النهار: المعيار الدولي للبيان الوزاري: المحكمة والقرار 1701 والمستقبل يُطلق المعارضة ضد حكومة حزب الله

 مواقف بري وميقاتي و"حزب الله" وعون تحدد العناوين

* البيان الأسبوعي لـ 14 آذار اليوم سيكون عالي اللهجة

غداة تأليف الحكومة الميقاتية الثانية وعشية التقاط صورتها التذكارية في قصر بعبدا وشروعها في ورشة اعداد بيانها الوزاري، أبرزت مواقف دولية وداخلية حجم الترقب لسلوك هذه الحكومة التي صنفتها المعارضة الداخلية وليدة النفوذ السوري وقدرة "حزب الله" وللاتجاهات التي ستسلكها في ثلاثة عناوين رئيسية: المحكمة الخاصة بلبنان، القرار 1701 وبقية القرارات الدولية ذات الصلة، وطريقة ممارسة السلطة في مواجهة المعارضة التي كانت منذ العام 2005 أكثرية حاكمة. فيما قالت مصادر ديبلوماسية لـ"النهار" إن "التأثير الخارجي في ولادة الحكومة كان أساسيا وهو سيكون كذلك في تحديد مسارها ومصيرها".

الحكومة

والرئيس نجيب ميقاتي الذي ابتعد عن لبنان أمس الى مكة لأداء مناسك العمرة، سيتوسط في العاشرة صباح اليوم مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري اعضاء الحكومة الجديدة في صورة تذكارية، في الباحة الخارجية لقصر بعبدا، ستليها الجلسة الاولى لمجلس الوزراء التي ستتضمن كلمتين توجيهيتين لسليمان وميقاتي وتأليف لجنة صياغة البيان الوزاري التي ستضم ممثلين لمختلف كتل الاكثرية الجديدة، على ان تباشر عملها إما في اليوم ذاته وإما غدا على أبعد تقدير، مع ممارسة ميقاتي مهماته في السرايا.

البيان الوزاري

وعلمت "النهار" من مصادر مواكبة للحكومة ان رئيس مجلس الوزراء خلال اتصالاته مع المراجع الدولية عبّر عن اتجاهات عامة ستذهب الى البيان الوزاري أبرزها التزام الفقرة في بيان حكومة الرئيس سعد الحريري التي تتحدث عن سلاح "حزب الله" ضمن معادلة ثلاثية "الشعب والجيش والمقاومة" والتزام القرارات الدولية وعدم الغاء البروتوكول الموقع بين لبنان والمحكمة الخاصة تفاديا لوضع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي، في انتظار صدور القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ليبنى على الشيء مقتضاه.
وأبلغ الرئيس بري "النهار" ردا على سؤال عما اذا كانت ثمة مشكلة في البيان الوزاري: "لا أعتقد ان هناك مشكلة في اعداد البيان. البلد في حاجة الى عمل وانقاذ، وهذا الامر أهم من أي شيء آخر. يجب ألا يستغرق اعداد البيان مدة طويلة ولكن لا أريد تحديد موعد اصداره".
وأفاد "حزب الله" بلسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم ان الحكومة "ستسير في بيانها الوزاري (…) غير خاضعة للاملاءات الاميركية – الاسرائيلية، ومؤكدة متانة تمثيلها الشعبي وتمسكها بثلاثي القوة الجيش والشعب والمقاومة".
أما رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، فقال: "ملتزمون القرارات الدولية (…) ونحترم القرار 1701. وبالنسبة الى المحكمة سننتظر أولا كيف ستصلنا قراراتها".

"المستقبل"

أما طليعة المواقف التي ستتخذها المعارضة، فقد عبّر عنها أمس بيان صادر عن كتلة "المستقبل" اعتبر الحكومة التي أعلنها الرئيس ميقاتي "حكومة الثامن من آذار وحكومة "حزب الله" والكيد السياسي".
واتهم ميقاتي بأنه "اختار خط خدمة حزب سلاح الأمر الواقع والقوة العسكرية ونفوذ القصمان السود". وتعهد اعتماد "المعارضة الديموقراطية السلمية المسؤولة والشاملة من أجل حماية لبنان ودستوره ومواطنيه ومصالحه العليا وحماية النظام الديموقراطي بكل مكوناته وحماية الحريات واحترام الآخر".
وعلمت "النهار" أن مناقشات الكتلة التي سبقت إصدار البيان الذي وصف بأنه "البيان رقم واحد في المعارضة" تركزت على الكيدية والثأرية اللتين يمكن أن تلجأ اليهما الحكومة الجديدة. ورأت ان مسارعة الرئيس السوري بشار الأسد الى التهنئة بولادة الحكومة بعدما حمل رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ما يشبه "كلمة السر" كان بمثابة قرار اقليمي لولادة حكومة "حزب الله". وستكون هناك مثابرة على طلب أجوبة من الرئيس ميقاتي كانت طلبت منه عند تكليفه وهي تتعلق بالمحكمة والقرارات الدولية والثوابت الوطنية. وخلصت الى أن الهجوم على جسر الشغور في سوريا يماثل الهجوم على تشكيل الحكومة في لبنان واصفاً الحدث بأنه يرتقي الى مصاف أعمال "الشبيحة".

مكاري

وصرح نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بأن الرئيس سليمان "كان يجب أن يتصل بالرئيس السوري ويهنئه بحكومة سوريا في لبنان (…)".

14 آذار

وعلمت "النهار" ان الاتصالات بين كل قوى 14 آذار باتت مفتوحة منذ اعلان تأليف الحكومة، وأن البيان الأسبوعي لقوى 14 آذار اليوم سيكون عالي اللهجة، ويصوّب على "حزب الله" والوضع في سوريا من زاوية ربطهما بالحكومة الجديدة.
وسيعلن البيان انتقال قوى 14 آذار الى معارضة الحكومة ويؤكد مواجهتها بكل الوسائل السلمية والديموقراطية.

المواقف الدولية

وأصدر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون بياناً وصف فيه تأليف الحكومة بأنه "خطوة مهمة على طريق اقامة حكومة فاعلة وتنفيذية في لبنان". وتوقع أن تؤكد هذه الحكومة مجدداً "التزامها التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 وكل التزامات لبنان الدولية".
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إنه ينبغي أن تواصل الحكومة "احترام تعهدات لبنان والتزاماته الدولية وخصوصاً في ما يتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان".
وشددت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كاثرين أشتون على "أن الاتحاد الأوروبي يتوقع من الحكومة الجديدة ان تفي بالتزامات لبنان الدولية بما في ذلك القرار 1701 والمحكمة الخاصة".
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش بأن موسكو "تأمل في أن تعمل السلطة التنفيذية في لبنان بشكل فعال لمصلحة جميع اللبنانيين على اساس التعاون بين القوى السياسية الرئيسية في البلاد ودون أي تدخل خارجي".

ايران

وقد هنأ نائب الرئيس الايراني محمد رضا زحيمي في اتصال هاتفي، الرئيس ميقاتي بتأليف الحكومة الجديدة، مؤكداً رغبة الجمهورية الاسلامية في "البقاء الى جانب لبنان واستعدادها لتطبيق الاتفاقات الثنائية".
كما هنأ وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي الشعب اللبناني "الأبي والمقاوم" بتأليف الحكومة، واصفاً ذلك بأنه "نجاح وانتصار قيم للشعب والبلد الشقيق والصديق لبنان (…) وتحقيق الاقتدار الوطني أمام اعتداءات الكيان الصهيوني".

السابق
حملات تشجير مجانية.. وأصحاب المشاتل يسألون عن إنتاجهم
التالي
اعتكاف مدير مستشفى بنت جبيل الحكومي