متطفِّلة

متسوّلة أعرفها منذ سنوات·· تتنقل في الشوارع بين منزلي والمكتب·· ودائماً تصرخ وتقول: <الله يعطي إللّي بيعطي اليتامى والمحتاج>

 <قبل الشحّاذة وبنتها كما يقول المثل·· وما بين الثامنة والثامنة والنصف تجول في شارع منزلي·· لدرجة أنّها توقظ النيام الذين ينامون متأخّراً·· بفعل العمل أو القلق·· إنّها جرس القلق اليومي·· وإذا تأخرت عن موعدها في فصل الشتاء تأتي في منتصف النهار··

أثناء عودة الطلاب من المدارس والرجال والنساء من أعمالهم·· أما في شارع المكتب فإنّني ألتقي بها بين الثالثة والنصف والتاسعة والربع ليلاً·· لدرجة وددت أن أعطيها المال وأسألها·· ألا تتعب من الدوران من الصباح حتى هذا الوقت المتأخر؟·· مع أنني أشعر بأنّها كاذبة وتكتنز المال على قلبها·· لكن الشحادة عادة·· فمن يمتهنها يستسهل الحياة·· وتصب في يده الأموال مقابل كلام فارغ·· ودعوة من امرأة لا أفهم إذا كانت ستتحقق أم لا؟

على باب منزلي كنت أودّع شقيقتي·· والتصقت بنا تريد أن تُقبِّل إبنة شقيقتي·· جذبتُ البنت وطلبتُ من البواب ألف ليرة·· قالت كل هذا العز سيارة جيب وبنت حلوة مع أمها ألف ليرة؟

صعدت الطفلة مع أمها إلى السيارة·· ووقفت هي لتناقشني·· سحبتُ من يدها الألف·· قائلة: مع السلامة·· ألا يكفيك الألف·· فتحوّل الدعاء إلى غضب أجبر أحد الجيران على ضربها بالكف·· هل هذه محتاجة أم متطفِّلة؟

السابق
شرطي يحلّ إشكالاً… بصفعة
التالي
محكمة صور حمايتها في عهدة حارسين!