الديار: عون يعد المعارضة بسجن روميه والمستقبل يعبّر عن مدى الحقد والكراهية

 مع بدء التحضير للاجواء الايجابية لانطلاقة الحكومة، اذ بتصريحات العماد ميشال عون ورد المستقبل يخلقان جوا معرقلا لعمل الحكومة الجدي بعيدا عن الكيدية والتصريحات العشوائية الملأى بالهجومات والكراهية والاحقاد. ما الذي يعنيه عون اذا كان منتصرا بعشرة وزراء انه يحضّر سجن رومية، وهل شهامة المنتصر هي في التهديد بالسجن ؟
اما تيار المستقبل فكأنه تيار لا يريد ان تعمل الحكومة وان تنجح، وعلى كل حال من يهاجم بهذه الطريقة من الموالاة كالعماد عون ومن يرد من المستقبل لا يريد حكومة ولا شيء يعمل في البلاد.
الى ذلك، أكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" ميشال عون ان البيان الوزاري لن يواجه احداً، ونحن نريد العدالة، ولكن نرفض التزوير والقرارات المأخوذة خلافا للقانون الدولي وصراعنا معهم قانوني، مشيرا الى ان كلمة تصفية الحسابات والثأر والكيدية ليست في حساباتنا ويهاجمنا من هو خائف. اما بالنسبة إلينا فيتحمل المسؤولية من يرتكب خطأ جسيماً، ونحن نريد بناء دولة ومرتكزها القانون والقضاء.
واعتبر ان الهجوم على الحكومة هو انحطاط سياسي، ووصف العماد عون المعارضة التي برزت في وجه الحكومة بالشرسة، ولكنها قليلة التهذيب وكلمة "one way ticket" تقال ولا تعني القتل وانا اعطوني بطاقة منها عام 1990 وتمردت عليها وعدت وما على رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلا ان يتمرد عليها ويعود، معربا عن اسفه ان تيار "المستقبل" لم يقرأ ما كتبه رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري على باب السراي عن انه "لو دامت لغيرك لما آلت إليك"، إذ أين المشكلة في الموضوع؟ هل الحكومة حكر عليهم فقط فيدخلون اليها من دون ان يخرجوا ابدا، في حين انه ممنوع على جيرانهم الدخول إليها، وان دخلوا يجب ان يخرجوا فورا؟ نحن اليوم دخلنا الى الحكومة وقد نخرج منها غدا. ما من احد خالد في هذه الدنيا، وجميعنا سنتركها يوما من الايام، حتى القبر الذي ندفن فيه، يخرجوننا منه بعد فترة لدفن احد آخر مكاننا. انهم مصابون بالجشع، كما انهم لا يقدّرون روح النكتة. من الآن وصاعدا، لن نعطيهم نعمة ترك "one way in"، سنقول لهم "one way out" وبما انهم رفضوا كلمة "one way out"، يتم العمل على جناح كبير في سجن رومية وسيتسع لعدد كبير منهم، وبذلك بدلا من ان يكونوا "one way out"، يصبحون "one way in".
كما توقفت كتلة "المستقبل" في اجتماعها الاسبوعي امام الاحداث الامنية المؤسفة التي شهدتها مدينة طرابلس كما توقفت الكتلة امام الكلام الصادر عن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون وبعض من اعضاء فريقه السياسي، معتبرة انه "يظهر مدى الحقد والتوتر، وعلى ذلك تعتبر الكتلة ان كشف حقيقة النيات الثأرية والانتقامية التي تهدف الى إلغاء الآخرين في الوطن وهي السياسة التي كان قد ابتدعها وأتقن ممارستها حزب الله في توجهاته وممارساته السياسية وجاء جناحه المستحدث في الرابية لاستكمالها وترسيخها".
ولفتت الى ان هذا المنطق الثأري والانتقامي الذي يفخر العماد عون بممارسته، سبق ان كبّد اللبنانيين عامة وكذلك لمن يدعي العماد عون الدفاع عنهم خسائر فادحة نتيجة التجارب السابقة، والذي ستكون له انعكاسات خطرة على لبنان واللبنانيين اذا ما استمر في المستقبل.
ودعت كتلة المستقبل وزير المالية محمد الصفدي الى اجراء التدقيق الحسابي وفقا للقواعد الدولية للتدقيق وذلك لكشف حقيقة الامور المالية بعيدا عن الاستغلال السياسي، كما توقفت الكتلة امام كلام الوزير شربل نحاس الذي اعلن جهارا ان ايام المدير العام في الدولة عبد المنعم يوسف باتت معدودة، ام انه يجب ان يدخل الى السجن، وهذا الكلام فيه كيدية ولا يحق لوزير سابق ان يطلق الاحكام والقرارات تجاه موظف اصبح غير تابع لوصايته. وشددت الكتلة على ان هذه السياسة لن توصل الى اي نتيجة سوى المزيد من الاضرار والخسائر.
الى ذلك علمت "الديار" من مصادر وزارية مطلعة ان عنوان اجتماع اللجنة الوزارية امس كان تكثيف وتسريع درس البيان الوزاري لانجازه في اللجنة خلال اجتماعي اليوم وغدا، واملت المصادر ان يدرسه ويقره مجلس الوزراء قبل نهاية هذا الاسبوع. وتحدثت المعلومات عن ان المجلس ربما سيعقد جلسة بعد ظهر الجمعة لهذه الغاية على امل ارسال البيان الى مجلس النواب في أسرع وقت.
وفي هذا المجال نقل عن الرئيس بري امس قوله انه اذا تسلّم البيان الوزاري يوم السبت وتم توزيعه على النواب، بعد ذلك فإنه قد يدعو الى جلسة الثقة يوم الاربعاء المقبل في 29 حزيران.
وبات من المعلوم ان البيان سيجدد الفقرة المتعلقة بالاستراتيجية الدفاعية التي ترتكز على مثلث الجيش والشعب والمقاومة، وسنؤكد على الالتزام بالقرارات الدولية والقرار 1701 وستكون هناك صيغة للمحكمة الدولية وصفتها المصادر الوزارية بأنها صيغة مناسبة وتفي بالغرض ولكنها لم تكشف عن ماهيتها.
من جهة اخرى، قال الرئيس بري لـ "الديار" ردا على سؤال حول ما يشاع بأن المعارضة ستقاطع جلسة الثقة فأجاب: ان لكل داء دواء، فإذا تكلم 60 نائبا من المعارضة الجديدة فسيتكلم من الاكثرية 68 نائبا واذا قاطعوا ستختصر الكلمات بطبيعة الحال وتسير الامور بمسارها.
وذكّر الرئيس بري بأن المعارضة هي التي رفضت المشاركة في الحكومة وقال "تحيرنا شو بدها" واكد الرئيس بري اننا ذاهبون بعد سنتين الى الانتخابات وان امام الحكومة استحقاقات وهموم كثيرة وهذا يعطي للمعارضة فرصة اكبر في الانتخابات وهي التي تستفيد في مثل هذه الاستحقاقات.
وكرر بري تأكيده على اهمية ان تباشر الحكومة عملها في اسرع وقت لان هناك استحقاقات كثيرة امامها كالكهرباء والوضع المعيشي والتعيينات الادارية والتشكيلات الدبلوماسية، وجدد القول انه لن تكون هناك كيدية في عمل الحكومة، بل ستمارس الشفافية، وهذا لا يعني اننا لن نحاسب على السرقات او ان هناك عفا الله عما مضى.

السابق
سوريا.. المعارضة متفائلة!
التالي
الربيع أو التقسيم… وراء الأبواب؟!