اللواء: بان يدعو الأسد للتوقُف عن العنف، وأوغلو لإصلاحات فورية

في الوقت الذي صعدت فيه السلطات السورية الحملات العسكرية التي تستهدف حركات الاحتجاج التي تشهدها البلاد ،شهدت الازمة السورية امس تطورين بارزين من شأنهما ان يشكلا تحولا مفصليا في مسار الامور:
الاول ما اعلنه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عن ان تركيا ستبدأ تقديم مساعدات للاجئين السوريين على الخط الآخر من الحدود أي على الجانب السوري منها، وهو مافسره المراقبون علي انه التدخل التركي المباشر الاول في سوريا الذي من شأنه ان يفتح الباب أمام تدخلات أخرى تحت عناوين وغايات مختلفة·

أما التطور الآخر فكان إعلان المعارضة السورية،التي اكتشفت عدم قدرتها على مواجهة آلة الحرب النظامية،الاستنجاد بالشارع العربي لدعم تحركاتها الهادفة لاسقاط النظام·

وتزامنت هده التطورات مع ما يشبه الجمود في الموقف الدولي من الازمة حيث مازالت الدول الغربية تجاهد لاستصدار قرار من مجلس الامن يدين القمع في سوريا وهو ما يواجه برفض شديد من جانب روسيا والصين·

وفيما يتواصل تدفق اللاجئين السوريين الى الداخل التركي أعلن وزير الخارجية التركي ان بلاده قررت تقديم مساعدة انسانية لالاف السوريين المحتشدين على خط الحدود·وأضاف للصحافيين في انقرة <هناك حاليا اكثر من عشرة الاف شخص قبالة حدودنا خلف الاسلاك الشائكة (···) قررنا مساعدة اشقائنا السوريين لتامين حاجاتهم الغذائية العاجلة>·

وجاءت تصريحات أوغلو بعيد لقائه الموفد الرئاسي السوري حسن توركماني حيث دعا الوزير التركي سوريا الى الوقف الفوري لحملتها العسكرية التي تهدف الى قمع الاحتجاجات والى اجراء اصلاحات ديمقراطية ·كما افادت مصادر ان تركيا رفضت طلبا نقله توركماني لاعادة اللاجئين الى سوريا واغلاق الحدود امام دخول آخرين الى تركيا· وفي علامة بارزة على الاستياء التركي من دمشق رفض أوغلو أخذ صور له مع توركماني خلال لقائهما أمس·

ولاحقا جدد اوغلو الذي كان يتحدث خلال اجتماع للسفراء الاتراك في البلدان العربية وفي عواصم اخرى استدعتهم انقرة للتحدث خصوصا في الازمة السورية، دعوته النظام السوري <بدء العمل باصلاحات طارئة> لانهاء العنف ووقف تدفق اللاجئين الى تركياالتي نفت صحة ما قاله توركماني عن بدء عودة اللاجئين إلى جسر الشغور·

المعارضة تستنجد في غضون ذلك نقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الناشط السوري المعروف وسام طريف ان جماعات معارضة سورية تعتزم اطلاق موجة جديدة من الاحتجاجات في عواصم عربية مختلفة للمطالبة بتنحّي الرئيس بشار الأسد بتعبئة الغضب الدولي والعربي على حملة القمع · وانه من المقرر ان تنطلق الاحتجاجات في الاسبوع الأول من تموز على أمل اقناع حكومات عربية بالضغط على النظام·

وفي موازاة ذلك بدأ لاجئون في مخيمات داخل الأراضي السورية قرب الحدود التركية تشكيل لجان شعبية في مواجهة الحملات الانتقامية التي تشنّها قوات النظام ضد المحتجين· وستقوم اللجان التي تضم كل واحدة منها 10 اعضاء، بتسيير دوريات في التلال المحيطة بالمخيمات لرصد قناصة الجيش وقواته·ولاحظ مراقبون ان هذه الخطوة تثير مخاوف النظام من نجاح جماعات معارضة في اكتساب موطئ قدم لتحركها في العمق·

ويشير المراقبون الى ان الانتفاضة السورية، في الوقت التي لم تتكلل بإسقاط رأس النظام، ولم تسفر عن تقسيم سوريا، كما في ليبيا فانها اصابت البلد بالشلل·

من جهة ثانية جدد ناشطون دعوتهم للتظاهر اليوم في ما أسموه <جمعة الشيخ صالح العلي> في استمرار لاحتجاجاتهم ضد النظام وفي تطورات الوضع الميداني عززت الدبابات والعربات المدرعة امس مواقعها حول بلدة معرة النعمان الشمالية بعد فرار الالاف منها بسبب الحملة الامنية·وقال سكان وجماعات حقوقية سورية ان عشرات الدبابات وناقلات الجند المدرعة انتشرت في خان شيخون وهي بلدة تبعد نحو 30 كيلومترا الى الجنوب من معرة النعمان على الطريق السريع الرئيسي الرابط بين دمشق وحلب وقال شاهدان ان قوات الامن اطلقت النار على محتجين في معرة النعمان ·

على صعيد متصل، تواصلت المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام في عدد من المدن من بينها حماة وحي الشيخ سعد في المزة وسط دمشق> بالإضافة اللاذقية وحمص ودرعا والبوكمال وضاحية حرستا في دمشق·

في غضون ذلك جددت روسيا رفضها اتخاذ قرار بشأن سوريا فى مجلس الأمن الدولى مبدية ترحيبها بالحوار الذى عرضته السلطات فى سوريا لتسوية أوضاعها غير أنها شددت فى الوقت نفسه على ضرورة أن يضمن هذا الحوار اتخاذ خطوات عملية نحو تطبيق الديمقراطية وتحقيق التقدم الاقتصادى الراسخ ومراعاة حقوق وحريات الإنسان·

وفي واشنطن أعربت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نالاند عن صدمة المجتمع الدولى إزاء التقارير المروعة عن عمليات التعذيب والاعتقال التعسفى والاستخدام المستشرى للعنف ضد المحتجين سلميا فى سوريا·

كما أعلنت الخارجية الأميركية لاحقا أن الولايات المتحدة تزيد اتصالاتها داخل وخارج سوريا مع سوريين يسعون إلى التغيير السياسى فى بلادهم·وكررت الوزارة دعوة النظام السورى إلى وقف <الأعمال البربرية تجاه أبناء شعبه>·

وفي سياق المواقف الدولية، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه تحدث مع الرئيس السوري، وحثه على <وقف قتل الشعب> والدخول في حوار·و عبر بان عن أمله في أن تتمكن الأمم المتحدة من التحدث بشكل <متناغم> بشأن سوريا·

وفي مسألة العقوبات، كشفت مصادر دبلوماسية أوروبية أن الاتحاد الأوروبي شرع في التحضير لتشديد العقوبات المفروضة على سوريا والتي قد تستهدف هذه المرة شركات مرتبطة بنظام الأسد وأشخاصا من محيطه

السابق
الانباء: وزير وسطي يعلن أن سليمان هو من قدم التضحيات الكبرى
التالي
النهار: البيان الوزاري “احتوائي” ويتجنّب المواجهة مع الغرب