اللواء: الخليلان في بعبدا لإسترضاء سليمان … وميقاتي يبعد النحاس عن الإتصالات

هل تصدر مراسيم الحكومة الميقاتية من 30 وزيراً، بعد ظهر اليوم او خلال 24 ساعة وبعد خمسة اشهر ونصف على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي؟
هذا السؤال، فرض نفسه على طاولة المتابعة جدياً، في ضوء ايفاد المعاونين النائب علي حسن خليل والحاج حسين الخليل على وجه السرعة الى بعبدا في ما يشبه حركة مكوكية من اجل انهاء آخر النقاط العالقة والوقوف على خاطر الرئيس ميشال سليمان، في ما يتعلق بالوزراء المسيحيين الثلاثة من حصته، ضمن توجه يؤكد على الدور الايجابي للرئيس سليمان الذي كانت اوساطه نقلت نهاراً استياءً عارماً مما وصفته <استفزاز> الرئاسة الاولى من الاملاءات العونية على رئيس الدولة.

وجاءت زيارة المعاونين الى بعبدا، في ضوء معلومات جنبلاطية نقلها الوزير وائل ابو فاعور الى رئيس الجمهورية مكلفاً من رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط الذي كانت له محطة غنية بالدلالات في زيارة الى دمشق التقى خلالها الرئيس بشار الاسد، كأول شخصية لبنانية بارزة تلتقيه منذ اندلاع الاحداث الدامية في سوريا، تفيد ان القيادة السورية تقدر موقف رئيس الجمهورية، وليس في وارد اي طرف اضعاف موقع الرئاسة الاولى او تهميش دور الرئيس وموقعه المحوري في تأليف الحكومة.

وقال مصدر مطلع لـ<اللواء> ليلاً انه اذا كان المعاونان الخليلان عادا بأجواء تفاهمية من بعبدا، فإن كل المسائل العالقة تكون قد انتهت ولم يبقَ سوى اصدار المراسيم.

ولأن الوقت من ذهب، ودائماً حسب المصدر، فإن تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد يصبح واجباً وطنياً على الجميع لطي صفحة والانتقال الى صفحة جديدة.

تذليل العقد تباعاً وكانت العقدة قد تذللت تباعاً في ساعات ما بعد لقاء الثمانية في ساحة النجمة الاربعاء الماضي.

1- نجح الرئيس ميقاتي في تحرير احدى الوزارتين من قبضة <الوزير المشاكس> شربل نحاس، فخرجت وزارة الاتصالات الى مرشح عوني آخر هو غابي ليون من زحلة، في حين أرتؤي اسناد إما وزارة الصناعة او العمل لنحاس.

2- احتفظ الرئيس ميقاتي بالوزارات السيادية وغير السيادية التي هي من حصة الطائفة السنية، لا سيما وزارة المال، معززاً قوته الطرابلسية بضم فيصل كرامي نجل الرئيس عمر كرامي الى الوزارة بحقيبة.

3- تنازل <حزب الله> عن واحد من وزيريه لمصلحة تمثيل الحزب السوري القومي الاجتماعي، ولاقاه الرئيس نبيه بري الى منتصف الطريق، وحدثت مبادلة، اذ اتفق ان يكون صبحي ياغي عميد الشباب والرياضة في الحزب القومي، وهو شيعي من بعلبك وزيراً للشباب والرياضة مكان الوزير علي عبد الله من حركة امل، على ان تسند اليها وزارة البيئة، سواء بقي الوزير عبد الله وزيراً او تولى الحقيبة النائب غازي زعيتر، في حين كانت راجت معلومات عن دخول النائب علي حسن خليل الى الحكومة الميقاتية بهذه الحقيبة او سواها، بينما احتفظ الوزير محمد جواد خليفة بحقيبة الصحة.

4 – وفي الشأن الشيعي أيضاً، تمنى الخليلان، حسب المعلومات، على الرئيس سليمان التساهل في موضوع وزير الدولة عدنان السيّد حسين الذي كان من حصته، على أن يبقى في الحكومة من الحصة الشيعية، فيما طرح الحزب مجموعة من الأسماء لتولي إحدى الحقائب العائدة إليه، من بينها نائب رئيس المجلس السياسي محمود قماطي او النائب حسن فضل الله، أو الاستاذ الجامعي طلال العتريسي، او وزير الزراعة الحالي حسين الحاج حسن، إذا كان الوزير من البقاع.

5 – أما درزياً، فبقي النائب جنبلاط اللاعب الأوّل، فحصته الدرزية انحصرت بالوزيرين الحاليين غازي العريضي للاشغال ووائل أبو فاعور للشؤون الاجتماعية، على أن يُقرّر النائب طلال أرسلان شخصياً بوزارة دولة أو يسندها إلى نسيبه مروان خير الدين.

6 – وبالنسبة إلى تكتل النائب ميشال عون، فقد احتفظ في التشكيلة بعشرة وزراء من بينهم وزيرا دولة، وكسب نصف عدد الوزراء الموارنة، واثنين من الأرمن، ووزيراً من كل من الروم الارثوذكس والكاثوليك، بالإضافة إلى وزير ماروني من حصة حليفه النائب سليمان فرنجية وهو سليم كرم الذي اسندت إليه وزارة دولة، واقتسم حقيبة الداخلية التي تولاها العميد المتقاعد مروان شربل بينه وبين الرئيس سليمان الذي كان له في التشكيلة الحكومية ثلاثة وزراء بمن فيهم الأخير.

واحتفظ عون كذلك بالحقائب التي كانت له في حكومة الرئيس سعد الحريري، وهي الطاقة لباسيل، والسياحة لفادي عبود، والصناعة لنظاريت صابونجيان، والاتصالات لغابي ليون، وأضاف إليها العدلية لنقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي.

التشكيلة جاهزة

وبحسب هذه التوقعات المستندة إلى مصادر مطلعة، تصبح التشكيلة الحكومية التي انتظرها اللبنانيون قرابة خمسة أشهر ونصف شهر من التكليف على النحو الاتي:

{ سنة:

– نجيب ميقاتي رئيساً.

– محمّد الصفدي وزير مالية.

– وليد الداعوق للاعلام.

– فيصل عمر كرامي تربية.

– باسم يموت أو محمّد قرعاوي.

– علاء الدين ترو (وزير دولة).

{ شيعة:

– محمّد جواد خليفة صحة.

– علي العبد الله أو غازي زعيتر (بيئة).

– علي الشامي أو ياسين جابر للخارجية.

– حسين الحاج حسن أو حسن فضل الله زراعة.

– صبحي ياغي شباب ورياضة. – عدنان السيّد حسين وزير دولة.

{ دروز:

– غازي العريضي أشغال – وائل أبو فاعور شؤون اجتماعية – طلال أرسلان أو مروان خير الدين وزير دولة { موارنة:

– جبران باسيل طاقة – شكيب قرطباوي عدلية – فادي عبود سياحة – مروان شربل داخلية – سليم كرم وزير دولة – وزير يسميه الرئيس سليمان { أرثوذكس: – نقولا نحاس نائب رئيس الحكومة – فايز غصن دفاع – سمير مقبل (من حصة رئيس الجمهورية) – مروان فاضل { كاثوليك:

– شربل نحاس عمل – غابي ليون اتصالات – نقولا فتوش (أو شخص آخر) { أرمن: نظاريت صابونجيان صناعة – وأرمني آخر تردد أنه مهندس اتصالات (وزارة دولة) اتصالات ميقاتي وجنبلاط وكانت الحركة على صعيد عملية تأليف الحكومة قد أخذت بعداً كثيفاً، زادها اندفاعاً الاجواء التي عاد بها النائب جنبلاط من دمشق ومعه الوزير العريضي، والتي عبّر عنها بيان رسمي سوري نقلته وكالة الانباء السورية (سانا) تضمن رغبة الرئيس الأسد في أن يتجاوز اللبنانيون خلافاتهم وأن يتم الإعلان عن تشكيل الحكومة اللبنانية قريباً لما فيه خير ومصلحة اللبنانيين وحماية استقرار لبنان.

وأوفد جنبلاط فور عودته إلى بيروت بالوزير العريضي للقاء الرئيس ميقاتي الذي كان زار الرئيس بري في عين التينة، والتقى هناك النائب خليل الذي كان عائداً من بعبدا، وجرت في هذه اللقاءات عرض لمجمل الاتصالات والمشاورات التي جرت أمس، سواء في بعبدا أو في دمشق، أو في فردان أو في الرابية، عبر موفدين بين ميقاتي وعون.

وتوقعت مصادر مطلعة أن يزور الرئيس ميقاتي قصر بعبدا اليوم أو مطلع الاسبوع المقبل حاملاً التشكيلة التي باتت شبه مكتملة، بحيث يضع الرئيس سليمان الأسماء التي يريدها من حصته في التشكيلة لإعلان مراسيمها، في حال بقيت الأجواء إيجابية ومتفائلة.

موقف بعبدا الا ان المصادر حذرت من الافراط في التفاؤل، مشيرة في هذا السياق الى ان الحظر الذي وضعه عون على ان يكون الوزير الماروني السادس من حصة الرئيس سليمان من خارج منطقتي كسروان وجبيل كان ما زال قائماً، اقله حتى الساعة السابعة مساء، الامر الذي رد عليه رئيس الجمهورية بإبداء تريثه حيال الاتصالات الجارية بانتظار التوزيع النهائي للحقائب والاسماء المتداولة.

واكدت مصادر بعبدا لـ <اللواء> رفض الرئيس سليمان لاي شروط مسبقة لاختياره لممثليه في الحكومة من اي جهة اتت، مشيرة الى ان الوزير السادس الماروني باق في ذهن الرئيس وحده فقط.

غير ان معلومات اشارت ليلا الى ان الرئيس سليمان أبلغ الخليلين اللذين زاراه بأنه لا يضع العصي في الدواليب، لكنه لا يرضي في الوقت نفسه الضغط عليه لاحراجه او تحميله مسؤولية اي تعثر للولادة الحكومية، علما ان الدستور يعطي رئيس الجمهورية الحق في رفض التوقيع على التشكيلة اذا كانت لديه اعتراضات على اي وزير فيها. لافتا النظر الى انه يسعى جاهدا لتسهيل الطريق امام الرئيس المكلف لكنه ذلك لا يكون بالتأكيد على حساب الدستور والمؤسسات.

اما مصادر الرئيس المكلف فقد اكدت من جهتها على العلاقة الايجابية مع الرئيس سليمان، مشيرة الى ان المعلومات التي وزعت حول ان كرة التأليف اصبحت في ملعب رئيس الجمهورية، هي محاولة لدق أسفين بينه وبين الرئيس ميقاتي، لافتة الى في هذا السياق الى الاتصال الهاتفي الطويل الذي جرى بينهما مساء امس الاول، وكان وديا وايجابيا.

واستغربت مصادر الرئيس ميقاتي وصف المعارضة للحكومة المقبلة بأنها حكومة اللون الواحد، مذكرة اصحاب هذا القول ان الرئيس ميقاتي انتظر فريق 14 آذار حوالى الشهرين من اجل المشاركة في الحكومة، واذا كان هذا الفريق قرر طوعا عدم المشاركة في الحكومة، فلا يجوز عندئذ القول بأنها حكومة اللون الواحد، خصوصا وانها ستواكب التحديات القائمة، وستعالج المشكلات الكثيرة التي يعاني منها البلد من المستويات كافة، لذلك ستكون الحكومة لكل اللبنانيين وليس لفريق دون آخر.

تسونامي التفاؤل في المقابل، علق سياسي بارز من قوى الوسط على تسونامي التفاؤل الاعلامي ليلة أمس بقرب تشكيل الحكومة بالقول إن هذه الموجة <تكتيكية وتهدف الى تحقيق نتائج سياسية أكثر مما تعكس واقع تقدم جدي في حلحلة العقد أمام عملية التأليف>.

وشرح هذا الوسطي وجهة نظره بأن <محور حزب الله – عون داخل الأكثرية الجديدة يشعر بأن كل يوم يمر من دون تأليف يسحب من رصيد الثنائي ويقوي الرئيس المكلف، وعليه إرتأى الثنائي الدفع بإتجاه أمرين: إما إنتزاع تأليف سريع بأثمان أقل مما سيدفعه بعد أسابيع أو أشهر، أو رفع مسؤولية فشل التأليف عن النائب عون ورمي الكرة في أحضان الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية على قاعدة أننا سهلنا لكم وانتم عاجزون عن إتخاذ قرار التأليف>.

وكشف المصدر السياسي الوسطي أن <رئيس الجمهورية رفض الدخول في مساومات على وزيريه في الحكومة المقبلة وأبلغ المعنيين بمفاوضته حولهما، لا سيما عون، بأن إنهوا التشكيلة من 28 إسماً وأنا أسقط عليها الإسمين المكملين بما أراه مناسباً>.

الى ذلك كشف مصدر سياسي أن علامات عدم الارتياح كانت بادية على وجه الرئيس المكلف في الجلسة التي ضمته وخمسة من أركان قوى الثامن من آذار في مجلس النواب أمس الأول.

السابق
البناء: رفضٌ روسيّ قاطع لمحاولات فرنسا وبريطانيا استصدارَ قرار ضدّ سورية من مجلس الأمن
التالي
الحياة: مشاورات تأليف الحكومة في مربّعها الأخير وولادتها تسبق الجلسة النيابية