السفير: رفـع أكـبـر عـلـم ســوري حـمـايـة للـوحـدة الأسـد: سـنخرج مـن الأزمـة أكثـر قـوة وتلاحمـاً

عبر الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تلقى أمس دعماً من سلطنة عُمان، عن «ثقته بقدرة السوريين على الخروج من هذه الأزمة أقوى وأكثر تلاحماً»، فيما نجحت حملة مدنية محلية في جمع مئات الآلاف من السوريين وسط دمشق لرفع أكبر علم سوري تمت «خياطته» تأييداً للأسد وتحية للجيش السوري، حيث غطى العلم، الذي تم صنعه على مدى أسابيع شارع المزة بالكامل، وصولا إلى ساحة الأمويين.
في هذا الوقت، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في العاصمة الكازاخية الأستانة، أن «ما تقوم به السلطات السورية ليس موجهاً ضد المتظاهرين المسالمين، بل إنها تكافح ضد المحرّضين والعناصر المسلحة». وقال «من المهم عدم محاولة تصوير الوضع كأن قوى الأمن والقوات المسلحة السورية تعمل ضد المتظاهرين حصراً. ذلك أن هناك الكثير من المحرّضين المسلحين. وأنا أعتقد أنه ليس هناك دولة في العالم يمكنها أن تتسامح أمام محاولات تنظيم عصيان مسلح مباشر».
وأضاف «تنشط في سوريا
مجموعة كبيرة من العناصر المسلحة الذين استولوا على عدد من المراكز السكانية»، موضحاً أن «قوات الجيش والأمن السورية تنفذ الآن مهمة تحريرها».
وأكد «ثبات الموقف الروسي إزاء الوضع في سوريا، بما في ذلك رفض تأييد مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن الدولي بإدانة نظام الأسد». وأشار إلى أن «روسيا تدعو بإلحاح إلى وقف العنف في سوريا وتطبيق برنامج الإصلاحات فيها»، وحث «المعارضة على المشاركة في الحوار حول الوفاق الوطني».
وفي أنقرة، التقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان نائب الرئيس السوري العماد حسن توركماني ومساعد وزير الخارجية عبد الفتاح عمورة، لمدة ثلاث ساعات، من دون صدور بيان رسمي. وقالت مصادر تركية إن «المباحثات ركزت على التطورات في سوريا وعمليات النزوح الجماعي التي تصاعدت كثيرا باتجاه الحدود التركية، إضافة إلى العلاقات بين البلدين، والتي شابتها في الفترة الأخيرة اتهامات سورية لتركيا بتغيير مواقفها ودعم المحتجين». وأضافت أن «أردوغان كرر الموقف التركي المطالب بوقف العنف ضد المتظاهرين، وإعلان جدول زمني لتنفيذ الإصلاحات في سوريا».
ولدى وصوله إلى أنقرة، قال توركماني «تركيا دولة صديقة. سألتقي أردوغان. سنتحدث عن علاقات الصداقة بين تركيا وسوريا». وأضاف «مواطنونا هنا في تركيا ضيوف لفترة وجيزة. سيعودون قريبا. أعددنا كل شيء لهم وبدأوا في العودة».
وكرر وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو، خلال جولة في إقليم هاتاي الذي نصبت فيه خيام لإيواء النازحين، التأكيد بأن بلاده لن تغلق حدودها أمام اللاجئين السوريين. وحذر من أن «تصعيد العنف في سوريا قد يجبر المزيد من السوريين على مغادرة بلادهم»، موضحا أنه «لا يمكن تفادي ذلك إلا إذا لبّت الحكومة السورية مطالب شعبها».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال زيارة للأوروغواي، «ما زلت قلقاً جداً إزاء الوضع في سوريا». وأضاف «مرة جديدة، أحث الرئيس السوري الأسد وسلطاته على حماية شعبهم واحترام حقوقه والإصغاء إلى مطالبه وتطلعاته وتحدياته وتوفير الظروف لعودة اللاجئين وتطبيق إصلاحات الآن قبل فوات الأوان».
وذكرت «سانا» أن الأسد تسلم رسالة من السلطان قابوس بن سعيد «تتعلق بآخر تطورات الأوضاع في المنطقة وخاصة في اليمن وليبيا» نقلها وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي.
وأشارت «سانا» إلى أن الحديث دار خلال اللقاء بين الأسد وبن علوي، بحضور وزير الخارجية السوري وليد المعلم، «حول الأوضاع في سوريا، حيث وضع الأسد وزير خارجية سلطنة عُمان بصورة ما تقوم به التنظيمات المسلحة من عمليات قتل وترهيب واستهداف لأمن سوريا ومواطنيها». وعبر الأسد «عن ثقته بقدرة السوريين على الخروج من هذه الأزمة أقوى وأكثر تلاحماً».
وأطلع الأسد وزير خارجية عُمان على جملة الإصلاحات الجارية في سوريا، حيث أعرب الوزير العماني عن دعم بلاده الكامل لهذه الإصلاحات ووقوفها إلى جانب سوريا ضد محاولات استهداف استقرارها وترويع شعبها.
وعلى صعيد آخر، تجمع مئات الآلاف على طول شارع المزة الذي يمتد بطول ثلاثة كيلومترات، كما في ساحة الأمويين المركزية، ورفعوا علم سوريا على طول الشارع تقريبا، والذي قال منظمون إنه كان بطول 2300 متر وعرض 18 مترا.
وبدأت الفعالية الساعة الثانية عشرة ظهرا بترديد النشيد الوطني السوري، ثم تبعتها دقيقة صمت «على أرواح الشهداء من مدنيين وعسكريين»، ليلي ذلك ترديد الهتافات حتى الساعة الخامسة مساء تأييدا للأسد. وهتف المجتمعون «الشعب يريد بشار الأسد»، و«ما بنخاف وأنت أسدنا»، و«سوريا الله حاميها»، و«منحبك».
ووفقا للناشط غياث تفنكجي، وهو من منظمي للحملة، فإن الغرض من اختيار طول 2300 متر هو الإسقاط على عدد سكان سوريا البالغ 23 مليون نسمة. ويقول إن 8 آلاف شاب وشابة حملوا العلم في شارع المزة، فيما تجمع أضعافهم على طرفي الطريق من الجانبين.
من جهته، قال المسؤول الإعلامي للحملة ربيع ديبة إن «هذا العمل هو باسم أبناء الشعب السوري بجميع أطيافه وشرائحه، وتعبير عن اللحمة الوطنية، ورفض محاولات التدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية»، مشيرا إلى أن تكلفة العلم وصلت إلى ما يزيد على مليون ليرة، جاءت كلها من خلال تبرعات الشباب السوري من جميع المحافظات وكانت للمغتربين السوريين بصمة مهمة على هذا الحدث، موضحا أن القيمة العينية للتبرعات بدأت من 50 ليرة وازدادت حسب إمكانية كل شخص.
وعنونت الحملة شعارها على صفحة خاصة على «الفيسبوك» بـ«ارفع معنا أكبر علم سوري». وقالت تالا، التي لبست قميصا أبيض طبعت عليه صورة الأسد لـ«السفير»، إن مشاركتها جاءت للتأكيد أن «سوريا محصنة بشعبها وقيادتها معا». وأضافت زميلة لها، ظللت قبعة بألوان العلم السوري عينيها، «كلنا مع الرئيس والجيش ومن يراهن على انقسامنا فسيخسر».
وتعلو الأصوات بين منطقة وأخرى على طريق المزة الطويل، وتتراوح الشعارات بين تلك التقليدية من قبيل «بالروح بالدم نفديك يا بشار» وأخرى اشتهرت على لسان المحتجين ولكن مع تعديل من قبل «الشعب يريد بشار الأسد». وكان لافتا ضآلة الحضور الأمني، فيما انتشرت الشرطة لتسيير المرور بعد انقطاع السير في أحد شرايين العاصمة.
من جهة أخرى، أغلقت أغلبية المتاجر والمحال الخاصة في مركز مدينة حماه أبوابها، وفق ما قالت مصادر في المدينة. وقال سكان محليون لـ«السفير» إن مناشير ليلية وزعت في المدينة أمس الأول تطالب الناس «بعدم فتح محالهم، مهددة بحرقها إن فعلوا»، وأن الأغلبية استجابت. وقال موظف في أحد المصارف الخاصة إنهم اضطروا للإغلاق في ساعات الصباح الأولى بعدما هاجمهم محتجون و«تحدوهم بالاستمرار في العمل».
وتأتي الدعوة للإضراب استجابة لتحريض من شيخ مقيم في الخارج «ردا على عملية جسر الشغور وشهيد دوما» وفق ما قالت المصادر، والأخير تبين أنه طفل يدعى حمزة بلله وقتل في حادث سيارة الأسبوع الماضي في دوما، وفق ما أعلن والده عبد الله على التلفزيون السوري مطالبا «بعدم المتاجرة بدم ابنه».
ميدانياً
ونقلت «سانا» عن مصادر عسكرية قولها انه «تم اكتشاف مقبرة جماعية جديدة تضم جثثا لشهداء قوى الأمن والشرطة الذين قتلتهم التنظيمات الإرهابية المسلحة في جسر الشغور».
وقال مراسل الوكالة في إدلب إنه «عُثر على سبع جثث في منطقة نهر الأبيض في جسر الشغور، أخرجت من مقبرة جماعية»، مشيراً إلى أن «الجثث كانت مقطعة الأوصال، ولم يكن هناك أي جثة كاملة حيث مثلت التنظيمات المسلحة بالجثث وقطعت أوصالها وجمعتها في مكب النفايات في المنطقة بعد أن كانت مرمية من قبل التنظيمات المسلحة في نهر الأبيض».
وأفاد المراسل أن «حوالى 5 آلاف مواطن من أهالي جسر الشغور عادوا اليوم (أمس) إلى منازلهم، وما زالت الطرق تعج بالعائدين استجابة للنداء الذي وجهه مجلس الوزراء»، مشيراً إلى أن «الأهالي حيوا الجيش الذي أعاد لهم الأمان واستنكروا الأفعال الإجرامية التي شاهدوها بأم العين من قبل المخربين المسلحين ومحاولاتهم ترويع الأهالي ليهربوا إلى مناطق أخرى». وأكد مراسل «اسوشييتد برس» أن عائلات سورية عادت إلى مدينة جسر الشغور.
وقالت مصادر رسمية إن «القوى الأمنية بمؤازرة من الجيش تقوم بعملية أمنية دقيقة في منطقة معرة النعمان على الطريق الدولي بين مدينتي حلب وحمص، وذلك بعد أن شهدت المدينة اضطرابات هي الأخرى، تصاحبت مع إغلاق الطريق وإطلاق نار على العابرين».
ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن مدير الإدارة السياسية بالجيش السوري اللواء رياض حداد قوله إن الدبابات التي تحيط بمدينة معرة النعمان لم تدخلها «حتى الآن». وأكد أن وحدات من الجيش تحيط بمدينة البوكمال على الحدود مع العراق «لحماية الحدود».
ونفى حداد الشائعات عن ان قوات خاصة، يقودها ماهر الاسد، متورطة في العمليات. وشدد على ان القوات الامنية «متماسكة، وتقوم بجميع العمليات المنوطة بها». وأضاف «لا انشقاق في الجيش السوري. انه متماسك، ولديه تفويض لإنهاء هذه الاحداث الاليمة التي تمر سوريا فيها». واتهم «مسلحين بتخويف الناس من أجل الفرار من سوريا».
وكان (ا ف ب، رويترز، ا ب) رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قد قال إن «قوات عسكرية تتجه نحو معرة النعمان. وتأتي من مدينتي حلب وحماه». وقال شهود عيان إن «قوات الأمن تحول دون مغادرة السكان محافظة ادلب»، وأضافوا انهم «يطلقون النار على من يحاول تفادي نقاط التفتيش العسكرية».
وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية طاهر العدوان ان «سوريا فتحت جزئيا حدودها باتجاه الرمثا اليوم (امس) وذلك اعتبارا من الساعة السادسة صباحا وحتى الساعة السادسة مساء». ولم يوضح العدوان ما اذا كان هذه الفتح سيستمر خلال الايام المقبلة.
واتهم مكتب حقوق الانسان التابع للامم المتحدة قوات الامن السورية بقمع المحتجين بوحشية من خلال عمليات الاعدام والاعتقالات الجماعية والتعذيب. وقال في بيان «التقارير الاكثر فضحا تتعلق باستخدام الذخيرة الحية ضد المدنيين العزل بما في ذلك من قناصة على اسطح المباني العامة ونشر الدبابات في مناطق كثيفة السكان من المدنيين».  

السابق
ما لم يقله أدونيس عن سوريا والدين
التالي
النهار: ميقـاتي في السرايا وسط عاصفة 14 آذار وتحذير أميركي من “عواقب” الإخلال بالالتزامات