البناء: الأسد يدفع الإصلاحات إلى أيلول ويرفض الإتفاق مع المسلحين

في ثالث خطاب له منذ اندلاع الاحتجاجات المنادية بإسقاط نظامه قبل أكثر من ثلاثة أشهر،خرج الرئيس السوري بشار الاسد متحدثا الى الشعب في خطاب مطول اعتبره المراقبون تكرارا لسابقيه اللذين لم يتجاوزا حدود توزيع الاتهامات على المتظاهرين والحديث عن <مخربين> و<مؤامرات خارجية> ووعود باصلاحات سياسية بقيت حبرا على ورق·
ولعل ابرز نتائج الخطاب وصف المعارضة له بـ <الاستفزاز> بالتزامن مع خروج تظاهرات حاشدة في مختلف المدن والارياف السورية منددة بالخطاب ومطالبة باسقاط النظام ورحيل الاسد·

وفي الوقت نفسه عكست ردود الفعل الدولية خيبة أمل واسعة وأجمعت العواصم الغربية على رفض ما جاء في الخطاب مطالبة الاسد البدء باصلاحات فورية وحقيقية أو التنحي·

فقد تعهد الاسد امس باجراء اصلاحات في غضون أشهر لمعالجة موجة احتجاجات على حكمه لكنه أنحى باللائمة على من وصفهم بالمخربين في الاضطرابات وحذر من أنه لا يمكن التوصل الى اتفاق مع مسلحين·

وقال انه يجب أن يبدأ الحوار الوطني قريبا لبحث تشريعات جديدة بما في ذلك قوانين للانتخابات البرلمانية ووسائل الاعلام والسماح بانشاء أحزاب سياسية الى جانب بحث امكانية اجراء تعديلات دستورية·

وتحدث الاسد عن الاثر الاقتصادي للاضطرابات وحث السوريين على المساعدة في استعادة الثقة باقتصادهم·

وقال <أخطر شيء نواجهه في المرحلة المقبلة هو ضعف أو انهيار الاقتصاد السوري وجزء كبير من المشكلة هو جزء نفسي>·

و بدا الاسد متوترا حين تعهد ببدء حوار وطني حول الاصلاحات وطرح احتمال توسيع نطاق قرار العفو الذي أصدره مؤخرا لكنه أوضح أنه لن يتنحى كما يطالب المحتجون·وأضاف <أنا التقيت بوفود عديدة البعض منها من المتظاهرين والبعض منها من غيرهم من كل المناطق والاطياف وأستطيع أن أقول أول شيء علينا أن نميز بين هؤلاء وبين المخربين·

<المخربون هم مجموعة قليلة·· فئة صغيرة مؤثرة حاولت استغلال الآخرين وحاولت استغلال الاكثرية الطيبة من الشعب السوري من أجل تنفيذ مآرب عديدة>·

وأضاف أنه لا يمكن الوصول الى حل سياسي مع من يحملون السلاح·

وتحدث عن ثلاث فئات من المواطنين خلال الأحداث الأخيرة: المتظاهرين السلميين الذين اعتبرهم أغلبية، والمطلوبين للعدالة والذين قدر عددهم بأكثر من 64 ألف شخص، بينما شملت الفئة الثالثة من سماهم المسلحين·

وأكد أن المسلحين يتوفرون على أسلحة متطورة، وأشار إلى عربات مزودة بأسلحة مضادة للحوامات، وهو ما دفع، وفقه، الجيش السوري للتدخل وفرض الأمن في المدن التي نفذت فيها الهجمات·ووجه الأسد دعوة للمواطنين الذين غادروا مدنهم ولجؤوا إلى تركيا للعودة إلى ديارهم، مؤكدا أن الجيش لن يتعرض لهم بل إنه يعمل على الحفاظ على الأمن وحمايتهم·

وبخصوص العفو، قال الأسد إنه سيطلب من وزارة العدل دراسة الهامش الذي يمكن توسعة العفو به ليشمل فئات أوسع من تلك التي أقرها العفو الصادر خلال الأيام الماضية·

وأكد أن غيابه خلال المرحلة الماضية وعدم التوجه بخطاب لشعبه فتح المجال أمام الشائعات التي نفاها واعتبرها عارية عن الصحة·وقال الاسد انه يأمل أن تكون الاصلاحات جاهزة في ايلول اذا أجريت الانتخابات البرلمانية في الموعد المحدد لها خلال شهرين وهو ما سيتخذ قرار بشأنه خلال الحوار·وأضاف <انتخابات مجلس الشعب ان لم تؤجل فستكون في شهراب وسيكون لدينا مجلس شعب جديد في شهر اب بشكل عام··

ونستطيع أن نقول اننا قادرون على انجاز هذه الحزمة من الاصلاحات حتى نهاية شهر اب لنقل أول أيلول كون هذه الحزمة منتهية>·

تظاهرات احتجاج

ولم يكد الاسد يفرغ من خطابه حتى خرجت مظاهرات غاضبة إلى الشوارع في كثير من المدن السورية احتجاجا وطالب المحتجون بإسقاط النظام، في حين أمرحزب البعث بالخروج اليوم لتأييد الرئيس السوري·

وشدد النشطاء على أن هذا الخطاب كان <مخيبا جدا للآمال ومستفزا>·

وقالوا في تحد إنه <سيكون الأخير للأسد> ودعوا إلى المزيد من الاحتجاجات <حتى يتحول يوم الاثنين إلى يوم جمعة> في إشارة إلى مظاهرات الجمعة التي تكون عادة أكثر·

وخرجت مظاهرات في الكثير من بلدات محافظة إدلب وكذلك دمشق وحمص وحماة ودرعا واللاذقية وحلب، وعلى الحدود التركية حيث آلاف اللاجئين السوريين·ورفع مئات من المحتجين في إربين من ريف دمشق شعارات تقول <لا حوار مع القتلة>·

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن ومقره لندن، إن محتجين تظاهروا في الحي الجامعي في حلب كما تظاهر آخرون في بلدتي سراقب وكفر نبل بمحافظة إدلب·

وقال المعارض وليد البني ان النظام لا يدرك أن هذه حركة جماعية في الشوارع تطالب بالحرية والكرامة· ورفضت لجان التنسيق المحلية والتي تضم في عضويتها أبرز منظمي المظاهرات في سوريا خطاب الأسد ووصفته <بأنه يخيب ظن شعبه ويكرث الأزمة القائمة في البلاد>، معلنة فى الوقت نفسه استمرار ما وصفته ب<الثورة السورية> رفض دولي في هذا الوقت توالت ردود الفعل الدولية على كلمة الاسد ودعا البيت الابيض الرئيس السوري الى اتخاذ <خطوات ملموسة> بشأن وعوده بالاصلاح السياسي ودعاه الى وقف القمع العنيف للمدنيين·وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين ردا على سؤال بشأن تعهد الاسد باجراء حوار وطني<لا أقول ان الكلام لا معنى له·· ولكنه يحتاج الى التحرك بناء عليه·?

وكانت الخارجية الاميركية قالت انها تريد أن ترى <أفعالا لا أقوالا> وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الوزارة تعليقا على القاء اللوم على مخربين في الاضطرابات <نحن غير مقتنعين بذلك>·

وقال الاتحاد الاوروبي انه يعد لتوسيع العقوبات التي يفرضها على سوريا·وقال بيان لوزراء خارجية الاتحاد <يعد الاتحاد الاوروبي بخطوات حثيثة لتوسيع نطاق القيود التي يفرضها مستهدفا تحقيق تغيير جوهري للسياسة التي تتبعها القيادة السورية دون تأخير>·

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن الأسد وصل إلى نقطة اللا عودة وانه ليس هناك ما يدعو إلى أخذ كلامه على محمل الجد لافتا إلى أنه قد حان الوقت ليأخذ مجلس الأمن الدولى موقفا على الرغم من التهديد بالفيتو الروسى ·

بالمقابل أكدت روسيا معارضتها لقرار تصدره الامم المتحدة يدين قمع سوريا للمحتجين وحثت المعارضة على اجراء محادثات مع الاسد حول الاصلاح·وأشار الرئيس ديمتري ميدفيديف بوضوح الى أن روسيا لن تساند أي قرار حول سوريا في مجلس الامن ·

أردوغان في هذا الوقت ذكرت مصادر حكومية تركية أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان يقوم بمتابعة التطورات الخاصة بالشأن السوري لحظة بلحظة على الرغم من وجوده فى إجازة ·وقالت إن أردوغان سيزور مخيمات النازحين السوريين·

ونقلت صحيفة < ميلليت < التركية عن هذه المصادر سيقوم بجولة قصيرة تشمل مصر وسوريا لعقد لقاء مع الرئيس السوري قد يكون هو الأخير معه بحال عدم تنفيذ المطالب التركية التى بعثت بها أنقرة للأسد·

وفي تطور لافت قال الرئيس التركي عبدالله غول ان خطاب الاسد<غير كافٍ> وانه ينبغي له تحويل النظام الى نظام التعددية الحزبية·

السابق
الحريري خارج السمع.. والسنيورة يتصدَّر المواجهة
التالي
حديث الجراثيم … مرة أخرى!