حركية التاريخ الرسالي في فكر السيد فضل الله(قد)

في جديد المركز الإسلامي الثقافي

كتاب "حركية التاريخ الرسالي في فكر السيد فضل الله (قدس سره):

إعلاء للقيمة ونبذ للخرافة"

للكاتب السعودي حسين منصور الشيخ

في جديد إصدارات المركز الإسلامي الثقافي (التابع لمجمع الإمامين الحسنين ـ لبنان) وضمن إطار سلسلة الدراسات حول فكر المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله (قده) وعلى أبواب الذكرى السنوية الأولى لرحيل سماحته، صدر كتاب "حركية التاريخ الرسالي في فكر السيد فضل الله (قدس سره)" للكاتب السعودي حسين منصور الشيخ.

وقد أشاد مدير المركز السيد شفيق الموسوي في مقدمة الكتاب بهذا الجهد العلمي للكاتب الذي عمل للانكباب على دراسة فكر السيد فضل الله (رض) "حيث أجاد في الدخول عند آرائه فيما يتعلق بمسألة الدور الرسالي للأنبياء وعرضها بأسلوب علمي دقيق مستنداً إلى الإرث العلمي الكبير الذي تركه "السيد" وهو تفسيره "من وحي القرآن"" وأعلن الموسوي "عن وضع المركز كل إمكاناته في تصرف العلماء والمثقفين المستعدي لنشر الفكر الإسلامي الأصيل والتعاون مع الجميع في متابعة هذه المسيرة".

موضوعات الكتاب

لقد جاء الكتاب في فصول خمسة رتِّبت على النحو التالي:

الفصل الأول: كان تمهيداً للحديث عما بذله السيد فضل الله من جهود في ترسيخ القيم على مستوى ساحتنا الإسلامية من خلال دراسته لحركة الدعوة النبوية حيث تناول "دراسة السيد فضل الله للتاريخ الرسالي" مع التركيز على المنطلقات والخلفيات النظرية التي ارتكز عليها سماحته من خلال مراجعة تفسيره للقرآن المعنوان بـ "من وحي القرآن".

الفصل الثاني: وهو بعنوان "الرسالة الإلهية بين الغاية والوسيلة" وتناول أولى المسائل حول دراسة ظاهرة النبوة عند السيد فضل الله والهدف من بعث الأنبياء الذي يلخص "بتنمية القيمة الروحية" والتأكيد على أن الأصل في الرسالات ما تحمله من فكر وليس ما نقدسه من ذوات نافياً أن يكون تعدد الأديان بهدف إحداث أي نوع من التنازع والصراع بين الأتباع ومؤكداً في الوقت نفسه أن من أهداف الرسالات هو تحرير العقل ودعوته إلى مزيد من التفكر.

الفصل الثالث: جاء بعنوان "الشخصية النبوية روح إنسانية مرتبطة بالغيب" وقد تناول طبيعة العلاقة بين النبي وما يحمله من رسالة حيث أكد إلى أن النبوة ميثاق وتكليف بين الله وأنبيائه وليست مجرد منصب اجتماعي أو ديني. ونبه المؤلف إلى أهمية دراسة الشخصية النبوية في جانبها البشري وهي النقطة التي أولاها المرجع السيد محمد حسين فضل الله جُلَّ اهتمامه في دراسته لظاهرة النبوة من خلال تحليله للكثير من المواقف التي استعرضتها الآيات القرآنية أثناء سرد القصص النبوية.

الفصل الرابع: تحدث عن "حركية الدين في الواقع الإنساني" وتفرع الحديث إلى ثلاثة عناوين تفصيلية:

1- العلاقة بين العقل والإيمان العقائدي.

2- الدين ورعايته للمصلحة العامة.

3- رأي "السيد" في العلاقة مع الآخر من خلال النظرة القرآنية.

الفصل الخامس: تناول موضوع "أخلاقيات المعارضين للدعوة" وتكذيب الأنبياء كظاهرة تاريخية والأسس التي انطلق فيها المعارضون للأنبياء وكيف واجه الأنبياء معارضيهم والأخلاقيات التي اعتمدوها في أدائهم والدروس المهمة التي يمكن للحركة الإسلامية المعاصرة الاستفادة منها لمواجهة الحركات والتنظيمات التي تقف في موقف العداء من الحركات الإسلامية.

وفي القسم الأخير من الكتاب استعرض المؤلف منهج السيد فضل الله في ترسيخ القيم ونبذ الخرافة من خلال دراسة حركة الدعوة النبوية ومن أهم النقاط التي أشار إليها:

1- التاريخ الرسالي مصدر لحركة الوعي.

2- الواقعية في دراسة التاريخ الرسالي.

3- تقديم الرسالة على الرسول.

4- استنطاق التاريخ بما يخدم العمل الإسلامي المعاصر.

5- الانطلاق من الواقعة إلى آفاق أرحب.

6- الأصالة في التأسيس للحركة الإسلامية المعاصرة.

7- توضيح العلاقة بين العقل والإيمان.

8- بيان العلاقة بين القيادة والقاعدة المؤمنة.

ومن خلال هذه النقاط يمكن القول أن الكاتب والمؤلف الأستاذ حسين منصور محمد الشيخ (وهو المختص بالتأريخ والتوثيق والدراسات المنهجية) قد نجح في أن يتعاطى مع المشروع القرآني الذي أرساه السيد فضل الله من منظور جديد له علاقة بالمنهجيات التاريخية وأساليب العمل الحركية وأن يتوصل إلى رواية متكاملة حول ما اسماه "حركية التاريخ الرسالية في فكر السيد فضل الله" وهذه المنهجية تتقارب مع الرؤية التي حاول إرساءها المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر تحت عنوان "التفسير الموضوعي للقرآن" والتي تضمنت منهجية فكرية واجتماعية متكاملة لتفسير السنن التاريخية.

ونحن اليوم بأمس الحاجة لفهم هذه المنهجيات من أجل دراسة ما يجري في وطننا العربي من تطورات وثورات ومن أجل أن نحسن التعامل مع المتغيرات الحاصلة سواء في العالم العربي والإسلامي أو على الصعيد الدولي.

  

السابق
البناء: شبيبةُ سوريا حماةُ الديار
التالي
ما لم يقله أدونيس عن سوريا والدين