“الـراي”: استفزازات عون ضربة موجعة لميقاتي

 أعلنت صحيفة "الراي" الكويتية نقلا عن أوساط سياسية مطلعة وقريبة من القوى الوسطية في الحكومة إثارتها علامات الريبة والشكوك في حقيقة الأهداف التي تحرّك رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون عبر اثارته لـ"زوبعة" الردود والسجالات الصاخبة اخيراً.
وأشارت الى ان ثمة فعلاً ما يثير الشكوك في ما اذا كان عون يقع في زلات لسان او ان الامر أكبر من ذلك بكثير، بدليل انه يعود بعد كل موجة يثيرها كلامه الى تفجير موجة استفزازية أوسع على غرار ما فعل أول من أمس بمضيه في استفزاز "المستقبل" وزعيمه الذي ردّ عليه لاحقاً بعنف، مشيرة الى ان عون، الذي عاد وخيّر الحريري بين الـone way ticket والـone way in "الى السجن"، بدا بإشعاله موجة توتر واستفزاز مع المعارضة ولا سيما منها القوة السنية الابرز والاقوى في البلاد، كأنه يسدّد ضربة موجعة الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل أي جهة أو شخص آخر، وهو الامر الذي دفع ميقاتي نفسه الى الرد على عون وكذلك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.
ولفتت الى أن هذه التطورات ترسم في رأي الأوساط نفسها مؤشرين اساسيين: "الاول ان ميقاتي وجنبلاط وحتماً رئيس الجمهورية ميشال سليمان ضمناً لن يقبلوا بأن ينقضّ عون مبكراً على انطلاقة الحكومة ليسيّر دفة وجهتها او يضعها امام امر واقع سياسي يفتعله مع قوى 14 اذار كي تصبح الحكومة رهينة توجهاته حصراً. وهو أمر ينبغي ان يكون زعيم "التيار الوطني الحر" تبلغه بوضوح من خلال الرسالة الواضحة التي جاءته عبر رد ميقاتي وجنبلاط على أسلوبه في التهجم على رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والمعارضة وتشديدهما على رفض أي اتجاهات كيدية واستفزازية".
اما الثاني فهو انه سيتعيّن على عون ان يحسب جيداً لتدارُك اخطائه الفادحة في التسبب للحكومة بضرر مجاني واضافي هي في غنى عنه. فهذه الموجة السياسية السلبية جاءت عقب النجاح النسبي الملحوظ في احتواء حوادث طرابلس الى حدّ جعل خصوم الحكومة يستاءلون عما اذا كان عون، الكاسب الاكبر ضمن حصته الحكومية، يعي تماماً ما الذي يُقدم عليه وما هي مفاعيل استنفار الشارع السني خصوصاً ومضاعفاته على الحكومة ورئيسها؟
ورأت الاوساط نفسها ان مجمل هذا المشهد بدأ يرتدّ بقوة على عون لأن مضيه في النهج الاستفزازي منفرداً سيعرّضه لمسؤولية هزّ الصف الحكومي في الدرجة الاولى قبل ان تكمل الحكومة صياغة بيانها الوزاري الذي يمكن ان يقرّ في مجلس الوزراء قبل نهاية الاسبوع على ان تمثل الحكومة الاسبوع المقبل امام البرلمان لتنال الثقة على اساسه.
اما في حال استمر عون في اثارة المزيد من العواصف، فان الامر سيستدعي حينذاك تساؤلات من نوع آخر ونوعية مختلفة سيترتب على القوى المشاركة في الحكومة مجتمعة ومنفردة ان تقف عندها نظراً الى ما قد توحيه من ريبة كبيرة في هذا النهج. 

السابق
قانصو: بت المحكمة اليوم إذا قدم ميقاتي نصـه
التالي
حركة التجدد:نخشى على ميقاتي من الاوصياء