الداعوق خلفاً لمتري: هل يكون الإعلام “عريضي”؟

وكأنّ قلبه كان دليله بأنّ الأيام ستحمله يوما ما الى وزارة الإعلام، اختار وليد الداعوق قبل سنوات أن يكون مكتب محاماته على بعد خطوة واحدة فقط من مبنى الوزارة في شارع الحمرا، لذلك فإنّ المحامي البيروتي لن يكون بحاجة الى كثير من الوقت والجهد لنقل حاجياته من مكان عمله الحالي الى مكان عمله الجديد، لكنه على الأرجح سيحتاج الى هذا الجهد وهذا الوقت لمحاولة تحقيق إنجاز ما في الوزارة التي تعاقب عليها أكثر من عشر وزراء منذ اتّفاق الطائف من دون ان يتركوا بصمة تذكر.

في الشكل، لعلّ اكثر ما يلعب لمصلحة المحامي المتمرّس في المهنة منذ عقدين ونصف العقد انّه يأتي خلفا لطارق متري الأكاديمي الذي افقدته تلاوة البيانات الوزارية جزءاً كبيراً من رصيده، بينما يملك الداعوق ملكة الوقوف على المنبر وجذب الأنظار، ما قد يعني انّه، وبعد اكتسابه لبعض الخبرة السياسية، قد يكون مرشّحاً لا لمحو تجربة متري فحسب، بل حتى لمحو تجربة غازي العريضي.

لكنّ الداعوق، بحسب ما يقول ليس معنيّا كثيرا بالشكليّات، بل جلّ همّه حين يأتي يوم تنتهي فيه تجربته الوزارية ان تتقدّم اعماله الحسنة على طلّته الحسنة في ذاكرة الناس.

"هناك يكمن التحدّي الأساس" يقول الداعوق "فأمامي مجموعة من التحدّيات الصعبة".

أولى هذه التحدّيات قد تكون اعادة الحياة الى تلفزيون لبنان الذي اصبح يتذيّل، ومن دون منازع، ذيل الترتيب في نسبة المشاهدة، وثانيها العمل على إنشاء نقابة للصحافيين تحميهم من غضب المواطنين ونرفزة السياسيّين.

لا يدّعي الرجل انّه يحمل تصوّراً واضحاً ونهائياً لخطة عمله، لكنه يبدو متحمّساً لبلورة هذا التصوّر في اسرع وقت

يستفيد الداعوق من توافد الصحافيّين عليه ليسألهم عن

حاجاتهم واحتياجاتهم.

يعد بأنه سيكون الوزير "الوسطي" في علاقته معهم وبأنّه لن يفضّل صحيفة على أخرى، ولن يجيّر تسريبة لنشرة أخبار على حساب أخرى.

لا ينكر الرجل انّ الرئيس المكلف هو من اختاره لهذا المنصب، لكنّه يقول إنه جاء ليكون وزيراً لكلّ اللبنانيين وإنه كما في الإعلام كذلك في السياسة، سيكون على مسافة واحدة من الجميع، سواء داخل الحكومة او خارجها.

ولأنّ تيّار المستقبل هو أبرز مَن هم خارج الحكومة العتيدة، يصبح السؤال لزاماً عن العلاقة بين الوزير العتيد ورئيس الحكومة السابق.

"أكنّ احتراماً كبيراً للرئيس الشهيد رفيق الحريري" يؤكّد الداعوق "فقد كنت عضوا في مجلس الإنماء والإعمار خلال ترؤسه للحكومة، وكانت تجربة العمل معه رائعة". "أمّا سعد فلا يوجد معرفة عميقة بيني وبينه، لكني آمل بذلك" يستدرك الوزير، فالكلام- خصوصاً امام الاعلام- حمّال أوجه، ووزير الاعلام لا يريد لكلامه إلّا ان يحمل وجهاً واحدا، هو الوجه الحسن.

السابق
حكومة لون واحد، باهت… وخطر!
التالي
الاخبار: بري ينقذ الأكثريّّة “من كيسه” وواشنطن تحذر من العنف والثأر