فيصل: لا يؤمن بالوراثة السياسية

فيصل كرامي

يرفض وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي بشكل مطلق أن تكون تسميته في «الحكومة الميقاتية» مقدمة لوراثة سياسية لا يؤمن بالأساس بها، فهو يعتبر أنه يمثل في هذه الحكومة «خطا ونهجا سياسيين وتيارا عريضا يقوده الرئيس عمر كرامي الذي ما يزال في خضم العمل السياسي على الساحة اللبنانية عموما، ورأس حربة في الدفاع عن الخط الوطني وعن المبادئ والثوابت التي أرساها عبد الحميد كرامي وسار عليها الشهيد الرشيد».
يحرص فيصل كرامي على طيّ صفحة مشاورات التأليف، لأن ما بعد تشكيل الحكومة ليس كما قبلها، واليوم هو يوم آخر للعمل والانتاج والخدمة العامة، لكنه لا يخفي أن الاجماع الذي حصل عليه من قبل المعارضة السابقة بكل مكوناتها، والتضحية التي قدمها الرئيس نبيه بري التي أنقذ من خلالها الوطن والحكومة في آن معا، والثقة التي أولاه إياها تيار الرئيس عمر كرامي، وتمثيله المعارضة السنية السابقة التي تشكل 40 في المئة من الطائفة، كل ذلك يحمله مسؤولية كبرى يأمل أن يكون على قدرها.
يبدو «أبا رشيد» وهو اللقب المحبب الى قلب وزير الشباب والرياضة، متفائلا بالحكومة الجديدة التي لاحظ من الجلسة الأولى لها أن ثمة «كيمياء» تجمع بين أعضائها المتحمسين للعمل والانتاج، وذلك انطلاقا من حماسة الرئيس نجيب ميقاتي الذي يرى كرامي أن لديه «كاريزما حقيقية» وتوجها وإصرارا نحو تحقيق الانجازات، وأنه يفضل العمل على الكلام، وهذا ما يطمئنه ويجعله مندفعا الى أقصى الحدود للتعاون مع ميقاتي وسائر الوزراء والالتزام بالتضامن الوزاري، والقيام بالمهام المطلوبة منه في وزارته، وعلى الصعيد السياسي العام، وتجاه مدينته طرابلس، فيؤكد «أنا ابن كرامي ومن محلة النوري في الأسواق القديمة وعلى راس السطح».
لا يجامل فيصل كرامي في ثوابته السياسية التي استقاها من مسيرة «الأفندي» على مدار 24 عاما، بالرغم من حرصه الشديد على الانفتاح على مختلف الأطراف وفي مقدمتهم عائلة الحريري بعد ان شهدت الانتخابات البلدية الأخيرة تعاونا بينه وبين الرئيس سعد الحريري الذي كلف نادر الحريري بمتابعة المشاورات معه، بما عرف في حينها بـ»لجنة فيصل ونادر»، لكن ذلك كان بالنسبة لكرامي جزءا من انفتاح كامل على كل الخصوم السياسيين الذين خاضوا في العام 2009 الانتخابات النيابية ضد الرئيس عمر كرامي منفردا، ومن باب فصل السياسة عن الانماء وتجنيب طرابلس آنذاك معركة بلدية لا طائل منها.
لكن كرامي لم يتماد في العلاقة الحريرية التي بقي الود حاضرا فيها، اذ اصطدمت بحواجز عديدة منعت تطورها «وفي مقدمتها تنامي العلاقة مع سمير جعجع التي تشكل خطا أحمر بالنسبة للعائلة الكرامية كونها تتعلق باغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي»، فضلا عن الموقف من المقاومة والتي يرفض فيصل كرامي أي نقاش حولها. ويقول بهذا الخصوص «إن توجهاتنا واضحة، وتحالفاتنا ثابتة ولا نحيد عنها، والمقاومة بالنسبة لنا ضرورة قصوى وهي التي خلقت توازن رعب غير مسبوق مع العدو الاسرائيلي الذي لا يتوانى يوميا عن انتهاك بحرنا وبرنا وجونا وعبر شبكات التجسس والكاميرا، فالخطر ليس من المقاومة، بل المقاومة هي التي تبعد خطر العدو الاسرائيلي عنا، كما أننا نؤمن بضرورة إقامة أفضل العلاقات مع كل الدول العربية وفي مقدمتها الشقيقة سوريا..». يبتسم كرامي عندما يحدثه أحد عن انتخابات 2013 وعن إمكانية تحالفه مع الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي، لأنه «بعد بكير كتير على الانتخابات، ويفصلنا عنها سنتان، وعلينا في هذه المدة ومن خلال الحكومة أن نقوم بعملية إنقاذية للوطن أولا، وأن نعالج مشاكل المجتمع اللبناني اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا، وبعد ذلك يخلق الله ما لا تعلمون..».
ويحمل كرامي عاطفة جياشة تجاه طرابلس التي ولد فيها العام 1971 وترعرع في مدارسها وأحيائها، ولا يجد حرجا في أن يقدم اعتذارا من أهلها على الازعاج الذي تسبب به أنصاره غداة إعلان التشكيلة الحكومية باطلاقهم الرصاص، مشيرا الى أنه كان خارج لبنان، داعيا الجيش اللبناني الى الضرب بيد من حديد والعمل على إنهاء هذه الظاهرة السيئة.
يسرح وزير الشباب والرياضة في تفكيره، ثم يستدرك بالقول: ليس لدينا أي عذر اليوم تجاه طرابلس، وعلينا أن نعمل المستحيل من أجل تنميتها ورفع مستواها المعيشي والاقتصادي، فطرابلس وقفت الى جانبنا منذ أيام عبد الحميد ورشيد ووصولا الى عمر، وأعطتنا الكثير، واليوم علينا أن نرد الجميل.. يهنأ فيصل كرامي في أن يمضي وزوجته لمى دياب وطفلتاه هند وغيداء أكثر أوقاتهم في طرابلس، وفي استقبال المحبين والأنصار، والعيش في كنف «الأفندي» على أمل أن يرزقه الله في المستقبل بطفل يطلق عليه اسم رشيد كرامي..
  

السابق
القصة الكاملة لتنازل بري عن “المقعد الشيعي” في الحكومة
التالي
تبييض الأموال يرفع أسعار العقارات