مروان شربل:الأمن لن يكون بالتوافق

"لم نستوعِب بعد ما جرى"، هكذا عبّرت مايا، ابنة العميد المتقاعد في قوى الأمن الداخلي مروان شربل عن فرحتها، إثر سماع خبر تعيين والدها وزيرا للداخلية والبلديات.

تقول مايا عندما سمعت الخبر، بدأت بالصراخ". وتضيف: "على رغم اننا منذ شهر في اجواء ذلك، الاّ اننا تعودنا في لبنان ان ننام على شيء ونصحو على شيء آخر". وتأمل ،بما انّ والدها من السلك العسكري، "في أن يكون في استطاعته ان يفعل شيئا، واذا اكمل مثلما عرفوه، ان يُجَلّس البلد بمساعدة الرئيس والجنرال".

ليست مايا وحدها سعيدة، تقول والدتها ليندا إنّها ما تزال تعاني "أثر صدمة الخبر المُفرح"، مضيفة "بَقي الشك موجودا إلى آخر لحظة"، مشيرة الى "انّ اسمه كقائد للدرك قد طرح عام 2001، الا انّ الامور لم تسِر على ما يرام لأسباب سياسية".

ولا تنكر ليندا أنّ زوجها "عسكري حتى في المنزل"، فـ "العسكري لا يستطيع ان يكون مدنيا في بيته"، وتضيف "تعوّدت على تطبيق القانون". وتصفه بأنّه من "الضباط القبضايات".

امّا ابنه سامر، فيقول: "لوالدي تاريخ في قوى الامن الداخلي. والقدر قرّر مكافأته"، مبديا ثقته بنجاح والده، مستعيدا تجربته في حسم عمليّة "بنك أوف أميركا" في أوائل

سبعينيّات القرن العشرين.

بدورها، تؤكد مي ادونيس العكرة شقيقة شربل "انّ مروان هو الرجل المناسب في المكان المناسب". وتقول "عندما سمعت الخبر، توجهت الى صورة لوالدتي التي توفيت منذ ستة اشهر وحملتها، وتحدثت اليها قائلة "شفتي يا ماما كنتي تقولي لمروان إلاّ ما ربنا يعطيك حَقك، يا ماما تحقق يَلّي كنت تقوليه".

إبتسامة لم تقتصر على أفراد عائلة شربل، وتقول إحدى السيدات" لقد أسّس مروان فوج الفهود، وسبق له أن تولّى غرفة الشكاوى في انتخابات العام 2005. وترأس غرفة العمليّات

في انتخابات العام 2009 ".

وكان بين الحاضرين سارة زوجة عضو تكتل "التغيير والاصلاح" ألان عون، فهي قريبة ليندا. وقد وافاها زوجها لاحقا، الا انّه امتنع عن الكلام، مؤكدا انّ الزيارة "عائلية محض".

وبعد دقائق، وصل الوزير شربل الى منزله في الحازمية، فاستقبلته العائلة والأقارب وعدد كبير من الأصدقاء بالزغاريد، وباقات الورد.

وحده رامي ابنه الأصغر لم يظهر إلاّ حين جاء والده، وانصرف في ما بعد لمتابعة تحضيراته للامتحانات.

رحّب الوزير بـ "الجمهورية"، وطلبت اليه السيدات الموجودات صورة خاصة، فتوجه اليهم قائلا :"قَرّبوا مني، ليقولوا النسوان بيحبّوه". وأضاف انه فور سماع خبر توزيره زار القديس مار شربل "فهذا نذر عَلي"، ليعود بعدها الى زيارة والديه في جبيل. ويقول: "كنت متأكدا 90 في المئة من توزيري، الاّ انّه كما تعلمون لا شيء ثابت".

ويعزو شربل فضل وصوله الى وزارة الداخلية الى ثقة الناس به. ووعد بـ "تطبيق القانون بحذافيره، وإعادة بناء مؤسسة قوى الامن الداخلي التي تعرّضت لنكسة. ففي الشق الامني، اول شيء سأقوم به هو تطبيق القانون، بدءا من عائلتي. حتى ابني سامر لن يحصل على ترخيص "فيميه" لسيارته، وعليه ألاّ يتجاوز السرعة المسموحة".

واكّد شربل الذي تربطه صداقة قديمة برئيس الجمهورية ميشال سليمان، انّ "الامن لن يكون بالتوافق، على رغم كوني شخصية توافقية، وانّ القانون سيطبق في كل المناطق، وليس في بيروت فقط".

وردا على سؤال عن انّ نصفه محسوب على عون والنصف الآخر على سليمان، قال: "الجميع يحبونني، وعلاقتي بالرئيس سليمان تعود الى ستينيات القرن العشرين، وله فضل كبير في تسميتي". واضاف: "انا لن اكون محسوبا على الجنرال او الرئيس"، موضحا "انا مش مربوط لحدا، بس للقانون، ومن دعمني هم اركان الدولة، وهم مع تطبيق القانون". ويتابع "أمضيت 40 سنة خدمة في الدرك، كان الزعران يأتون ويخدمون معي".

ولا يخشى شربل من تسَلّم حقيبة الداخلية "مع انّ من يتسلم هذه الحقيبة هو كمَن يسير وسط حقل الألغام" ، مبديا استعداده لتفكيكها، مضيفا: "في وجود هذه الالغام، ستكون هناك لذة في العمل".

السابق
الاخبار: بري ينقذ الأكثريّّة “من كيسه” وواشنطن تحذر من العنف والثأر
التالي
اللواء: ميقاتي يشرب الكأس المرّة: لا مراجعة للمحكمة بلا إجماع ودعم عربي