سيِّد قُطْب كتاباً لآمال الخُزَامي

"سيِّد قُطْب (في ظلال صاحب الظِّلال).

هذا هو عنوان الدراسة الجديدة للباحثة المصريّة آمال محمد الخزامي إبراهيم، الباحثة في الفكر الإسلامي والصراع العربي الصهيوني. ودراستها هذه (الصادرة في ط.أولى 2010) هي حلقة في "سلسلة أعلام الفكر والإصلاح في العالم الإسلامي" التي يُصدرها "مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي" في بيروت.

وقد صُدّرت هذه الدراسة بكلمة المركز الذي جاء فيها "إن سيّد قُطْب هو واحد من الأعلام الذين قالوا في مجال الفكر الإسلامي الكثير مما يجدر التوقّف عنده والتأمّل في مضامينه ومآلاته، فقد كَتَبَ الرجل في التفسير والأدب والسياسة… وخاض كثيراً من الميادين التي يمكن بحقّ نِسبة التأسيس فيها إليه".

كما وتقول الخزامي في مقدمتها لهذه الدراسة: "يقدّم هذا الكتاب سيِّد قُطْب الإنسان، وكيف أثَّرت في نشأته ظروفه الاجتماعية وأيضاً الظروف السياسيّة والاقتصادية التي مرَّت بها مصر وما تركته من بصماتٍ على فكره". وتضيف الخزامي: "قُطْب إبن نشأته، وكذا ابن الحقبة التاريخية المعاشة، لذا تأثَّر فكره تارةً بنشأته، وتارة بالمرحلة التي عاشها. فلقد عاش قُطْب تجربة غنيّة بالتحوّلات، بدأت في قريته، وتنوَّعت في القاهرة، لكنها تغيّرت في الولايات المتحدة، وزادت حدَّةً في المعتقل، وانتهت بالإعدام.

"في خضمّ هذه التحوّلات والتغيّرات نَمَتْ شخصيّته وتفاعلت واتخذت مواقفها.
كما لا يمكن إغفال أثر السّيرة الذاتيّة لسيِّد قُطْب على تشكيل أفكاره وتوجيهها، منذ ولادته ونشأته الأولى في صعيد مصر، وتأثير عائلته، والأحداث التي عاشها في طفولته على شخصيّته وتفكيره".
وتتمنَّى الباحثة أن يكون هذا العمل (الكتاب) أضاف شيئاً إلى جانب ما سطّره الكثيرون في فكر سيِّد قُطْب، هذا الفكر الذي يطرحه هذا الكتاب "للنقاش والأخذ والردّ"، مدافعاً عنه من خلال استعراضه له ولآثاره الممتدة، وذلك في الـ محاولة للوصول إلى فكر رجلٍ أثَّر على أجيالٍ وربّما سيستمرّ تأثيره على أجيالٍ لاحقة".

من هنا فقد توزّعت مادة هذا الكتاب، وإضافة إلى كلمة المركز ومقدمة الباحثة – على تسعة فصول، تلتها خاتمة. يوثِّق الفصل الأول لمحطات حياة قُطْب، ويدور الفصل الثاني حول سيّد قطب وبيئته الأولى، ويتمحور الثالث حول سيّد قطب الشاعر والقاص والناقد الأدبي، ويعرّفنا الرابع على قُطْب والإصلاح الاجتماعي، ويتناول الخامس علاقة قُطْب مع الأخوان المسلمين، ويقدّم السادس سيّد قطب في ظلال الاعتقال والمصادر الفكرية الجديدة، ويتعرض السابع تفاصيل قضيّة إعدام قطب و"ثماراً من دمائه" تلك التي أنتجها إعدامه. ويصور الثامن قطب بين العدالة الاجتماعية ومعالم الطريق ويضمّ الفصل التاسع بيبلوغرافيا سيّد قطب وما كُتب عنه، من دراسات وأبحاث ومقالات، وقصائد، فضلاً عن رسائل جامعيّة ناقشت فكره، ومنهجه، وبعضاً من كُتُبه.

السابق
بشرتك رونقك … حافظي عليها
التالي
قاووق:المقاومة عنوان قوة لبنان