التفتيش يحقّق في تسريب «الاجتماع»: «ما تاخدوا الصالح بعزا الطالح»

لا مهلة محددة لإصدار نتائج تحقيق التفتيش التربوي في قضية تسريب أسئلة مادة الاجتماع في الامتحانات الرسمية لجهة إثبات «الجرم» من جهة، ومعرفة من المسرّب من جهة ثانية. أما وزير التربية البروفسور حسان دياب، فأكد أنّه لن يغطي أيّ مخالف، حفاظاً على قدسية الامتحانات

 
لن تبرد قلوب الطلاب المرشحين لشهادة الاجتماع والاقتصاد وأهاليهم قبل معرفة مصير الاستحقاق الرسمي. وبينما ينتظر هؤلاء، على أحر من الجمر، إعلان نتائح التحقيق في تسريب أسئلة مادة الاجتماع وأجوبتها، وإنزال أشد العقوبات بالفاسد، يتمنون ألا يذهب «الصالح بعزا الطالح، فإلغاء دورة الامتحانات، أو المادة نفسها، مش كلمة بالتم، وبتكسر هيبة الدولة».

إلى ذلك، عملت رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي على خط الاتصالات مع التفتيش التربوي من جهة، واللجان الفاحصة من جهة ثانية. وأجرى رئيس الرابطة حنا غريب اتصالاً بالمفتش العام التربوي شكيب دويك دعاه فيه إلى الإسراع في إصدار النتائج، متمنياً تقسيم التحقيق إلى قسمين: الأول يتعلق بنشر إثبات رسمي بأنّ التسريب حصل أم لم يحصل، وهذا يجب أن يجري بسرعة قصوى ليُبنى على الشيء مقتضاه، والمستوى الثاني معرفة من سرّب واتخاذ العقوبات بحقه، واعداً بإعادة الحق إلى أصحابه.

على صعيد آخر، زار مسؤول الإعلام في الرابطة فؤاد عبد الساتر مركز تصحيح مسابقات مادة الاجتماع في متوسطة ابتهاج قدورة واطلع من اللجنة على الأجواء التي لم تُظهر حتى الساعة أي أمر لافت للنظر لجهة طبيعة المسابقات بعد التسريب. أما في التطورات العملية، فقد كلّف دويك، بعد تسلّمه المخطوطة اليدوية، المستند الحسي للتسريب، لمفتشين اثنين بغية التحقيق مع المتدخلين في القضية. ويباشر، اليوم، فريق التحقيق أعماله بناءً على كتاب خطي موقع من دويك. ورفض المفتش العام في اتصال مع «الأخبار» تحديد موعد لإصدار النتائج، على خلفية أنّه «لا أحد يستطيع أن يحكمنا بالوقت، فهناك أصول وإجراءات خاصة نتّبعها ومجريات التحقيق هي التي تحدد المهلة».

إلى ذلك، طمأن دويك وزير التربية والتعليم العالي البروفسور حسان دياب إلى أن «القضية باتت بين أيدي التفتيش وهو يتابعها، وفي حال ثبوت أيّ مخالفة سيتخذ في شأنها العقوبات القانونية اللازمة، وسيرفع كتاباً للطلب إلى النيابة العامة عن طريق وزارة العدل التوسع في التحقيقات». من جهته، تحدث الوزير عن تعاون مع خبراء في الخطوط لتفحص المخطوطة التي سلمت إليه، لمقارنتها بخطوط المعنيين بالامتحانات في مراحلها كافة. وتعهد دياب أنّه سيذهب في القضية حتى النهاية، حتى لو كانت مجرد شائعة ولن يغطي أيّ مخالف.

وإذ أعلن التشدد في الإجراءات الإدارية والتقنية، كشف عن اعتماد أساليب متطورة تمنع إمكان إجراء أي تواصل شخصي أو إلكتروني طوال فترة العمل على الأسئلة، التي تخرج من بنك الأسئلة إلكترونياً، كما تشاور مع اختصاصيين في مجال الاتصالات والمعلوماتية والأمن لاتخاذ تدابير وقائية، ومنع أيّ محاولة للتأثير في صدقية الشهادة ونزاهة الامتحانات الرسمية، في المستقبل.

وكان الوزير قد تفقّد لجان وضع الأسئلة واطّلع على كيفية اختيار الأسئلة وطريقة التأكد من مطابقتها المنهج وعدم تكرارها، وصولاً إلى الوقت المحدد لطبعها وتوزيعها فجراً، كما تفقد غرف منامة اللجان الفاحصة، مؤكداً حرصه على عملها باستقلالية تامة وكاملة، لأن كل ما يتعلق بالامتحانات مقدس. وبتكليف من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، جال دياب على مراكز الامتحانات الرسمية في طرابلس والميناء، مطمئناً إلى أجوائها في ضوء تأجيلها من السبت الماضي إلى يوم أمس، بسبب الأحداث الأمنية التي شهدتها المدينة. وشملت الزيارة مركز الامتحانات في ثانوية سابا زريق في الميناء، ومركز ثانوية حسن الحجة في طرابلس.

السابق
وفاة شاب واصابة أخته بجراح بالغة في حادث سير مع اليونيفل
التالي
روبن هود الاخضر أمام مصرف لبنان