أخضر يابس هات

 النبي سليمان صاحب الامتيازات الخاصة، من قدرة على تفهُّم لغة الطير والحيوانات والحشرات ومن تسخير للجن، فضلاً عن الأنس، لإشباع شهواته وأهوائه. وكان ممن سخَّرهم من الجن جماعة أوكل إليهم تسخين مياه ينابيع طبريا ليغتسل بها مع زوجاته ووصيفاتهن. فكانوا يوقدون النار تحت مصادر تلك المياه في جوف الأرض فتخرج ساخنة يتصاعد منها البخار ليلاً ونهاراً. وكان هؤلاء النفر من الجن قد قسموا أنفسهم إلى طواقم تتناوب العمل لتبقى النار دائماً في تأجج والمياه دائماً في سخونة وطبعاً كل ذلك يجري تحت الأرض.
وفي أحد الأيام مات النبي سليمان، فتناقل الأنس والجن الخبر وأبلغ السعاة الخبر إلى المخلوقات البعيدة صغيرها وكبيرها، وتحرَّر الجميع من تحكم سليمان. ولكن الجن الموكلون بحمامات سليمان لا يزالون يعملون حتى الآن. والدليل على ذلك أن المياه لا تزال تخرج ساخنة والبخار يتصاعد منها. وسبب ذلك أن هؤلاء الجن أصيبوا جميعهم بالطرش بسبب الصوت الذي يحدثه تأجج النار. فلما أتى الناعي ليبلغهم الحدث المفرح لم يفهموا ما يريد وظنوا أنه جاء من قبل سليمان لحثِّهم على السرعة في العمل. والناعي لا يزال إلى الآن يصرخ بهم ويقول: سيدنا سليمان مات! فيجيبونه بصوت واحد: أخضر يابس هات!
 

السابق
حنين: الحكومة مستقيلة اذا تجاوزت مهلة 30 يوماً للبيان
التالي
معلّقين بذنب هالخيّ: إن هجْ مِنْهِج وإن حج منحج