اللواء: تهجّمات عون تسمّم الأجواء: ميقاتي يستغرب وجنبلاط مستاء و الحريري يردّ: السجن ينتظر فقط قتلة الرئيس الشهيد

على خط مواز، تسير المعالجات لتثبيت الاستقرار الامني في مدينة طرابلس، وتثبيت مفاصل سياسة الحكومة، عبر البيان الوزاري المفترض ان يختم البحث فيه قبل يوم الجمعة المقبل، من حيث انتهى عند نقطة المحكمة الدولية تمويلاً وقضاة واتفاقية وشهود زور من منطلق العدالة، والبحث عن صيغة <حمّالة أوجه>·
ومع ان النائب ميشال عون بدا صوت نشاز في مسيرة لم الشمل الحكومي والسياسي، مما اثار حفيظة الرئيس نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط اللذين دعيا للابتعاد عن الكيدية والالتفات الى اطلاق مسيرة العمل الحكومي·

وعلى صعيد تثبيت الاستقرار في طرابلس، انجز مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار كل الترتيبات لدعوة النواب والوزراء والفاعليات الطرابلسية والشمالية لعقد اجتماع موسع في دار الافتاء في المدينة يوم بعد غد الجمعة وهو اجتمع لهذه الغاية مع الرئيس ميقاتي في السراي الحكومي، حيث سلمه دعوة للاجتماع، كما اجرى اتصالاً بوزير المالية محمد الصفدي·

ويشارك في الاجتماع، الى جانب الوزراء والنواب الحاليين من طرابلس والشمال رؤساء البلديات والنقابات والهيئات المهنية، حيث يدرس المجتمعون الخطوات الآيلة لتدعيم القرارات الامنية التي ادت الى وقف الاشتباكات الاخيرة في المدينة، بما في ذلك الشعار الذي رفع مؤخراً حول جعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح·

وهو الشعار الذي تمسكت به كتلة <المستقبل> النيابية، في اجتماعها الاسبوعي امس، كمقدمة لنزع السلاح من كل المناطق اللبنانية، مؤكدة رفضها وادانتها بالمطلق حمل السلاح وممارسات المسلحين، مهيبة بالسلطات المسؤولة السياسية والامنية الضرب بيد من حديد على كل يد تعبث بأمن طرابلس، مؤكدة ان لا خيمة فوق رأس احد، وضرورة ان يكون الجميع تحت القانون حيث ان امن طرابلس واهلها فوق اي اعتبار·

وتزامن هذا الموقف، مع موقف آخر اعلنه الرئيس عمر كرامي رأى فيه ان نزع السلاح من المدينة يجب ان يأتي ضمن خطة متكاملة للبنان تشرف عليها الحكومة وتنفذها، لافتاً النظر الى ان ابقاء الجرح المفتوح في طرابلس (في اشارة الى الوضع بين التبانة وجبل محسن) هدفه الابقاء عى فتنة يتم استعمالها غب الطلب·

غير ان مصادر ومراجع امنية رفيعة ابدت تخوفها من تداعيات التجاذب السياسي الحاصل، وتدني الخطاب السياسي الذي دأب النائب ميشال عون على استخدامه ضد خصومه السياسيين، ولا سيما الرئيس سعد الحريري وفريقه السياسي، مشيرة الى حالة غليان في الشارع السني، سواء في طرابلس او في بيروت، نتيجة اهانات عون·

ولفتت هذه المصادر إلى اتصالات تجري بين القيادات الإسلامية لاتخاذ موقف والرد على مثل هذه الإهانات التي تتجاوز الشخص إلى الطائفة، مشيرة إلى أن الرئيس ميقاتي ليس بعيداً عن هذه الاتصالات، وهي التي دفعته أمس إلى إصدار بيان، استغرب فيه كلام عون، داعياً إلى عدم جواز تخطي النقاش الإطار السياسي الطبيعي إلى تجاوز حدود اللياقة والاحترام>، كما دفعت النائب جنبلاط إلى إصدار بيان مماثل، مؤكداً أن <جبهة النضال الوطني> لن تغطي أو تشارك في أي اعمال انتقامية أو كيدية، لافتاً إلى أن مشاركتها في الحكومة كانت على هذا الأساس، من دون ان يعني ذلك عدم موافقتها على محاسبة من يخرق القوانين، انما ضمن الأصول والمعايير المعتمدة، مشيراً الى أن المطلوب هو بناء مناخات تتيح لهذه الحكومة أن تحقق إنجازات في ملفات كثيرة متراكمة، بدل التلهي في نقاشات جانبية·

وكان عون قد رفع أمس من منسوب تهجمه على الرئيس الحريري، واصفاً المعارضة التي برزت في وجه الحكومة بالشرسة ولكنها قليلة التهذيب مضيفاً: <بما انهم رفضوا بطاقة One way out، فهناك One way in، لافتاً إلى ان هناك قسماً كبيراً في سجن رومية يجهز لهم>·

ردّ الحريري وليلاً صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس الحريري البيان الآتي: <رداً على ما قاله النائب ميشال عون اليوم (امس) يهم المكتب الإعلامي للرئيس الحريري أن يُؤكّد أن الأشخاص الوحيدين الذين سيكون مصيرهم السجن هم قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل شهداء ثورة الأرز وأصحاب النفوس المريضة الذين يحمونهم·

فمن يعتقد انه يعيش تحت حماية القتلة والمجرمين، عليه أن يتبصر جيداً بحقيقة أن الشعب اللبناني اوعى من أن ينجر خلف الشعارات التحريضية الفارغة التي يطلقها باستمرار· اما في ما يتعلق بكل التعابير التي أطلقها النائب عون مؤخراً حول بطاقات الذهاب والاياب وتوسيع الأجنحة في سجن رومية، فنحن نؤكد اننا بانتظار شرف التصدّي لأي يد تمتد إلى أي من الشرفاء في لبنان>·

وكانت كتلة <المستقبل> قد ردّت بدورها على كلام عون مشيرة إلى انه يظهر مدى الحقد والتوتر، ويكشف حقيقة النوايا الثأرية والانتقامية التي تهدف إلى إلغاء الآخرين في الوطن، وهي السياسة التي كان قد ابتدعها وأتقن ممارستها <حزب الله> في توجهاته وممارساته السياسية، وجاء جناحه المستحدث في الرابية لاستكمالها وترسيخها>·

وألمحت مصادر نيابية في الكتلة أن اجتماع الأمانة العامة لقوى 14 آذار سيتطرق اليوم الى تهجم عون وتوجهاته للثأر والانتقام، لكنها لفتت إلى أن الرد لن يكون بنفس لغته·

وقالت إن الاجتماع سيكون مهماً، خصوصاً بعدما عاد إلى بيروت مساء أمس كل من النواب السابقين باسم السبع وفارس سعيد وسمير فرنجية ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، الذين كانوا اجتمعوا في باريس مع الرئيس الحريري وجرى البحث في توجهات المرحلة المقبلة، والخطة التي ستعتمدها المعارضة لها بعد وضع البيان الوزاري لحكومة الرئيس ميقاتي·

لجنة البيان الوزاري تجدر الاشارة إلى أن لجنة صياغة البيان الوزاري وضعت في اجتماعها الثاني، أمس، برئاسة الرئيس ميقاتي الصياغة ما قبل النهائية للعديد من بنوده، بحسب وزير الإعلام وليد الداعوق، على أن تعقد اجتماعاً آخر عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في السراي الكبير·

وأوضحت مصادر وزارية، شرعت في مناقشة مسودة البيان التي وضعها الرئيس ميقاتي ووزعت على الوزراء، وهي تقع في 9 صفحات، بينها 4 صفحات للشق السياسي، والتي هي عبارة عن المقدمة السياسية، إلى جانب المجالات الأخرى والطموحات التي يراها الوزراء في مجال وزاراتهم، ضمن سياسة الحكومة الداخلية·

وقالت إن اللجنة أقرت بعد تعديلات طفيفة أدخلت على المسودة، بنوداً عدة تتعلق بالعلاقات مع سوريا ودول الجوار، والتزامات لبنان الدولية، لكنها تركت الفقرة التي تتعلق بالمحكمة الدولية إلى نهاية النقاشات، بانتظار الاتصالات التي يجريها الرئيس ميقاتي، بعيداً عن الأضواء، لكي تأتي هذه الفقرة نتيجة توافق سياسي، خصوصاً وأن ثمة أطرافاً في الحكومة لا تريد إدراج هذه الفقرة في البيان، أو تربطها بشرط إدراج بند حول الشهود الزور، أو النص على عدم تمديد اتفاقية المحكمة وإلغاء انتداب القضاة اللبنانيين فيها·

وكشفت ان الفقرة المتعلقة بالمقاومة والاتفاقيات الدولية، قد تم اقرارها وفق الصيغة القديمة في بيان حكومة <الوحدة الوطنية> التي تقوم على معادلة الشعب والجيش والمقاومة، لكن الفقرة المتعلقة بالاتفاقيات الدولية، أضيفت بطريقة عامة، اي من دون تحديد القرارات الدولية، باستثناء القرار 1701·

ولفتت الى ان قراءة مسودة البيان اخذت من الوزراء اكثر من ساعتين، ولدى وصولهم الى الفقرة المتعلقة بقانون الانتخاب، كان التعب قد بلغ ذروته عندهم فرفعت الجلسة الى اليوم، على ان تواصلها الخميس بقصد الانتهاء من الصياغة الخميس او الجمعة·

اتصال سليمان بعون ومن جهة ثانية، اكدت مصادر بعبدا ان اتصالاً اجراه الرئيس ميشال سليمان بالفعل مع النائب عون مساء امس الاول، لكن الاتصال لا علاقة له بالمواضيع الآنية او بالوضع العام، وانما كان حول شأن خاص·

إلا ان الاتصال كسر جليد العلاقات بين الرجلين، ولم تستبعد مصادر مطلعة ان يمهد لزيارة يقوم بها عون الى بعبدا ربما اليوم او خلال الاسبوع الحالي·

السابق
الحياة: وزير خارجية أستونيا يتابع مصير المخطوفين الـ7: الرئيس اللبناني أبلغني أنهم ما زالوا على قيد الحياة
التالي
شـربـل ـ سـعـد: واحـد ـ صـفـر