عوفاديا: الحاخام الذي يريد العرب أمواتا أو مصابين بالطاعون

 منذ قرابة السنة تضرع الحاخام عوفاديا يوسف إلى ربه داعياً أن يبتلي الفلسطينيين ورئيسهم بوباء يقضي عليهم قائلاً: "ليختفِ كل هؤلاء الأشرار الذين يكرهون إسرائيل مثل أبو مازن والفلسطينيين عن وجه الأرض وليضربهم الطاعون"، ثم أعاد الدعاء من جديد طالباً من ربه أن يفني "أبو مازن وحسن نصر الله"، فهو يأمل أن يختفي الذين يكرهون إسرائيل مثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحزب الله والفلسطينيين من العالم، مهاجما العرب واليهود العلمانيين واليهود الغربيين.

فتاوى عوفادايا ليست بالكلام العادي بل هي تصل إلى مستوى النص التوراتي، فهو الذي أفتى "بإقفال العالم الآخر"، وأمر اليهود بأن "لا يكون هنالك تعايش بينهم وبين العرب"، الذين هم ووفقاً للتلمود أسوأ المخلوقات وأتعسها، خلقوا لخدمة اليهود فقط، ولا بدّ من إزالتهم من الوجود كحتمية لاهوتية مفروضة ومؤكدة، كي يظهر"الماشيخ" أي "المسيح"، ليخرج عند ظهوره عظام اليهود من القبور لتدبّ ثانية على الأرض.

وهناك حاخامات آخرين وصفوا العرب بـ"الديدان التي يجب إقتلاعها"، وآخر دعا "الملائكة المدمرة إلى لنزول واجتثاث أولئك الذين تقدح عيونهم شرراً، ويتبهلون إلى إلههم من أجل إزالة اليهود".

لكن يعتبر عوفاديا زعيمًا روحيًا ذا نفوذ سياسي, يرأس حزب الشاس اليهودي المتطرف دينيًا بشكل كبير. وهو يؤثرمباشرة على السياسة الإسرائيلية، ويستعمل ما يعتبره حكمة دينية وصلاحية روحية للتأثير المباشر على المواطنين الإسرائيليين، فهو "شيخ العشيرة".

ها هو الحاخام عوفاديا يوسف الذي يعتبره العديد من اليهود الأقرب إلى أذن الله، يصدق هذه الكذبة وبات يخاطب إله بني إسرائيل ويؤكد أنّه يسمعه ويلبي دعواه مهما كانت وكيفما كانت، ويصرّح بأن العرب "يتناسلون كالحشرات عليهم اللعنة"، فيدعو ربه أن يلعنهم ويوقف نسلهم ويحجب عنهم التزاوج لأنّهم ليسوا إلاّ "عبيد عند اليهود" وتكاثرهم يهدد وجود "دولة إسرائيل العظيمة".

ثم وصف الزعيم الروحي لحزب "الشاس" المتشدد الدين الاسلامي بـ"الدين القبيح" وبأنهم "أقبح الاديان على الارض. فماذا كان سيحصل لو أن السيد نصر الله أو أيا من قيادات حزب الله قال مثل هذا الكلام؟

كانت الاتهامات الجاهزة مسبقاً لدى الرأي العام العالمي بالبربرية والارهاب قد انطلقت، وكانت الاشارات الحمراء قد بدأت تضاء منذرة بمحرقة جديدة ينوي عليها العرب !! وكانت نواقيس الخطر أطلقت من واشنطن، لينسى معها الرئيس الاميركي باراك أوباما كافة احتياجات ولاياته وينقل بوصلة أعماله نحو لبنان، فيبدأ التهديد والوعيد لحماية صورة الدولة الاسرائيلية ولمساندة حكومة بنيامين نتنياهو، التي من المؤكد أنها كانت قدمت شكوى إلى مجلس الامن الدولي متهمة السيد حسن أنه يشوّه الصورة الاسرائيلية ويهدّد بحرب مفتوحة شبيهة بتلك التي أعلنها بتموز 2006 .
اما آخر دعوى لصاحب "ديبلوماسية الطاعون"، هي إصدار فتوى رسمية بناء إلى ما وشوشه به ربه، يطالب فيها الموساد بالوقوف إلى جانب الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك قائلا": "‘نني أعلن بإيمان لا يتزعزع بين أسباط اليهود أنه طبقا للمعروف لي وطبقا للشريعة اليهودية لشعب إسرائيل بخصوص كيفية القيام بواجبنا لردّ الجميل لصديق الشعب اليهودي ودولة إسرائيل المخلص حسني مبارك، فإنه يجب علينا جميعا عمل كل ما بوسعنا للوقوف بجانبه في خلال آخر أيامه".
وأضاف: "وفي هذه المناسبة أرسل إليكم في الموساد ببركاتي على قيامكم بتخليد اسمه بالصورة اللائقة وعلى مساهمتكم في الحفاظ على اسمه في إسرائيل حتى لا ينسى".
لا ندري ما إذا كانت جامعة الدول العربية تقرأ ما تصدره وكالة رويترز من خطابات ودعوات خاصة بالحاخام المذكور، ولكن هل فكر أحد منهم بترجمة حوارات عوفاديا مع ربه، ومن ثم توزيعها على كل الحكومات، والشعوب العربية، لفهم الرسائل الاسرائيلية العنصرية والمتطرفة التي يطلقها زعيم الشاس من فترة إلى أخرى؟
ولكن ما غاب عن الحاخام عوفاديا يوسف أن العرب، بزعمائهم وسادتهم، قد ابتلوا بأكثر بكثير مما يدعو به الرّب لإنزاله بهم.
 

السابق
فتفت: هل يتعهد بـري أمـن الحريري؟
التالي
دراسة اميركية :اللبن والمكسرات يحافظان على النحافة