احمد الحريري: سعد الحريري في لحظة مراجعة سياسية

أحمد الحريري لـ «الشرق الأوسط»: استفزاز عون يشبه استفزاز فرنجيه لتويني عندما حثه على العودة فأغتيل

في 14 مارس (آذار) الماضي أطل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على جمهوره العريض في وسط بيروت ليحدد «المستحيلات» ويعدد أولويات المعارضة الجديدة في المرحلة المقبلة، وكانت تلك إطلالته الأخيرة قبل مغادرته إلى السعودية من ثم إلى فرنسا لتنقطع أخباره بعدها، لأسباب أمنية.

اليوم وبعد تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، يبقى الحريري، قائد الفريق المعارض، الغائب الأبرز عن الساحة السياسية في ظل تكاثر الحديث عن معلومات أمنية وصلته من أكثر من جهاز استخبارات أجنبي، نصحته بالبقاء بعيدا عن لبنان.

وبالأمس، لفت تطرق وزارة الخارجية الفرنسية للملف الأمني للحريري، إذ قال المتحدث باسم الخارجية برنار فاليرو إن «أمن لبنان وأمن رئيس الوزراء السابق سعد الحريري أولوية بنظر فرنسا، شأنه شأن أمن سائر السياسيين اللبنانيين»، وذلك تعليقا على معلومات صحافية أفادت عن احتمال أن يكون الحريري تعرض لمحاولة اغتيال.

وأضاف، ردا على سؤال عما إذا كان سعد الحريري في وضع لجوء في فرنسا، أن «الحريري غالبا ما يأتي إلى فرنسا، فيكون هنا يوما ويغادر في اليوم التالي، ولا معلومات خاصة لدينا بهذا الصدد»، مشيرا إلى أن «موقف فرنسا الثابت بصورة عامة هو أن أمن الحريري كأمن أي مسؤول سياسي لبناني آخر، كما أمن لبنان بأسره، أولوية بنظر فرنسا».

وكانت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية أفادت يوم الجمعة الماضي أن «سعد الحريري بات لاجئا في فرنسا بعدما استهدف قبل أسبوع في لبنان بمحاولة اغتيال من قبل النظام السوري».

وتتقاطع كل هذه المعلومات مع موقف رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون الأخير الذي قال فيه: «حكم الحريري كان لإفقار لبنان وخطته انتهت. لقد قطعنا له ورقة (وان واي تيكت)، فذهب ولن يعود».

ورد الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري على عون، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يذكرنا استفزازه للرئيس الحريري اليوم باستفزاز سليمان فرنجية للشهيد جبران التويني والذي حثه فيه على العودة فعاد وكانت عملية اغتياله» معتبرا أن «عون تحول وبوضوح عريفا في جيش المهدي».

وأضاف: «نحن اليوم في لحظة شبيهة لعام 2005 حين كان عمر كرامي يرأس حكومة مواجهة تماما كما يفعل نجيب ميقاتي اليوم، حينها نصحوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري بمغادرة البلاد وهو ما يحصل اليوم مع الرئيس سعد الحريري علما أن ما نشهده اليوم أسوأ، خاصة أن الحكومات اللبنانية ومنذ اتفاق الطائف كانت تأتي بموافقة سعودية – سورية، أما حكومة لبنان اليوم فتشكلت بموافقة سورية صرفة ومن دون رضا المملكة، كما أن سوريا في عام 2005 كانت بلدا مستقلا برأس واحد، أما اليوم فهناك نظام (مدمم) وقد يدخل طرف ثالث للاصطياد بالماء العكر لذلك نحن نفوت الفرصة عليه ببعض الاحتياط الأمني الإضافي».

وأشار الحريري إلى أن «الحذر الأمني المتخذ من قبل الرئيس الحريري حذر جدي»، واصفا الحديث عن أن الحريري لاجئ في فرنسا بـ«الكلام غير الدقيق» وأضاف: «لم نعتد اللجوء إلا إلى وطننا، لكن الرئيس الحريري وبالإضافة للاحتياط الأمني المتخذ وبعد كل تعقيدات المرحلة الماضية هو في لحظة مراجعة سياسية ويتفرغ قليلا لعائلته التي لم يتمكن من التواجد معها منذ عام 2005».

وعما نقلته صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية عن أن «الرئيس الحريري استهدف قبل أسبوع في لبنان بمحاولة اغتيال من قبل النظام السوري»، قال: «المعطيات التي بحوزتنا تدل على أن موكب الرئيس الحريري تعرض مؤخرا لعملية مراقبة دقيقة وهي معلومات أبلغتنا بها الأجهزة الأمنية اللبنانية وليست موجودة عندنا كتيار مستقبل، علما أن الأمن هاجس لدينا ومنذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري ونتخذ الاحتياطات اللازمة». وأكد أن «لغياب الرئيس الحريري شقا سياسيا»، مشيرا إلى أنه «لا يرغب بالدخول في البازار السياسي الحاصل وفي الخطابات العنترية التي لا طائل منها». وأضاف: «سيعود بظروف أمنية وسياسية أفضل من الظروف الحالية». بدوره، اعتبر عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش أن «موقف العماد عون الأخير الذي يقول فيه بأنه قطع للحريري بطاقة ذهاب من دون إياب، يضعه في خانة المشارك بالمخطط الإرهابي لتهديد حياة الرئيس الحريري» وقال لـ«الشرق الأوسط»: «موقف عون يدل عن مستوى كبير من التدني السياسي والحريري سيعود ليترأس المعارضة الجديدة بعد الاطمئنان أن الوضع الأمني مناسب وبعد تحديد الخيارات السياسية الجديدة». ولفت علوش إلى أنه «تم اكتشاف مخطط لاغتيال الحريري ولكن لا تفاصيل إن كان النظام السوري وراءه أو غيره».

السابق
اسرار الصحف الصادرة صباح الاحد في بيروت
التالي
حزب الله سرب معلومة خاطئة لاسرائيل فانكشف العملاء