“شفتك بعيني” ولم أصدّق الكليب

تحسب جرائم الشرف من الجرائم الواقعية في مجتمعنا العربي، بل الغربي أيضاً. فلا أحد يتقبّل الخيانة لكونها من أسوأ المواقف التي يمكن أن يتعرض لها أحد الحبيبين أو الزوجين.
«شفتك بعيني» فيديو كليب أنور الأمير الجديد، للمخرج فادي حداد، يجسّد حالة درامية واقعية. إذ يكتشف الزوج المخدوع خيانة زوجته له، فيقدم على القتل المتعمّد لعدم احتماله فكرة الخيانة.

القصة واقعية إلا أن الحوادث التي تظهر في الكليب لا تمت إلى الواقعية بصلة. يبدأ الكليب مع أنور الأمير في السجن متذكراً كيف رأى زوجته في مقهى عام في وضع حميمي مع عشيقها، ومن ثم تتوالى الحوادث فيقتلها.
أولاً من غير المنطقي أن تتواجد زوجة مع عشيق لها في مكان عام وتتصرف بحرية مطلقة مع عشيقها، فالعلاقات السرية تتطلب أمكنة سرية لإقامة العلاقة، وهذه أول فكرة فاشلة في الكليب.

ثانياً والأهمّ بعد ارتكاب أنور للجريمة طاعناً زوجته في ظهرها أثناء معانقتها، نلاحظ ظهور آثار طفيفة للدم على الجانب الآخر من يده. ولا شك في أن جريمة الشرف قد تخفّف من وطأة الخيانة، الا أنها لا تجعله يتوجّه الى أحد المقاهي لارتشاف فنجان قهوة من دون اخفاء آثار الدم عن يده. وفي هذا مبالغة من المخرج، فالإنسان لا يستطيع بعد ارتكابه جريمة قتل، حتى لو بداعي الشرف، أن يكون هادئاً إلى هذا الحد! والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: ما علاقة جريمة القتل بفنجان القهوة؟

أما الفكرة الثالثة وهي بمثابة القنبلة التي «تفجّر» الكليب من أساسه: كيف تستطيع نادلة المقهى أن تكتشف أن الشاب قاتل لمجرّد أنها رأت الدماء على يديه! أليس ممكناً أن يكون جرحها مثلاً؟! مثلاً وبدلاً من أن تطلب الشرطة، تطلب الإسعاف!
فكرة الخيانة واقعية، إلا أن المعالجة تخالف الواقع و هذا ما غفل عنه فادي حداد ويتعذّر على المشاهد الاقتناع بما شاهد أو التأثر. الكليب في هذه الحالة يضعف القصة والأغنية معاً.

السابق
عشاء خيري لإنقاذ 3 مدارس مجانية جنوبية
التالي
“ديموقراطية” من فوق!