ماذا ينتظر السياسيون ليتحركوا قبل انفجار البركان عندنا؟

 يقول أحد المخضرمين السياسيين الذي يتابع التطورات اللبنانية والعربية من خارج دائرة السلطة ويستطيع أن يتكلَّم متحرراً من أعباء الإرتباط السياسي:
لا أعرف ماذا ينتظر المعنيون في لبنان لتشكيل حكومتهم؟
ماذا سيفعلون لو ان النيران العربية وصلت إلى عقر دارهم، فعندها ماذا سيفعلون؟
هل يقفون متفرجين على النيران تلتهم بلدهم؟

يضع هذا المخضرم خارطة العالم العربي أمامه ويقول:
منطقتنا أشبه بحقل براكين ما إنْ يخمد واحدٌ منها حتى ينفجر آخر، ولبنان الواقع في قلب هذه المنطقة إما انه يخشى بركانه وإما انه يخشى الحِمم المنبعثة من البراكين المجاورة.
ولعل أكثر البراكين تحركاً هو البركان السوري خصوصاً ان الدول المحيطة به لها أدوارها وحضورها في كل ما يجري، فالأحداث في سوريا إقتربت من أن تطوي شهرها الثالث، ففي اليوم الأول لإندلاعها لم يكن أحدٌ يتصوَّر انها ستستغرق كل هذه المدة، لكن الأبواب المشرَّعة جعلت سوريا في مواجهة كل الإحتمالات:

فالأحداث التي اندلعت في محافظة درعا، شهدت توسعاً بسبب أن المحافظة هي على الحدود مع الأردن، والمناطق الحدودية متداخلة، هذا ما جعل العامل الاردني مؤثراً في شكل أو في آخر في ما شهدته تلك المحافظة.
ومن درعا إلى أدلب، فكما الحدود مع الاردن كان لها تأثير كبير على تطور الأوضاع في سوريا، جاءت أحداث أدلب، لقربها من الحدود مع تركيا، لتُعطي بُعداً إضافياً للأحداث فيها. فتركيا قضية كبيرة بالنسبة إلى سوريا، والحركة التي تقوم بها بدأت تُشكِّل صراعاً خفياً بين عاصمة الأمويين وبين عاصمة السلطنة العثمانية، إذا المعركة على التاريخ وعلى الحاضر وربما على المستقبل، فمنذ اندلاع الأحداث في سوريا كانت الأنظار موجهة إلى تركيا:
كيف ستتصرَّف؟
ماذا ستكون عليه ردة فعلها؟
في البداية لعبت أنقرة دور الحليف لسوريا، لكن حين وجدت أن التطورات بدأت تأخذ منحى دراماتيكياً إنتقلت إلى الوسط ثم كان التحوُّل الكبير باستضافتها مؤتمراً للمعارضة السورية، وهذا التطور لم تشهده أي دولة عربية.
هذا في الجانب السياسي والديبلوماسي، أما في الجانب الميداني، إذا صحَّ التعبير، فإن الأحداث التي شهدتها أدلب، ما كانت لتأخذ كل هذا البعد وهذا العمق لو لم تكن على الحدود مع تركيا.

أين لبنان؟
وأين السياسيون اللبنانيون من كل ما يجري على حدودهم؟
لعل ما يدعو إلى الدهشة وإلى الحزن والأسى انه وفيما الزلازل والبراكين تتحرك من حولنا، نجد أنفسنا نغط في مراوحة شبه قاتلة وفي عجز لم يسبق أن شهدنا مثيلاً له، فهل يستفيق السياسيون قبل انفجار البركان عندنا؟ 

السابق
سقوط التفاهم أمام عقدة التصلّب
التالي
وهبي: الاكثرية الجديدة تريد قضم صلاحيات رئاستي الجمهورية والحكومة