النهار: التأليف ينتقل إلى عقدة سنية – أرسلانية

 اليوم الأول، بعد الدفع الايجابي من دمشق في اتجاه تأليف الحكومة الميقاتية التي بدأت مسيرة قيامتها منذ 25 كانون الثاني الماضي، حفل بالاتصالات بين الاكثرية الجديدة ولكن من دون الانتهاء الى ضوء أخضر حاسم يجعل التأليف حقيقة على الارض. وعليه تأكد أن الولادة، اذا ما سارت الامور وفق ما تشتهي سفن التأليف، لن تكون قبل الاسبوع المقبل، كما توقعت "النهار" أمس.

بعبدا
ولم يشهد قصر بعبدا أمس اي لقاء ذي علاقة بتأليف الحكومة، ولا يزال رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ينتظر أن يأتيه رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي بتشكيلته ليبدي رأيه فيها، وليضيف اليها أسماء الوزراء العائدين اليه، فيتم الاتفاق عليها قبل طباعة مراسيمها واعلانها وفقا للأصول الدستورية. وعلمت "النهار" ان الرئيس سليمان أبلغ الخليلين عند زيارتهما له اول من أمس، أنه لن يعطي أسماء قبل عرض التشكيلة النهائية عليه.
وفهم من مصادر مواكبة لعملية التأليف ان جميع الاطراف قد سلموا بهذا الحق العائد الى رئيس الجمهورية. كما فهم ان المشكلة باتت في مكان آخر، وهي تتعلق بالوزير السني السادس العائد الى سنّة الأكثرية الجديدة، كما برفض النائب طلال أرسلان وزارة الدولة وتمسكه بالحصول على حقيبة لم تعد موجودة بعدما وزعت كل الحقائب على الاطراف الآخرين.
وتحدثت مصادر عن نيات جدية لدى الجميع لتسهيل عملية التأليف، عبّر عنها "حزب الله" بمشاركة الحاج وفيق صفا، الذي يعتبر ممثلا للأمين العام للحزب، في اللقاء الليلي أول من أمس عند النائب العماد ميشال عون، والدفع الذي يعطى للاتصالات المفتوحة على كل الخطوط دفعة واحدة.

ميقاتي
وعلى خط فردان، علم ان الخليلين زارا رئيس الوزراء المكلف بعد ظهر أمس وعوض تسليم اللائحة النهائية للأسماء، لانزالها على الحقائب الموزعة بين الاطراف، برزت اشكالية الوزير السني السادس، والتباين الحاصل في شأن توزير فيصل عمر كرامي بين الرئيس ميقاتي و"حزب الله". فبينما يتمسك الحزب بتوزير فيصل كرامي، وثمة معلومات تشير الى انه سبق للحزب ان وعد الرئيس عمر كرامي بتوزير نجله، يبدي رئيس الوزراء المكلف حرصا على العلاقة الودية والايجابية مع الرئيس كرامي ونجله فيصل، إلا أن له مقاربة مختلفة لعملية توزير الاخير انطلاقا من مبدأ مراعاة حليفه أحمد كرامي وعدم التخلي عنه.
وعلمت "النهار" أن الخليلين اللذين تشاورا مع الرئيس ميقاتي في الحلول الممكنة لهذه الإشكالية، غادرا فردان على أساس أن يعودا بالجواب الممكن بعد التشاور مع القيادات. كما أن البحث تناول عقدة رفض النائب أرسلان وزارة الدولة، وإمكان البحث معه في حل معيّن، بعدما تمّ توزيع كل الحقائب، وبعدما تقدّم البحث الى إنزال الأسماء على الحقائب الموزّعة، وبعدما أخذ النائب وليد جنبلاط حصته حقيبتين للوزيرين غازي العريضي ووائل أبو فاعور.
ولم تكتم أوساط الرئيس ميقاتي، التي تتكتّم على سير المشاورات الجارية، استغرابها للمغالاة والتسرع في التفاؤل بقرب ولادة الحكومة وتحديد مواعيد لإعلان التشكيلة، معتبرة ذلك في غير محله على رغم من تأكيدها أن الأجواء إيجابية، لكن الأمر يحتاج الى مزيد من التشاور في عدد من النقاط التي لا تزال قيد البحث، كما قالت. ورأت أن كل تسرّع في إعلان مواعيد للتشكيلة الحكومية هو من باب التشويش أو الضغط على رئيس الوزراء المكلّف.

عون
وأفادت مصادر رفيعة في تكتل "التغيير والاصلاح" الذي يرأسه النائب عون، أن هذا التكتل قدم "تنازلات مطلوبة لتأليف الحكومة وأوجدنا الحل للوزير الماروني السادس الذي يقرّب أكثر العلاقة مع رئيس الجمهورية".

ارسلان
وأكد الحزب الديموقراطي اللبناني في بيان له مساء أمس "التزامه المطلق لما حدده رئيس الحزب الأمير طلال ارسلان في خصوص تشكيل الحكومة العتيدة لجهة رفضه القاطع والنهائي غير القابل للنقاش للعروض التي تطرح عليه للمشاركة من خلال وزارة دولة، ناهيك بتحفظه الشديد عن الضبابية التي تغلف موقف المعنيين من موضوع التمييز العنصري الذي يصيب العديد من الطوائف وتحديداً طائفة الموحدين الدروز والروم الكاثوليك والأرمن الارثوذكس والأرمن الكاثوليك والعلويين وسائر الطوائف المشرقية العريقة، والذي يتجلى في نكران أهليتها لتسلم أي حقيبة وزارية ذات صلة مباشرة بالأمن القومي للدولة اللبنانية، خلافاً لما كان معتمداً على مدى عشرات السنين من عمر الاستقلال اللبناني".
 

السابق
حل أمني يقوض الحل السياسي
التالي
السفير: «العقدة»: الماروني أم السني السادس؟