فتفت: اشكالية كبيرة معها سيتجلى في المجلس النيابي

 وصف عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت، في حديث الى اذاعة "صوت لبنان-الحرية والكرامة"، "الحكومة الجديدة بحكومة المواجهة واللون الواحد".
وقال "المهم ليس عدد الوزراء من الشمال بل المهم ان تعمل الحكومة،العدد لا يأتي بالخير بل الموقف السياسي يأتي بالخير".

اضاف: "بالنهاية هذه الحكومة حكومة اللون الواحد ومسيطر عليها من حزب الله والتيار الوطني الحر من خلال سيطرتهم على اهم الحقائب".

ورأى انه "على الرغم من أن هناك اشكالية سياسية كبيرة بين افرقاء هذه الحكومة انفسهم، إلا أن هذه الحكومة حكومة مواجهة وحكومة اللون الواحد"، مشيرا الى "وجود اشكالية كبيرة مع هذه الحكومة سيتجلى في المجلس النيابي وعلى الساحة اللبنانية".

الى ذلك، رأى فتفت، في حديث الى محطة "الجديد"، أن "التوقيت ملائم لسوريا لتتألف حكومة مساندة لها في لبنان"، معتبرا أنها "حكومة مجابهة محليا، وانها حاجة اقليمية أكثر منها لبنانية، إذ كان يمكن أن تتألف في كانون الثاني المنصرم، لكن لم يكن هناك ضوء أخضر سوري – إقليمي حينها".

وأوضح أن "رهاننا لم يكن على عدم مقدرة فريق "8 آذار" على تشكيل الحكومة، بل انها لن تولد قبل حصولهم على الضوء الاخضر وهذا ما حصل. وهذا الامر كان واضحا من خلال إلحاح الرئيس بشار الاسد على تشكيل الحكومة اللبنانية".

وقال: "الدليل على ذلك أنه منذ استقبال الاسد للنائب وليد جنبلاط الواضح بتوجهه، بدأت الامور تتسارع، وأعلنت الحكومة بتنازلات كبيرة من الحليف الاول لسوريا في لبنان الرئيس نبيه بري، الذي ضحى ليس فقط بوزير شيعي بل بأهم وانجح وزير (محمد جواد خليفة) ليرضي "حزب الله" بعدما نشرت أقواله عبر "ويكيليكس"، وهذه التضحيات لما حصلت لو لم يكن هناك طلب واصرار سوريان".

أضاف: "هذه التنازلات لمصلحة من كان يصر على تشكيل نوع كهذا من الحكومات"، معتبرا أن "عملية تناتش سياسية وتداخل في الصلاحيات ستحصل بين التركيبة الوزارية الجديدة"، مؤكدا أن "هذه ليست حكومة الطرف الواحد بل حكومة الحزب الواحد، فقد أصبح النائب ميشال عون و"حزب الله" حزبا واحدا في نهجهما السياسي، وبالكاد أعطوا رئيس الجمهورية وزراء".

وتابع: "هذه الحكومة فيها اكثرية كاسحة ترفض رفضا باتا المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وأول مواجهة لها هي المحكمة، والثانية كيفية تعاملها مع القرار 1701. أما المواجهة الكبرى فهي مواقفها في مجلس الامن من قضايا المنطقة، وكيف ستتعاطى بالشأن السوري، ومواجهة الموضوع الداخلي الامني والاقتصادي والسلاح".

أعلن "امكان تشكيل حكومة ظل للمراقبة – من قبل فريق "14 آذار"، وهي عبارة عن تركيبة حكومية موازية للحكومة، ويكون كل شخص مسؤول عن ملف معين، وستراعي التمثيل الطائفي"، معتبرا أن "وجود حكومة ظل رسالة لنقوم بمعارضة بناءة وشرسة، وهذه الحكومة ستوحد المعارضة".

الى ذلك، سأل فتفت "لماذا يحق للوزير سليمان فرنجيه بوزارة سيادية بينما لا ينطبق هذا الامر على النائب طلال ارسلان، علما أن للاثنين تكتلا نيابيا مؤلفا من 4 نواب"، مشيرا الى "إمكان وجود قرار بعدم مراضاة الاخير".

وأوضح أنه لم يتم اقصاء "التيار الوطني الحر" في العام 2005"، مذكرا بأن "المفاوضات استمرت معه حتى اللحظة الاخيرة، بالتالي فإن انسحاب التيار من الحكومة كان بسبب الاختلاف على المقاعد الحكومية".

ورأى "أن هناك فريقا يقصي حلفاءه قبل خصومه"، موضحا "أن فريق "14 آذار" لم يقص نفسه عن الاشتراك في العمل الحكومي، ف"تيار المستقبل" وحزب "الكتائب" كانا قد اعلنا مواقفهما بكل صراحة لكن ميقاتي لم يرد حتى علينا".

ولفت الى "أن اتصال الرئيس السوري بالرئيس ميشال سليمان للتهنئة بتشكيل الحكومة يؤكد أن الضوء الاخضر للتشكيل جاء من دمشق، في المقابل تلقي ميقاتي اتصال تهنئة من الجانب الايراني يدل على تقاسم الادوار في اللعبة السياسية بين طهران ودمشق".

ورد فتفت على كلام عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب سيمون ابي رميا الذي ذكر بأن النائب ميشال عون أمضى 15 عاما في المنفى، فقال: "هناك في "14 آذار" من بقي 11 عاما في السجن، اضافة الى المقاومة التي خاضتها تلك القوى على الارض في الوقت الذي كان البعض يجوب في شوارع باريس".

أما ما يحكى عن اغراق البلد بالديون وتحميل فريق واحد مسؤولية هذا الدين، فذكر فتفت ب"أن كل قرش تم صرفه كان بموافقة مجلس النواب الذي يرأسه بري الذي لم ينف هذا الامر على الاطلاق".

أضاف: "ان فريقنا السياسي يفتخر بسياسته الاقتصادية التي سمحت للبنان بتجاوز الازمات الاقتصادية التي طرأت على الساحة العالمية"، موضحا أن "سياسية الفريق الآخر الاقتصادية أدت الى انهيار اقتصادي لا مثيل له".

وإذ رأى "أن التنازل عن مقعد شيعي لمصلحة طرابلس يؤكد حجم "تيار المستقبل" وقوته في طرابلس والشمال"، أشار الى "أن الفريق الآخر تخلى عن بيروت والبقاع ليجبه "تيار المستقبل" في الشمال"، معتبرا "أن المناتشات ستحصل تحديدا بين وزراء طرابلس الجدد إذ لا يمكن لائحة واحدة أن تضمهم في الانتخابات النيابية المقبلة".

وأبدى انزعاجه من الطريقة التي اتبعها بري في التوزير لكونها ستؤدي الى تكريس أمور تخل بالتركيبة المذهبية اللبنانية في المستقبل". وقال: "لم يعد في استطاعة الفريق الآخر الادعاء بأن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة لم تكن ميثاقية".

وختم: "إن الكلام على خفوت وهج "تيار المستقبل" في طرابلس لمجرد وجود 4 وزراء من هذه المدينة (غير محسوبين على التيار) مناف للحقيقة"، مذكرا ب"أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري زادت شعبيته بنسبة عالية بعد خروجه من الحكم عام 2000". 

السابق
فيصل كرامي: موقف بري الوطني الكبير ليس غريبا
التالي
سعيد لـ “المركزية”: عون ونصرالله ابــرز الرابحين