صور والتعـدي علـى الأمـلاك العامـة

تتواصل في منطقة صور موجة التعديات على الأملاك العامة واستباحة المشاعات. وشهد اليومان الماضيان سلسلة من عمليات الكرّ والفرّ، بين بعض البلديات والقوى الأمنية من جهة والمخالفين من جهة ثانية.

وفيما لم تنفذ «اللجنة الأمنية – السياسية» التي عقدت اجتماعها في صور قبل شهرين، بحضور ممثلين عن قوى الأمن الداخلي، والجيش، والقضاء، و»حركة أمل»، و»حزب الله»، أيا من قراراتها المتعلقة بإزالة المخالفات، تركت البلديات وحيدة، تحاول منع استباحة ما تبقى من أملاكها العامة، التي يتعدى البناء فيها إيواء العائلات الفقيرة، لتشمل موجة التعدي بناء المحال التجارية والشقق السكنية، كما هي الحال في بعض الأماكن المحيطة بمدينة صور.

ففي بلدة العباسية، التي تمتلك مساحات واسعة من المشاعات، تستمر أعمال التعدي، لا سيما في المنطقة الفاصلة بين الشبريحا وحرش العباسية (العزية) في ظل غياب الإجراءات الأمنية والقرارات السياسية الحاسمة. وبلدية العباسية التي «تهتز» نتيجة عدم قدرتها على منع التعديات، وحتى مؤازرتها، لجأت إلى دعوة أبناء البلدة للتحرك ووقف التعديات، التي لا تقتصر على إنشاء منازل على البيوت القائمة أصلا، فتتعداها إلى قضم أراض إضافية، وإنشاء أبنية جديدة عليها. وذكرت مصادر البلدية أن فريقا منها، وعدداً من الاهالي، بحضور دورية من قوى الأمن الداخلي، توجهت إلى منطقة التعديات. وعملت جرافات تابعة لها إلى طمر الحفر المجهزة لقواعد البناء، بينما تحدثت مصادر أخرى عن معاودة أعمال البناء.

ويوضح نائب رئيس البلدية إبراهيم فردون أن «البلدية تسعى جاهدة للحفاظ على الثروة المتمثلة بالمشاعات التابعة لها، والتي تشكل مساحة خضراء، ومنها حرش الصنوبر الذي تشتهر فيه البلدة». وقال: «إن سلطة البلدية، التي لا تمتلك سوى عدد من عناصر الشرطة، غير قـادرة بشكل فعّال على وقف التعديات، في ظل عدم حزم القوى الأمنية المسؤولة عن الملف».

وفي بلدة قانا في قضاء صور، حصلت أمس الأول مواجهة بين الأهالي وقوة من قوى الأمن الداخلي، تقدر بحوالي خمسين عنصرا، كانت تستعد لوقف مخالفات البناء على الأملاك العامة في منطقة الخشنة. وعمد المخالفون وعدد من الأهالي المحتجين إلى إشعال إطارات السيارات، ووضع العواق أمام القوى الأمنية، التي عادت أدراجها إلى مخفر قانا.

السابق
إلى من يقارنون البحرين بسوريا
التالي
البناء: الأسبوع الحالي سيشهد ولادة الحكومة . .إلا إذا