الانباء: المحكمة الدولية تعرقل البيان والاتجاه لترحيلها إلى لجنة الحوار وإطلالة جديدة لنصرالله تناولت المناورة الإسرائيلية والبيان الوزاري والعملاء الجدد

ميقاتي يدعو الأسد لإصلاحات عاجلة: سنتعامل مع النازحين من منطلق إنساني
جعجع لبان كي مون: ربيع لبنان 2005 كان باكورة الانطلاقة العربية

أدلى أمس الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بدلوه في موضوع البيان الوزاري ومعوقاته في اطلالة جديدة متلفزة، في وقت تتجه فيه لجنة صياغة البيان التي يرأسها الرئيس نجيب ميقاتي نحو تغييب موضوع المحكمة الدولية الشائك عن البيان الوزاري وترحيله الى لجنة الحوار الوطني التي قرر الرئيس سليمان احياءها، بعد حصول الحكومة على الثقة، أسوة بموضوع سلاح حزب الله.

مناورة «تحول 5»

وكانت المناورات الاسرائيلية المسماة «بنقطة تحول 5» محورا اساسيا في كلمة نصرالله، اضافة الى القضايا المحلية، من البيان الوزاري الى المحكمة الدولية التي توقعت مصادر الحزب صدور القرار الاتهامي بشأن اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في اي لحظة، واعتبرت في المقابل ان القرار ساقط ولا علاقة للحزب بالجريمة، ووصفته بالمسيس والذي تعدله الولايات المتحدة بحسب تطور الأوضاع السورية.

وقالت المصادر ان الحزب سيتعامل مع القرار كما تعامل مع تشكيل الحكومة من خلال تدوير الزوايا، ودعم الحكومة ورئيسها حتى النهاية لمصلحة لبنان. وتناول نصرالله موضوع المتعاملين الذين من الممكن كشف أمرهم في صفوف الحزب.

عقدة المحكمة الدولية

وبالعودة الى لجنة صياغة البيان الوزاري بات واضحا ان الموقف من المحكمة الدولية مازال العقدة الأساسية المعرقلة لانجازه، خصوصا ان الصيغة التي ستعتمد ستعكس حتما صدقية تعاطي لبنان مع القرارات الدولية، وبالتالي تعاطي المجتمع الدولي بكل مكوناته مع حكومة الرئيس ميقاتي الذي قالت اوساطه انه ليس مستعجلا على حرق أصابعه لا بنار الأمم المتحدة ولا بنار حزب الله، علما بان مصادر الحزب اعتبرت ان القرار الاتهامي المتوقع في اي لحظة ساقط ولا علاقة لحزب الله به لا من قريب ولا من بعيد.

لكن مصادر الأكثرية ترى ان ميقاتي في وضع لا يحسد عليه، وان حزب الله وضعه امام خيارات محددة، خصوصا ان الحزب يعتبر ان القرار الاتهامي الذي يستخدم اليوم في الملف السوري يحتمل التأويل.

مصادر اللجنة الوزارية قالت ان اللجنة اعادت في اجتماعها الرابع عصر الخميس قراءة مسودة البيان التي أعدها رئيس مجلس الوزراء وانه من جملة النقاط التي نوقشت موضوع ادراج مبادرة بيروت العربية للسلام، ذلك ان وزراء ارتأوا حذف هذه الفقرة معتبرين انه لا لزوم لادراجها بعد موت هذه المبادرة برأيهم.

لكن بعد النقاش أعيد تثبيت فقرة تنص على التزام لبنان بالمبادرة التي هي في الأصل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وتوقعت مصادر اللجنة ان يتم التركيز على موضوع المحكمة الدولية اعتبارا من الاثنين المقبل.

لكن وزير العدل شكيب قرطباوي اوضح ان «بند المحكمة الدولية لم يرد في مسودة البيان الوزاري لأن اللجنة ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يحاولان تقديم بيان يريح الجميع»، مؤكدا «ان موضوع المحكمة هو موضوع مهم، لكنه آني في حياة الوطن». وقالت مصادر اللجنة انه جرى البحث في المفردات الممكن اعتمادها كالمفاضلة بين العدالة والمحكمة، مؤكدة وجود وجهات نظر متباعدة بهذا الشأن.

بدوره، أعرب رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي عن أمله «في ان يكون البيان الوزاري للحكومة على طاولة مجلس الوزراء بعد الانتهاء من المناقشات داخل اللجنة الوزارية»، مشددا على «ان صياغة الفقرة المتعلقة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان لاتزال قيد الاعداد».

وفي حديث الى قناة «العربية» الفضائية ضمن برنامج «واجه الصحافة» مع الإعلامي داود الشريان، بث في العاشرة مساء امس بتوقيت بيروت سئل الرئيس ميقاتي عن موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فقال: مهما قيل، لا يمكن للبنان الغاء قرار تشكيل المحكمة لأنه قرار دولي، ونحن نحترم الشرعية الدولية وليس هناك اي التباس في الموضوع.

وردا على سؤال عن امكان اتخاذ لبنان قرارا أحاديا بالطلب بالغاء المحكمة قال: اذا لم يكن هناك اجماع لبناني على قرار معين، فسأستمر في تنفيذ ما التزمت به الحكومات السابقة، اما اذا كانت هناك ضرورة لاتخاذ اي قرار صعب فيجب ان يحصل ذلك ضمن هيئة الحوار الوطني، اي بالتوافق بين جميع ممثلي الشعب اللبناني، لأن هناك ميزانا دقيقا بين إحقاق الحق والعدالة من جهة والاستقرار من جهة ثانية.

هذا ودعا ميقاتي الأسد الى سرعة اجراء اصلاحات عاجلة في سورية وأكد ان الحكومة اللبنانية ستتعامل مع ملف النازحين من منطلق انساني.

حكومة لمواجهة المحكمة

من جهته، د.سمير جعجع تمسك بمقولة ان هذه الحكومة حكومة سورية وحزب الله، وأضاف حكومة سورية بمعنى انها شكلت لتصبح خط الدفاع عن النظام السوري بمواجهة العزلة التي يتعرض لها الآن، وحكومة حزب الله بمعنى انها شكلت من اجل مواجهة القرار الاتهامي والمحكمة الدولية التي من الممكن ان تلحق بالقرار الاتهامي، وهذه الحكومة ستضعنا في مأزق شعب لبنان في غنى عنه. وأضاف جعجع: كل الخيارات الديموقراطية التي يجيزها القانون، ولا اي شيء آخر سنحاول استعمالها لتخليص البلد من هذا المأزق في أقرب وقت.

وعن سعد الحريري، قال انه في صلب 14 آذار وهو يخوض المعركة من حيث يكون، نظرا للمعطيات الموجودة.

كما ابرق جعجع برسالة تهنئة الى بان كي مون بمناسبة تجديد ولايته اكد فيها ان المنطقة العربية كسرت قيود التسلط لافتا الى ان ربيع لبنان 2005 كان باكورة هذه الانطلاقة.

السابق
السفير: لمتهمون ثلاثة ليسوا مقرّبين مني ولا يملكون معلومات حساسة ولا علاقة لهم بمغنية ولا المحكمة
التالي
لا حدود لحقد نظام الأسد على الحريريّة