وقال شيخٌ جليل ولِد من رحم المعاناة المتراكمات خلال الحرب وما تلاها، وما بعدها من ثوراتٍ وجولاتٍ وخيبات، قال الشيخ الجليل لشابٍ من الجيل "الثوروي" الخائب: هذه خطايانا العشر، اوصيك بها كما الوصايا، فحذارِ ثمّ حذار أن تعيدها، لأن الذي لا يتعلم مثلنا، من أخطائه والتاريخ، لا يستحق حاضره… والمستقبل!
ألخطيئة الاولى: لا تبدأ عملاً وتسمح لأحد من "المصلحجية" ان يثنيك في منتصف الطريق.
ألخطيئة الثانية: لا تتحالف مع أخصامك على اعتبار انك، هكذا تنقذ البلد.
ألخطيئة الثالثة: لا تشكّل حكومة مع أخصامك، وتعطيهم حق التعطيل.
ألخطيئة الرابعة: لا تبنِ جهازاً للدعاية والاعلام على المنهاج التافه الذي بنيناه.
ألخطيئة الخامسة: لا تصنع اي تحالف انتخابي على حساب خطك واصدقائك مهما كان الثمن.
ألخطيئة السادسة: لا تكلّف منظّرين في إدارة ملفاتك الميدانية.
ألخطيئة السابعة: لا تبرّر للعاجز تراجعه وللجبان تخاذله، حين تحتاج الساحات الى وقفات عزّ.
ألخطيئة الثامنة: لا تسمّي نواباً ليصبحوا أرقاماً زرقاء، وبدمٍ أخضر.
ألخطيئة التاسعة: لا تقبل ان تخوض انتخابات على اساس اكثرية تحكم واقلية تعارض، ومن ثمّ توافِق على توافُق كاذب.
ألخطيئة العاشرة: لا تقبل بأي تسوية مهما كانت، ومهما كان الثمن، في ظلّ العنف النفسي والجسدي.
وأمسك الشيخ الجليل بكتف الشاب الثائر، وهو يمسح دموعاً ثائرة، خيّبها بعض قادةٍ تخلّى عن ثورته تباعاً؛ واحد غلبه الجشع فسار، وآخر غلبه الخوف فانهار، ليقول عن ثوارٍ غلبهم النعاس على الارجح: أيها الشاب، لا تتوقف وتترك المأساة لمن سوف يأتي من بعدك!قيم المقال
654321التعليقات
