حرب: حكومة تنكيل وخلق فتن وعرض عضلات وزرع الحقد في الإدارة

 أعلن الوزير السابق بطرس حرب في تصريح اليوم، تعليقا على تشكيل الحكومة أنه "لم يفاجأ بالحكومة الجديدة، فقد كان منتظرا تشكيلها منذ أربعة أشهر ونصف الشهر، مرت البلاد خلالها في ظروف دفعت اللبنانيين إلى حال من القلق، لا سيما اقتصاديا وحياتيا، ما دفع للقول ان الحكومة السيئة أفضل من اللاحكومة، في ظل الشلل في الادارات والمرافق، وفي الحقيقة جاء تشكيل الحكومة مدهشا بسوئها، وإن كان توقعنا ان تكون سيئة، الا اننا لم نكن نتوقع ان تكون بهذا السوء ولهذه الدرجة، فقد توقعنا ان يفرضها "حزب الله"، لكن لو لم تتدخل سوريا وتوعز الى حلفائها لما كانت تشكلت الحكومة، فخفض العماد ميشال عون شروطه من 11 وزيرا بينهم 10 بحقائب ثم تنازل من 10 وزراء، 9 منهم بحقائب الى 8، وهنا يبدو الضغط السوري الذي حسم الموضوع".

أضاف: "لو لم يكن هناك تدخل سوري لدى الحلفاء اللبنانيين لما كانت هذه الصيغة بتنازل الرئيس نبيه بري عن مركز شيعي في الحكومة لصالح السنة من أجل حل مشكلة الرئيس نجيب ميقاتي ليستطيع تشكيل الحكومة. إذا، هناك حاجة سورية – إيرانية لتشكيل هذه الحكومة في لبنان لأن سوريا بلغت حالتها الناجمة عن مواجهة النظام السوري لشعبه درجة مقلقة جدا تستدعي وجود حكومة في لبنان لحمايته ومؤازرته في مواجهة المجتمع الدولي، وكأن لبنان هو آلة تستعمل لمصلحة سوريا في مواجهة الآخرين، أو لكأن لبنان لا تكفيه مشاكله من قضية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مرورا بالقرارات الدولية وصولا الى السلاح المتفشي في الداخل والذي أضحى عنصرا ضاغطا على الحياة السياسية وفي موضوع تشكيل الحكومات والانقلابات عليها أيضا، من دون الإضطرار الى إظهار السلاح، إذ تكفي مسيرة بالثياب السود لتكون رسالة واضحة تترجم بالسلاح الذي حالما يظهر من تحت السترات او من السيارات المواكبة للتظاهرة او المسيرة، ولنا في ذلك براهين، وكأن لبنان ينقصه المزيد من المشاكل، فأضافوا على مشاكله مشكلة جديدة لحماية الأنظمة الأخرى هي هذه الحكومة، وهو ما يجعله في نظر المجتمع الدولي دولة مارقة خارجة على القانون الدولي، وما قد يعرض اللبنانيين لأبشع الأخطار".

وتابع: "بقطع النظر عن بعض الوزراء – على المستوى الشخصي – الذين ضمتهم الحكومة وهم أشخاص محترمون وتربطنا بهم أطيب العلاقات، إلا أنها ضمت أشخاصا لا أسوأ منهم، وتجربتنا وتجربة اللبنانيين معهم دلت على الفساد والتعنت والإستفراد والتنكيل وممارسة السياسات الضيقة التي لا تلتقي إطلاقا مع مفهوم الحياة المشتركة والوحدة الوطنية في لبنان".

ورأى أن "هذه الحكومة آتية لممارسة سياسة التنكيل بنا، وللدلالة، لم يكن ينقص المشهد ان تكون البارحة صورة تذكارية مع العماد ميشال عون "رئيس الجمهورية بالفعل" قبل أن تلتقط للحكومة الصورة التذكارية مع رئيس الوزراء. فالعماد عون استبق الصورة التذكارية الرسمية بصورة له مع وزرائه. وخلاصة القول ان القوى السياسية سمحت للنتيجة ان تبلغ هذا الحد وتجعل من اللبنانيين أسرى اللعبة السياسية القذرة التي تدمر صورة لبنان".

ولاحظ حرب انه" لولا موافقة رئيس الجمهورية على الحكومة وتوقيعه مرسومها لما كانت صدرت المراسيم ولا كانت تشكلت، ومن الطبيعي أن يرى رئيس الجمهورية الجانب الإيجابي من الحكومة، بعدما كان في حالة انعدام وزن بالمطلق في صلاحياته قبل تشكيلها، ومع ذلك فإن الحالة السيئة مع هذه الحكومة تبقى أفضل من الحال الأسوأ من دونها، بالنسبة الى رئيس الجمهورية، إلا أنني لا أشارك فخامة الرئيس هذه النظرة، ولو لم تتدخل سوريا بشكل حاسم لما تشكلت الحكومة، وإني أسأل لماذا لم يتصل برئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب للتهنئة إلا دولتان هما سوريا وإيران؟ ولماذا لم يتصل المسؤولون في هاتين الدولتين برئيس الحكومة بالذات لتهنئته؟.

واعتبر حرب ان "الحكومة حكومة تنكيل وخلق فتن وعرض عضلات وزرع الحقد في الإدارة، ما يحول مستقبل الإدارة الى أسوأ مما هو، خصوصا إذا عينوا في الإدارة من يفكروا بهم من الأشخاص".
 

السابق
عرب وضارطه!
التالي
سليمان حدد خطوط مسودة البيان الوزاري قبل التئام لجنة صياغته غداً