الجمهورية: ميقاتي جال بصيغته «الفذّة» على سليمان وبرّي و14 آذار تحذّر من أيّ صيغة ملتبسة للمحكمة

نصرالله

في ظلّ هذه الأجواء أطلّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله” مساء أمس على شاشة قناة “المنار” متحدثا عن التطورات المحلية والإقليمية والدولية، فأكّد أنه في البيان الوزاري، “لن تكون هناك مشكلة خاصة بسبب الثقة المتبادلة بين مكوّنات الحكومة، وبإذن الله ستمنح الحكومة الثقة المطلوبة وستذلّل العقبات من أمامها”. وقال “إنّ الحكومة هي صناعة لبنانية مئة في المئة”، معتبرا أنّ نَسبَ تشكيلها إلى سوريا هو افتراء وظلم”، قائلا: “لا يضيرنا الاتّهام بأنّ الحكومة هي حكومة “حزب الله”، فهذا فخر لنا بما في هذه الحكومة من شخصيّات وازنة وقوى سياسية في البلد وعن أكثرية شعبية في البلد، ولكن الحقيقة هي غير ذلك”. وأضاف: “إن نسب الحكومة إلى “حزب الله” يعطينا فائض قوّة، ونحن ممتنّون، وصيتُ الغنى أفضلُ من صيتِ الفقر”.

ولفت الى أن ليس للحزب في الحكومة سوى وزيرين، “فهذه ليست حكومة اللون الواحد، بل حكومة ائتلاف وطني عريض”. وقال: “نحن في هذه الحكومة لسنا أكثرية وأقليّة، بل فريق واحد يلتقي على تصوّر واحد سيعبّر عنه البيان الوزاري، ولكن في التفاصيل هناك اختلافات في وجهات النظر، التي قد تلتقي مع طرف من هنا وطرف من هناك”. ورأى “أنّ تسمية الحكومة بحكومة حزب الله، يهدف الى جملة استهدافات: إستهداف طائفي، وتحريض ما يسمّى المجتمع الدولي او الدول الخارجية. وإنّ التحريض الداخلي لا ينفع لأنّ اللبنانيين يعرفون الحقيقة، وبالنسبة إلى التحريض الدولي أقول للفريق الآخر إنّكم ملتبسون، لأنكم تلحقون الضرر بلبنان. الآن نحن ندخل على الموسم السياحي، فالتوتير السياسي يضرّ بالسياحة، فاعطوا البلاد فرصة شهرين، فيربح البلد”. ونصح بـ “تجنّب التحريض المذهبي والطائفي وعدم الرهان على الخارج”.

إختراق الحزب

ولفت نصر الله إلى أنّ “حيث عجز الإسرائيلي عن اختراق بنية حزب الله استعان بجهاز المخابرات الأميركية (CIA)”، كاشفا عن حالات اختراق اكتشفها حزب الله في صفوفه وهي: “حالتا تجنيد من

الـ “سي آي إي”، بواسطة ضباط يعملون تحت صفة دبلوماسيين في السفارة الأميركية في عوكر، وهما أ. ب: جُنِّد قبل 5 أشهر واعترف بعلاقته مع الـ “سي آي اي”، و م. ح جُنّد منذ فترة أطول وقد اعترف، وثالث هو م.ع، تأكّدنا من ارتباطه الأمني مع جهة خارجية، لكن لا نزال ندقق هل هي مخابراتية أميركية أو أوروبية أو إسرائيلية”. وأكّد أن ليس بين هذه الحالات الثلاث أحد من الصف الأوّل. ليس بينهم رجل دين على الإطلاق. ليس بينهم أحد من الحلقة القريبة من الأمين العام. ليس لأحد منهم علاقة لا بالجبهة ولا بالوحدات الحساسة كالوحدة الصاروخيّة. لا يملك أيّ من هؤلاء معلومات حسّاسة يمكن أن تلحق ضررا ببنية المقاومة. لا علاقة لأيّ منهم باغتيال عماد مغنية. لا علاقة لأيّ منهم بملفّ المحكمة الدوليّة”.

وقال نصرالله: “نحن إذن أمام إنجاز كبير للمقاومة. وهذا يسلط الضوء على وكر الجاسوسية في عوكر، وبالتالي على المستوى الرسمي كيف يتمّ التعاطي مع وكر جاسوسيّة. يجب أن نعرف أنّنا دخلنا الآن في مرحلة جديدة. نحن كنّا نفترض أننا في مواجهة فقط مع المخابرات الإسرائيلية، ولكن أن نصبح هدفا للمخابرات الأميركية فهذا يضعنا في مواجهة جديدة، وهذا يحتم على كوادرنا الاستنفار وعدم الاستعداد لإقامة علاقات قد تظهر بريئة”. وفي الشأن السوري قال نصر الله: “يأتي الرئيس بشار الأسد ويقول إنه مستعدّ للإصلاح ويصدر عفوين عامّين، ولكن الهجوم يستمرّ عليه. يعفو ويبدأ الإصلاح، ومع ذلك لم يقبل منه ذلك، ومهما فعل، فهو لن يقبل منه، لا في الغرب ولا في أوروبا وبعض العالم العربي وبعض المعارضة السوريّة. لذلك، وتعليقا على النقد الذي لحقنا من بعض الجهات، فها هو موقفنا، ومنطلقه قومي، ونعتبر العمل على إسقاط هذا النظام هو خدمة جليلة للسيطرة الأميركية – الإسرائيلية لمنطقتنا. أعيد النداء والدعوة إلى الشعب السوري أن يقرأ ما يجري في المنطقة وأن يدرك حجم الاستهداف لسوريا”.

ردّ أميركي

وليلا، أكّد متحدّث باسم السفارة الأميركية في لبنان لوكالة “فرانس برس” أنّ اتهامات حزب الله” للسفارة بتجنيد عملاء في صفوف الحزب، فارغة ولا أساس لها”. وتابع: يبدو أنّ “حزب الله” يتعامل مع مشاكل داخليّة لا علاقة لنا بها، مؤكّدا أنّ الموقف الأميركي من الحزب معروف ولم يتغيّر.

ردّ 14 آذار

بدورها، علّقت مصادر في قوى 14 آذارعلى كلام نصر الله، فقالت لـ”الجمهورية: “إنّ طريقة إسقاط حكومة الحريري بالانقلاب الذي حصل وبتعديل موعد الاستشارات النيابيّة الملزمة وبالقمصان السود، كلّ ذلك يؤكّد أنّ الطريقة التي حصل فيها التكليف وشكّلت بها الحكومة ليست لبنانية إطلاقا”. وأضافت: “إنّ نفي نصر الله أن تكون الحكومة هي حكومة “حزب الله” هو نفي في معرض التأكيد، وتاليا كلّ الظروف والدلائل تحدّد من هو صاحب الكلمة الفصل في هذه الحكومة، وعموما، هو لم يخف افتخاره بهذا الموضوع. أمّا تكرار الاتهام بالارتباط بالخارج فهو اتّهام أصبح مملّا ويعكس إفلاس الفريق الآخر في المضمون. امّا في موضوع التجسس، ففي المبدأ إنّ ما قاله نصر الله يناقض ما كان أعلنه في العام الماضي بأن لا إمكانية لنفاذ أيّ شبكة تجسس الى داخل الحزب، ما يطرح علامات استفهام كبرى حول مدى الخرق وحجمه وآثاره”.

ومن جهته، علّق رئيس “المنظمة السورية لحقوق الانسان” عمار القربي على كلام نصرالله في الشقّ المتعلّق بالوضع السوري، فقال لقناة “العربية”: “إنّ كلام السيّد نصرالله يأتي في سياق حملة إعلاميّة نظّمها “حزب الله” للوقوف الى جانب النظام السوري، وهذه بالنسبة إليه معركة حياة أو موت لا قضية أخلاقيّة إنسانيّة، إذ يبدو أنّ السيد نصرالله لم يسمع كلام رامي مخلوف عن ربط وجود النظام السوري بأمن إسرائيل، وقد تحدّث السيد نصرالله عن مسلّحين في سوريا ثمّ ربط مسألة سوريا بمسألة البحرين، لكن عليه أن يعرف أنّ الانتفاضة في سوريا هي على كلّ النظام وارتباطاته إن كانت أميركية أو إسرائيلية أو إيرانية، وإلّا فلماذا تشجّع الإدارة الأميركية المعارضة السورية على الحوار مع النظام؟ أنا أرى أنّ هناك تقاطعا بين موقف الإدارة الأميركية وموقف نصرالله الليلة”.

السابق
السفير: ســوريـا: 15 قتيـلاً في جمـعـة تظـاهـرات أنقـرة: عناصـر إيجابيـة فـي خطاب الأسـد وسـندعمها
التالي
البناء: نصرالله، سفارة عوكر وكْرُ جواسيس والتآمر ضدّ سورية خدمة لأميركا وإسرائيل واتصالات لحسم صيغة المحكمة وميقاتي يعتبر المقاومة شريفة ومُحِقّة