النهار: القلوب المليانة تنزف في بعل محسن – التبانة..ميقاتي يغمز من المعارضة و”المستقبل” يأسف

وزير الداخلية يدافع عن فرع المعلومات ويدحض موقف "العربي الديموقراطي"

استدار أمس المشهد السياسي المأزوم منذ اعلان تأليف الحكومة الميقاتية الثانية الاثنين الماضي، شمالا ليصير مشهدا أمنيا ظاهره الجبهة القديمة باب التبانة – بعل محسن في طرابلس وباطنه كل الرواسب التي فاضت من أحداث سوريا ولا تزال على لبنان. وقد لخص أحد السياسيين الشماليين الموقف لـ"النهار" بقوله: "ان القلوب المليانة بدأت تنزف بين بعل محسن والتبانة". ورأى "أن ما جرى في طرابلس هو من علامات استباق ما سيتطور اليه الموقف في سوريا. واذا كانت الحركة السريعة في تأليف الحكومة الجديدة تنم عن قرار استباقي، فان التداعيات الامنية هي عنوان من عنوانين أخذ لبنان الى مواجهات في الداخل والخارج على السواء".

ميقاتي

وتزامن تطور الاحداث أمس في طرابلس مع وجود رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزراء المدينة فيها، وذلك للمرة الاولى منذ تأليف الحكومة. وفيما كان هذا الوجود يشمل احتفالا بالتأليف وتقبل التهاني، تغيّر البرنامج وحل محله مؤتمر صحافي للرئيس ميقاتي صرح فيه: "(…) فوجئنا بأيدي الفتنة تعثب بأمن المدينة وأهلها. إن توقيت ما جرى اليوم في طرابلس مريب، ومن مسؤوليتنا أمن المواطنين والوطن. لذلك، نؤكد ان السلم الاهلي خط أحمر، ولا مساومة على الامن اطلاقا، ولا تراجع عن الانماء، لأننا نفهم المعارضة سلمية وبناءة. لقد أصدرت التعليمات الصارمة الى الجيش والقوى الامنية لاتخاذ الاجراءات الجازمة والضرب بيد من حديد (…)".

"المستقبل"

وسرعان ما أثارت اشارته الى المعارضة في معرض أحداث المدينة، ردود فعل من كتلة "المستقبل"، فقال نائب الكتلة عن طرابلس سمير الجسر لـ"النهار"، ان كلام الرئيس ميقاتي عن المعارضة البناءة والسلمية "يتضمن، ويا للأسف، اتهاما بطريقة غير مباشرة، ونحن في كل تاريخنا لم نحتكم الى السلاح وكنا السباقين الى رفع شعار اسقاط السلاح. فما بال دولة الرئيس يذهب الى هذا الاتهام؟ انها فعلا زلة لسان. والخوف من الله يتطلب استدراكها". وأضاف: "ما كنا نتمنى ان تكون اطلالتك الاولى في الحكم على هذا النحو، ومن يتولى الحكم عليه ان يتحقق من الامور قبل اطلاق الاحكام".
ولفت الى ان المنطقة المضطربة في طرابلس شهدت الاثنين الماضي حادثا عولج سريعا من طريق أحد أركان زعيم تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية السيد يوسف فنيانوس، وذلك على خلفية خلاف بين شخص من آل الشريف في بعل محسن وأمين العك في التبانة، والاخير شقيق مرافق المسؤول في المردة. وأشار الى انه من خلال ممارسة الامن الوقائي كان في الامكان استدراك ما حدث ومنع الذين يريدون اشعال توتر في الوقت المناسب عبر العيون الامنية.

وزير الداخلية

وردّ وزير الداخلية مروان شربل على ما صرح به مسؤول العلاقات السياسية في "الحزب العربي الديموقراطي" رفعت علي عيد لقناة "المنار" التلفزيونية التابعة لـ"حزب الله"، من "أن فرع المعلومات (في قوى الامن الداخلي) يوزع السلاح شمالا يمينا"، قال لـ"النهار" ليلاً: "ان كلام عيد في هذا السياق هو كلام سياسي وغير صحيح أبدا ولا يمكن ان يحدث لأن قوى الامن وجدت لتصادر السلاح من الناس لا لتوزعه عليهم". وشدد على "أن مثل هذا الامر لن يحدث البتة في عهدي".

الأمن

وكانت أحداث طرابلس تفجرت على خلفية تظاهرتين واحدة مؤيدة للنظام السوري في بعل محسن وأخرى مناهضة له في التبانة، اذ سجل توتر تطور الى اشتباك استخدمت فيه أنواع الاسلحة وأعمال قنص تسببت بمقتل شخصين من عابري السبيل. وبلغت حصيلة الضحايا حتى التاسعة مساء 30 بين قتيل وجريح، فيما استمر التوتر حتى ساعة متقدمة من الليل على رغم بدء الجيش وقوى الامن خطة للانتشار في منطقتي المواجهات. وأبلغ مصدر أمني "وكالة الصحافة الفرنسية" ان عدد القتلى في الاشتباكات بلغ ستة.
وبعد منتصف الليل تراجع التوتر وحقق الجيش تقدماً، فيما سجل نزوح عن المناطق الحساسة.
وأصدرت "جبهة العمل الاسلامي – هيئة الطوارئ" في طرابلس، بيانا جاء فيه "ان كلام دولة الرئيس (ميقاتي) يعتبر افتراء على أبناء طرابلس اذا ما تم تطبيقه فقط في طرابلس".

الحريري

وفي باريس، قالت مصادر مرافقة للرئيس سعد الحريري لمراسل "النهار" سمير تويني، ان الحريري "موجود فعلا في باريس مع عائلته ولا نعلّق سلبا أو ايجابا على المعلومات المتعلقة بالتهديدات الامنية".
وجاء هذا التوضيح ردا على ما أوردته صحيفة "ليبيراسيون" أمس، من "أن الحريري بات لاجئا في فرنسا بعدما استهدف قبل أسبوع في لبنان بمحاولة اغتيال من النظام السوري". وما نشرته الصحيفة الفرنسية استدعى موقفا من الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو قال فيه: "إن أمن الحريري كأمن أي مسؤول سياسي لبناني آخر، كما أمن لبنان بأسره، أولوية في نظر فرنسا".

عون

وقال رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون: "إن حكم الحريري كان لإفقار لبنان". ورأى في كلمة القاها مساء أمس في العشاء السنوي لهيئة قضاء كسروان في "التيار الوطني الحر"، إن "خطة الحريري انتهت (…) لقد قطعنا له ورقة One Way Ticket فذهب ولن يعود".

السابق
البناء: ماذا يُعِدُّ فريق المستقبل للبنان؟ …ميقاتي: توقيت مُريب وما مِن أحد أقوى من الدولة
التالي
شمبانيا وعلقم داخل التيّار الوطني الحر