هذا التخريع

مرَّ لبنان منذ الحرب الاهلية بفترات سياسية قاسية واجهها اللبنانيون بقليل من الحكمة وبكثير من الصبر.
يذكر بعضنا ان فترة الاغتيالات السياسية كانت احدى اقسى الفترات، تفوقت عليها فترة السيارات المتفجرة.. المجهولة.
سقط الكثير من الشهداء الابرياء وهاجرت آلاف العائلات واصيب الآلاف بعاهات.. ولكن الشيطان أبى ان يستكين.

ها نحن اليوم نستعيد آلام تلك الفترة وتلك الفترة حتى لكأننا نبدأ من جديد، ولا نبالغ في القول ان التوجه الى الهجرة عاد اولوية لدى آلاف العائلات.
نستذكر كل ذلك ونحن نعرف ان لعبة السياسة والسلطة عندنا، ليست سوى لعبة دموية عند البعض، ولعبة تسلية عند البعض الآخر.

إنما لا بد لنا ان نقول، ليست هذه نهاية الدنيا، وسيأتي يوم يساق فيه المجرم الى المحاكم والمذنب الى المقصلة، فاللبناني يحب الحرية كما يحبها العرب الثوار والساحات قد اشتاقت الى صيحات الوطن.
لماذا الآن؟ نحن في بداية مرحلة سياسية جديدة على مستوى تسلّم السلطة والمطلوب ممن هم في سدتها الآن ان يطمئنوا اللبنانيين جميعاً.

فما نسمعه حتى هذه اللحظة لا يبشر بالخير، وما نتلمسه من نيات يعكس سياقاً قد يكون خاطئاً ومن شأنه ان يزيد الانقسامات ويدفع بالبلاد نحو تفتت، حتى نقول الى تقسيم.
المطلوب سريعاً من قيادات القوى التي وصلت الى السلطة ان تبادر الى طمأنة جميع اللبنانيين اذ ان ما نسمعه حتى الآن مقلق بقدر ما هو يميل نحو التشفي.

اذا انهار الهيكل فسينهار فوق الجميع ولا نرى فائدة على الاطلاق من كل هذه العراضات السياسية وشبه العسكرية التي تظهرها قيادات في البلد.. او الأصح، كل هذا التخريع.
اننا وبالرغم من اعتقادنا بأن السلطة تعمي عيون بعض الضعفاء، نؤمن بأن قلة من الناس بامكانها ان تقود كثرة ضالة.

السابق
الكلاب تقرأ أفكار أصحابها!
التالي
بابا.. نرجسية وذكورية وطفولة!