المستقبل : قاسم يحدد برنامج الحكومة السياسي والاقتصادي.. ورعد يريد “إعادة بناء الدولة” ونصر الله يشيد باكتشاف اختراق حزبه

بين اعتراف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بـ"اختراق" أمني لبنية حزبه من قبل أجهزة استخبارات دولية، وتشغيلها "عملاء" من داخل الحزب ومن مستويات متقدمة فيه لمصلحتها، وحديثه عن "مرحلة جديدة" في مواجهة المخابرات الأميركية، وإعلان نائبه الشيخ نعيم قاسم عن برنامج الحكومة السياسي والاقتصادي مستبقاً بيانها الوزاري وثقة المجلس النيابي، يصح القول إن الجمهورية باتت في عهدة الحزب الحاكم ومرشده الأعلى، وأن كل التوليفات والهياكل والتخريجات الأخرى لا تعدو كونها واجهات هشّة لتغطية الانقلاب الأسود وذرّ الرماد في العيون.

نصر الله، أعلن أنه "حيث عجز الإسرائيلي عن اختراق بنية "حزب الله" استعان بالـ"سي آي إيه"، معلناً عن وجود "حالتين على علاقة مع الـ"سي آي إيه" وحالة ثالثة ما زلنا نتحقق من علاقتها بالـ"سي آي إيه" أو جهاز مخابرات أوروبي أو بالموساد"، وأوضح أن الحالتين المذكورتين "على اتصال بضباط استخباراتيين أميركيين يعملون بصفة ديبلوماسيين في السفارة الأميركية في عوكر".

نصرالله قال "أنا أؤكد أنهم ثلاث حالات وليس بينهم قيادي من الصف الأول أو رجل دين أو أحد من الحلقة القريبة من الأمين العام، وليس لأحد منهم علاقة بالعمل على الجبهة أو بالوحدات الحساسة الصاروخية أو غيرها، ولا علاقة لهم باغتيال القائد الشهيد عماد مغنية، كما لا علاقة لهم بملف المحكمة الدولية الذي نحن أصلاً خرجنا منه منذ زمن"، مضيفاً: "لسنا معنيين بأي سيناريو مرتبط في موضوع المحكمة، ومن الواضح كل هذا العجز الإسرائيلي في اختراق الحزب، ما أدّى إلى الاستعانة بأقوى جهاز مخابرات في العالم "سي آي إيه"، واستعانوا به".

ورأى نصرالله "أننا أمام إنجاز أمني حقيقي للمقاومة يسلّط الضوء على وكر الجاسوسية في عوكر"، مشدداً على "وجوب معرفة أننا الآن دخلنا في مرحلة جديدة، وهي أن نصبح هدفاً مباشراً للمخابرات الأميركية، ما يضعنا أمام مرحلة جديدة تحتّم علينا الحذر لحفظ وصيانة المقاومة وهذه مهمتنا جميعاً".

على صعيد آخر اعتبر نصر الله "من موقع المسؤولية" أنَّ "حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لبنانية مئة في المئة، فلم يكن هناك تدخل خارجي بتأليفها"، واتهم من أسماه "الفريق الآخر" بأنه "يتصرف بحقد"، محذراً قوى 14 آذار بالقول "أنتم تخطئون عندما تحرضون العالم فأنتم تلحقون الضرر بلبنان وباقتصاده وليس بـ"حزب الله"، فنحن ليس لدينا مصالح اقتصادية ولا أموال في الخارج وليس لدينا مصارف، وليس لدينا أي مشاريع استثمارية خارج لبنان، وعندما تحرّضون الخارج ليقوم بإجراءات ضد لبنان، فإنَّ من سيتضرر هو الشعب والدولة، وليس المقاومة"، مشدداً على "وجوب إعطاء أي حكومة تُشكل فرصة".

وفي الشأن السوري، رأى أن "التواطؤ على إسقاط النظام السوري الممانع هو خدمة جليلة لإسرائيل وأميركا وخدمة جليلة لسيطرة إسرائيل وأميركا على المنطقة(..)".

أما الشيخ قاسم فرأى أن "تشكيل الحكومة اللبنانية إنجاز كبير بسبب ما أحاط بها من تعقيدات، ولها مشروع سياسي اقتصادي سنسعى لتطبيقه"، معلناً أنه "على المستوى السياسي ستعمل هذه الحكومة من دون وصاية أجنبية، وستحمي لبنان بالمعادلة الثلاثية الذهبية: المقاومة والجيش والشعب، وستحفظ استقلاله، وستبني العلاقات المميزة مع سوريا، ولن تقبل أن تكون معبراً لسياسات الآخرين ولا لمشروع التوطين الإسرائيلي"، مضيفاً أنه "على المستوى الاقتصادي ستحاول بكل جهد لتحارب الفساد وتُصلح الإدارة وتعمل لمصلحة الناس وللإنماء المتوازن، وللتركيز على الكفاءة".

وأكد قاسم الذي تجاوز كل المراحل والآليات الدستورية التي ينبغي أن تمر بها الحكومة قبل الحكم، على "أهمية إنجاز قانون للانتخابات يراعي النسب الحقيقية للتمثيل الشعبي، بما يخلِّصنا من بدعة اختلاف التمثيل الشعبي عن التمثيل النيابي"، مؤكداً أنه "لن نتراجع كـ"حزب الله "عن تحمل مسؤولياتنا كاملة مهما بلغت التعقيدات والتضحيات والصعوبات"، مشيراً إلى أن "مضمون البيان الوزاري سيكون منسجماً مع خياراتنا الوطنية، وليس على مثال الأجانب والمتسلطين(..)".

وليكتمل المشهد، أعلن رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "حزب الله يريد إعادة بناء مشروع وبنية الدولة بعيداً عن استقطاب واصطفافات المحاور والمنزلقات الدولية". وأوضح "أننا على أهبة إعطاء الثقة لحكومة أردنا أن تنقل البلاد من مرحلة الأزمة الى مرحلة العودة الى الحياة الطبيعية(..)".

عوكر: اتهامات فارغة

وليلاً نقلت وكالة "فرانس برس" عن متحدث باسم السفارة الأميركية في بيروت أن "إتهامات نصرالله لـ"سي آي إيه" فارغة ولا أساس لها". وأضاف "إنها النوع نفسه من الاتهامات التي سمعناها تكراراً، ويبدو أن حزب الله يتعامل مع مشاكل داخلية لا علاقة لنا بها".

ميقاتي و"القرار الصعب"

في غضون ذلك، وبين التكتيك والمناورة أو انكشاف التباينات، تستمر تناقضات أطراف الحكومة بالظهور، وفي هذا الإطار يأتي موضوع الخلاف حول كيفية مقاربة بند المحكمة الدولية بتشعباته الضاغطة على أعمال لجنة صياغة البيان الوزاري التي تعود الى الاجتماع الاثنين المقبل لاستكمال مهمتها.

الرئيس ميقاتي الذي تابع أمس المراحل التي قطعتها اللجنة مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري، شدد في حديث إلى قناة "العربية" على أن "صياغة الفقرة المتعلقة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان لا تزال قيد الإعداد"، وأوضح أنه "مهما قيل، لا يمكن للبنان إلغاء قرار تشكيل المحكمة لأنه قرار دولي، ونحن نحترم الشرعية الدولية".

ورداً على سؤال عن إمكان اتخاذ لبنان قراراً أحادياً بالطلب بالغاء المحكمة قال ميقاتي "إذا لم يكن هناك إجماع لبناني على قرار معين، فسأستمر في تنفيذ ما التزمت به الحكومات السابقة. أما إذا كان هناك ضرورة لاتخاذ أي قرار صعب فيجب أن يحصل ذلك ضمن هيئة الحوار الوطني، أي بالتوافق بين جميع ممثلي الشعب اللبناني، لأن هناك ميزاناً دقيقاً بين إحقاق الحق والعدالة من جهة والاستقرار من جهة ثانية(..)".

نزوح سوري شمالاً

شمالاً، وعلى اثر الاحتجاجات التي شهدتها بلدة القصير السورية الواقعة بالقرب من منطقة جبل أكروم ووادي خالد، سُمع عند الخامسة من مساء أمس إطلاق نار كثيف استمر ساعات، أدى الى وقوع عدد كبير من الإصابات بين قتلى وجرحى وفق نازحين فروا من المنطقة، بعدما هاجمت القوى الأمنية المتظاهرين في البلدة. وحتى السابعة من مساء أمس تم إدخال ستة جرحى الى المنطقة بينهم ثلاثة على الأقل دخلوا مستشفى عكار رحال، فيما شهدت المنطقة حركة نزوح باتجاه الكنيسة ووادي خالد وجبل أكروم.

تعرض مسن أسترالي لمزحة من العيار الثقيل حين دخل الى حمام أحد المراكز التجارية وجلس على مقعد المرحاض، فالتصقت مؤخرته به بسبب صمغ قوي وضعه أحدهم·

يُذكر ان هذه الحادثة هي الثانية التي تقع في المركز التجاري ذاته، مع فارق بسيط وهو انها كانت موفقة أكثر بالنسبة للمشاغبين، اذ نجح الرجل آنذاك بالإفلات من المقعد حينما نهض بسرعة، الأمر الذي شجع المشاغبين على وضع المزيد من الصمغ هذه المرة·

وما ان شعر الرجل بأنه التصق بالمقعد حتى أسرع بطلب النجدة، فجاءه رجال إنقاذ أخرجوه من الحمام الى أقرب مستشفى وهو ملتصق بالمقعد أمام زوار المركز، الأمر الذي سبب له إحراجاً شديداً·

هذا، وفتحت الشرطة ملف تحقيق بالقضية وكذلك فعلت إدارة المركز التجاري، التي طلبت كل من لديه أية معلومة يمكن ان تؤدي الى إلقاء القبض على من قام بهذه الفعلة بأن يدلي بها·

ثمة من يرى ان الحل الأنسب للحيلولة دون تكرار هذه المشاكسات هو وضع كاميرات لرصد المشاغبين· لكن هل سيرضى ضحاياهم بأن يكون التعدي على خصوصياتهم ثمن العثور على هؤلاء ؟

إلا أن هناك من يعتبر ان الحل الأفضل هو التأكد من خلو مقاعد المراحيض من أي مواد، تجبر <الزبون> على الجلوس لفترة أطول من اللازم

السابق
لم يستحم منذ 37 عاماً ..بانتظار مولود ذكر
التالي
160 الف دولار لشراء حقيبة تاتشر