منصور: البيان الوزاري غير استفزازي وعلى وشك الانجاز

 أكد وزير الخارجية عدنان منصور في حديث الى "وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء – ارنا": أن "لا أطماع للجمهورية الإسلامية الإيرانية في أي بلد آخر، وهي تريد الأمن والاستقرار للمنطقة"، مشيرا الى "أن لبنان حريص علي تمتين علاقاته مع إيران وسيعمل علي تنفيذ الاتفاقيات الثنائية الموقعة معها" .

ورأى منصور "أن العلاقات بين لبنان وايران، ومنذ سنوات طويلة، هي علاقات متينة، حيث تربطنا بإيران علاقة صداقة قوية، ونحن ممتنون لها لما قدمته من دعم مادي للبنان ولوقوفها إلي جانبنا في إعادة إعمار ما دمرته الآلة العسكرية الإسرائيلية خلال حرب تموز 2006، حيث وجدنا إيران مع سائر الأشقاء الذين وقفوا الى جانبنا وقامت بما قامت به في مجال إعادة بناء المناطق المهدمة في جنوب لبنان وغيره".

أضاف: "نحن حريصون كل الحرص علي تمتين العلاقات الديبلوماسية والسياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خصوصا أن هناك بروتوكولات تعاون وقعها لبنان معها منذ 10 سنوات أو أكثر بقليل، وهناك لجنة اقتصادية مشتركة بين البلدين، وكذلك هناك أيضا بروتوكولات موقعة في مجالات النقل البري والبحري والجوي، وكذلك بروتوكولات تعاون في ما يتعلق بالعلاقات التجارية والزراعية والصناعية والعلمية والبحثية، وكل هذه البروتوكولات بحاجة إلي تفعيل وإلى إعطائها المزيد من الاهتمام، بغية وضعها موضع التنفيذ العملي على الأرض بما يخدم الطرفين ويحقق المصلحة المشتركة للبلدين".

وعن الانتقادات التي توجه للحكومة حول علاقتها مع إيران وعلي خلفية كونه سفيرا سابقا للبنان في طهران، قال الوزير منصور: "نحن لا نكترث للانتقادات التي توجه إلى لبنان فيما إذا أراد أن يقيم علاقات صداقة أو علاقات اقتصادية أو سياسية مع بلد آخر. لبنان دائما يبحث عما يلائمه ويعزز من علاقاته مع الآخرين".

وتابع: "تعرفون جيدا أنه في السنوات الأخيرة تطورت العلاقات بين إيران ولبنان في مختلف المجالات حتي علي صعيد الحركة السياحية، فإذا ما قارنا الأرقام اليوم مع الأرقام منذ 10 سنوات نجد أن هناك تحسنا كبيرا قد طرأ علي الحركة السياحية بين البلدين، وأن هناك عددا كبيرا من الإخوة الإيرانيين يزورون لبنان سنويا للسياحة أو التجارة، ونجد أيضا أن هناك عددا كبيرا من السياح اللبنانيين ومن رجال الأعمال يزورون إيران، وهناك من يدرس في الحوزات العلمية والعديد من الطلاب الذين يتابعون دراساتهم في الجامعات الإيرانية، وهذه الحركة كلها تؤدي إلي تفعيل وتطوير العلاقات التي نريدها متينة وقوية تخدم مصلحة الشعبين الصديقين".

ووصف الوزير منصور دور إيران الإقليمي في المنطقة بأنه "دور متوازن"، لافتا الى "أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت أعلنت أن لا أطماع لها في أي بلد آخر، وأعربت عن نيتها بإقامة علاقات أخوية وصداقة مع الآخرين وأنها تريد تجنيب المنطقة الهيمنة والتدخل الخارجي، وتريد لهذه المنطقة أن تتمتع بالاستقرار والاستقلال السيادي والسيادة الكاملة دون أي تدخل من الخارج".

واعتبر "أن وجود هذا العدد الكبير من الاتفاقيات والبروتوكولات الموقعة بين إيران ولبنان، يؤشر إلى الحاجة والضرورة لدى البلدين لتفعيل العلاقات الثنائية". وقال: "بطبيعة الحال، نحن سنتابع الخطوات لمعرفة أين وصلت هذه الاتفاقيات ومدى تطبيقها".

واشار الى ان "لبنان شهد في الفترة السابقة نوعا من الفراغ السياسي بانتظار تشكيل الحكومة (خمسة أشهر)، أما وقد أصبح لدينا الآن حكومة فبالإمكان أن نتابع وبشكل جدي مسألة وضع هذه الاتفاقيات موضع التنفيذ وإعطائها دفعا جديدا للأمام".

وردا عن سؤال عما إذا كان تفعيل الاتفاقيات بين لبنان وإيران يأتي ضمن شعار الحكومة الجديدة "كلنا للوطن، كلنا للعمل"، قال الوزير منصور: "طبعا. إن هذا الشعار هو في مكانه، وقد أطلقه الرئيس نجيب ميقاتي لأننا اليوم بحاجة إلى القليل من الكلام والكثير من العمل، فليكن العمل هو شعار المرحلة القادمة وإن شاء الله نستطيع أن نحقق الأهداف التي نتوخاها".

وعن الزيارة التي سيقوم بها قريبا الى ايران، أوضح منصور "أن الرئيس محمود أحمدي نجاد، كان وجه دعوة رسمية الى الرئيس ميشال سليمان للمشاركة في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي يعقد في طهران قريبا، وأنه نظرا للظروف الطارئة في لبنان فقد كلفني الرئيس سليمان بتمثيله شخصيا في هذا المؤتمر، وسأغادر إلي طهران يوم الجمعة المقبل".

وعما إذا كان سيحمل معه رسائل إلى المسؤولين الإيرانيين قال منصور: "الرسائل التي سنحملها إلي المسؤولين الإيرانيين هي رسائل شفهية"، مشيرا إلى "أن برنامج لقاءاته في طهران لم يحدد بعد".

وعن الانطباعات التي تكونت لديه خلال فترة إشغاله لمنصب سفير لبنان في طهران والتي امتدت علي مدى 8 سنوات، اوضح منصور: "الحقيقة أنني خرجت من إيران بأطيب الذكريات وأحتفظ لهذا البلد بكل محبة وكل تقدير واحترام، لأنني فعلا وجدت شعبا، طيبا، كريما، أصيلا، ونبيلا، كما وجدت رعاية من المسؤولين الإيرانيين الذين تفهموا قضايا بلدي لبنان وظروفه في الفترات الصعبة التي مر بها لا سيما، أثناء العدوان الإسرائيلي في 2006، حيث لمست لمس اليد، كيف أن الشعب الإيراني كان متعاطفا مع شعب لبنان وكيف أن المسؤولين الإيرانيين لم يدخروا جهدا لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للبنان وخصوصا الطبية والغذائية، وهذه الأشياء تركت في نفسي أثرا طيبا، وأنا سعيد جدا اليوم أن أعود لأزور إيران في مناسبة رسمية".

وعن البيان الوزاري أكد منصور أنه "أصبح علي وشك الانجاز، ولن يستغرق وقتا طويلا حتى يكون جاهزا".

وردا على سؤال آخر قال منصور:" ليس هناك صيغة توافقية داخل البيان الوزاري، البيان يعبر عن رأي الحكومة ككل، وهو بيان واحد لا يتجزأ ويمثل كل الأطراف، وهو بيان الحكومة وبيان الدولة اللبنانية، ويرضي لبنان، ولا يستفز أحدا"، معتبرا أنه "من السابق لأوانه الحديث عما سيتضمنه البيان أو ما لا يتضمنه"، داعيا الى "انتظار صدور البيان".

وعن موقف لبنان من الاتفاقية التي وقعتها قبرص مع اسرائيل حول التنقيب عن الغاز والنفط في البحر، قال الوزير منصور: "هذا الاتفاق يلحق ضررا وأذي بالمصالح اللبنانية وخصوصا أنه يضم جزءا من المياه الإقليمية اللبنانية في المنطقة الاقتصادية الخاضعة إلى إسرائيل، مما يجعل إسرائيل تقوم بالتنقيب في هذه المنطقة وهي من حقنا، طبعا سنتابع الاتصالات الديبلوماسية والإجراءات القانونية لإثبات حقنا والحفاظ علي حقوقنا المشروعة".

وعما إذا كان لبنان سيستفيد من ورقة المقاومة في حفظ حقوقه النفطية، اوضح منصور: "هذا موضوع آخر، نحن في البداية وسنسعى بالطرق الديبلوماسية والسياسية والقانونية وهذا الخط الذي سنسلكه لحفظ حقوقنا".

وعما إذا كان لبنان الرسمي مطمئن لقوة حقه قال "من عنده الحق يجب أن يكون قويا، ونحن نملك الحق وعلينا أن ندافع عن حقنا وأن نطالب عبر الوسائل الديبلوماسية والسياسية والاتصالات والهيئات والمنظمات الدولية المختصة بهذا الشأن". 

السابق
سفراء الاتحاد الاوروبي التقوا ميقاتي: من المهم لهذه الحكومة الجديدة اعتماد بيان وزاري يدعم التزامات لبنان الدولية
التالي
14 آذار: لن نسمح لجمع من المأزومين بصرف أزماتهم على حساب الوطن