنه يرفض مظاهر إحراق العلم الروسي في شوارع سوريا ويريد أن يتحول ذلك إلى شعارات تخاطب الشعب والحكومة في روسيا لاتخاذ موقف ينسجم مع المجتمع الدولي في إدانة القمع، معربا عن أمله في أن تقف روسيا في نهاية المطاف مع حق الشعب السوري في التغيير.

السابق
لبنان عاد إلى أجواء المحكمة الدولية:القرار الإتهامي وصل إلى لبنان أم لم يصل؟
التالي
الاخبار عن المحكمة: القرار الاتهامي خلال عشرة ايام