الانوار: اطلاق قذيفة في طرابلس… ووزير الداخلية يستبعد جعل المدينة منزوعة السلاح

حديث عون عن الروحة بلا رجعة
يثير ردودا عنيفة من المستقبل
 احداث طرابلس وما رافقها من تلميحات ردت عليها المعارضة بعنف، ظلت في واجهة الاهتمامات الرسمية والسياسية امس، واضيفت اليها ردود عنيفة من قوى 14 اذار على حديث العماد عون عن اعطاء الرئيس الحريري بطاقة سفر في اتجاه واحد دون عودة. وقد شهدت طرابلس هدوءا حذرا امس بعد انتشار الجيش والقوى الامنية في مناطق التوتر، ولكن قذيفة سقطت ليلا في حي البقار وخرقت الهدوء واتفاق وقف النار.
وقد اعلن وزير الدفاع فايز غصن امس ان الجيش اللبناني خط احمر ولا تهاون مع المخلين بالامن. وقال: من افتعل احداث طرابلس الدامية سيعاقب وسيدفع الثمن لأن امن المواطنين من امن الوطن.
بدوره قال وزير الداخلية مروان شربل انه تم تنفيذ آلية امنية لتطويق الاشتباكات في طرابلس، اذ ان الجيش انتشر والقوى الامنية انتشرت بقوة وجدية. واضاف انه بات لدى اجهزة الامن اسماء كل شخص شارك في الاشتباكات وستتم مداهمة اماكن تواجدهم ومصادرة سلاحهم، نافيا امكانية اعلان مدينة طرابلس مدينة منزوعة من السلاح. وقال في هذا المجال: برأيي هذه الاشكالات تحصل في طرابلس منذ زمن وربما صادف هذه المرة انها تزامنت مع زيارة الرئيس نجيب ميقاتي، وبالتالي هذا الامر سمح لأي شخص ان يفسرها بأنها مقصودة وان شاء الله لا تكون كذلك، ويتفق الجميع ويجلسون على طاولة واحدة.
هذا، ونفى شربل وجود جهاز في وزارة الداخلية يقوم بتفريق اسلحة وذخيرة ومعلومات، لأن اجهزة الوزارة تصادر السلاح والذخيرة وتسرق المعلومات لتستثمرها وتحسن الوضع الامني.
وعن مطالبة العماد ميشال عون باقالة المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، اجاب شربل: في السياسة كل شيء مقبول، ولكن في الامن ليتركوها لنا.
وعلى الصعيد السياسي، كان للرئيس فؤاد السنيورة رد مباشر على الرئيس نجيب ميقاتي، ورد على العماد عون من دون ان يسميه. وقال السنيورة مخاطبا رئيس الحكومة: لتعلن طرابلس مدينة منزوعة السلاح ولينفذ ذلك فوراً ويلاحق كل مسلح بأشد العقوبات والتدابير، ولا خيمة فوق رأس أحد، وسنكون إلى جانب الحكومة والأجهزة الرسمية قلباً وقالباً إن أقدم رئيسها وأقدمت الحكومة على ذلك.. يا دولة الرئيس الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها.
وقال: سمعنا أيضا كلاماً كبيراً عن أن هذا البعض يريد استئصال ارث الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وانني اود ان أتوجه بسؤال الى دولة الرئيس نجيب ميقاتي: هل أنت جئت مكلفاً لإستئصال هذا الإرث من أجل اصلاح ما يرغبون بإصلاحه لأن الحريري أفسده على مدى عشرين سنة من عمر لبنان؟. الكل يعلم أن الحائط والجدار الذي بناه رفيق الحريري والشعب اللبناني عال كثيرا لا يستطيع أحد أن يتسلقه وان يقفز فوقه.
وتابع السنيورة: سمعنا خلال الآونة الأخيرة كلاماً كبيراً مليئاً بالأحقاد والكيد والتوتر ومنها ما قاله أحدهم بأنه قد أعطى دولة الرئيس سعد الحريري بطاقة سفر one way ticket روحة بلا رجعة. ولا أدري إذا كان ما قاله نتيجة أنه يملك وكالة سفريات أو لأنه والله أعلم أراد أو يريد أن يعطي رئيس الحكومة تكليفاً شرعياً لإصدار هذه البطاقة.
واضاف: أقول لأولئك الواهمين أن ما يعنونه هو أنهم يريدون بذلك اصدار بطاقات سفر روحة بلا رجعة لملايين من اللبنانيين لكي يخلو لهم الجو.. لكن أليس من الأسهل أن يصدر هذا الشخص بطاقة سفر لنفسه فيريح ويرتاح وعندها سيبقى الشعب اللبناني صامداً ولو كره الكارهون.
وكان العماد عون القى كلمة في عشاء هيئة كسروان في التيار مساء امس الاول قال فيها: عانينا الكثير في السّنوات الثّلاث التي إشتركنا فيها في الحكم، لأنّ الحكومات التي كانت برئاسة الحريري كانت تعمل على إفقار لبنان وعلى شلّ المؤسّسات الوطنيّة، بالتّالي يصبح من السّهل وضع اليد عليها إذ يريدون أن يتملّكوا الكهرباء والمياه وكلّ شيء تماماً كما تملّكوا الهاتف ولكن هذه الخطّة إنتهت، والحريري One way ticket ذهب ولن يعود. المعارك التي قمنا بها في المجلس بسبب الموازنة وغيرها من الأمور والتي كانت شبه دامية، كانت لإيقاف مخطّط طريقٍ ولّى هو الآخر، والحمدلله أنّنا بتنا تقريباً السّلطة المقرّرة في البلد.
كذلك رد النائب احمد فتفت على العماد عون، وقال: بكل وقاحة يقول الجنرال عون أنه أعطى هو، ولست أدري من هو، one way ticket لدولة الرئيس سعد الحريري، من المسلم به ان هكذا تأشيرة هي بيد رب العالمين وحده وفي علم السياسة هي بيد الشعب اللبناني فمن يعتقد نفسه الجنرال عون؟ الكثيرون يعرفون ان هذا الكلام فيه الكثير من فقدان الاتزان ولكن الجنرال ربما تعود على ال one way ticket فلا بد ان اللبنانيين يذكرون جميعا كيف فر من القصر الجمهوري تاركا زوجته وبناته لمواجهة الاحداث، والحمد لله انه كان هناك من تحلى بالاخلاق وعرف كيف يتعامل مع السيدة وبناتها. يعرف الجنرال انه سيحصل على هذه التأشيرة من الشعب اللبناني عندما يحصل من يدعمونه على ال one way ticket السياسية في المنطقة قريبا بإذن الله.
وتابع فتفت: سمعنا كلاما منذ أيام قليلة لدولة الرئيس نجيب ميقاني يوجه فيه إتهاما مبطنا للمعارضة، أي لنا بأننا وراء أحداث طرابلس للتنغيص عليه في احتفالاته بمناسبة تشكيل الحكومة ربما دولة الرئيس أدرك تماما عندما زار أحد مساجد طرابلس مصليا حجم التهليل الشعبي لحكومته العتيدة وهذا شأن آخر، ولكن ان يصل ذلك الى توجيه الاتهامات. فهذا أمر غير مقبول. لقد إعتبرنا كلام دولته في اليوم الاول زلة لسان أو خطأ في المعلومات فطالبناه بالتصحيح، إنما لم يأت التصحيح فيعتبر ذلك إفتراء يؤدي الى الفتنة والفتنة أشد من القتل. و بالامس، وبكل أسف كرر الوزير محمد الصفدي ذات الكلام تقريبا بالقول بأن أحداث طرابلس طريقة لاستقبال الحكومة الجديدة، إنه كلام مؤسف وخاصة أنهم يدركون تماما ان ما جرى في طرابلس لا دخل له لا في الحكومة ولا في تشكيلها، وان خلفيته قديمة وظهرت الآن مع الاحداث الجارية في سوريا. أفهم الرئيس ميقاتي عندما يريد أن يحول النظر الى مكان آخر وخاصة ان البعض تساءل ماذا يفعل بعض مسؤوليه الامنيين في التبانة عندما كانت المعارك دائرة فأصيبوا؟ ولكن أن يؤدي كلامه الى الافتراء بهذه الطريقة فهذا غير مقبول.

السابق
الاخبار: إرسلان يعتذر من ميقاتي والسنيورة يتحصّن بإرث رفيق الحريري
التالي
بعيداً عن الإعلام