أحمد قبلان: بات من غير المقبول البقاء في هذه الدائرة من الفراغ والشلل والتحلل في المؤسسات والإدارات لا بد ّ في الاسراع بتشكيل الحكومة

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة ومما قال فيها:

" لقد بات من غير المقبول البقاء في هذه الدائرة من الفراغ والشلل والتحلل في المؤسسات والإدارات. وما يجري في ظل هذا التراكم من النزاعات العبثية والانقسامات العمودية والأفقية مؤشر خطير جدا يفضحه حراك سياسي قاصر لم يتمكن حتى الآن من إحداث نقلة نوعية على مسار التأليف الحكومي".

وأكد أن "الاستمرار على هذا الحال من التباين في الرؤى والخيارات ينذر بأفدح العواقب، وقد يصل بنا إلى مرحلة الانتحار الجماعي وما يحصل الآن يدلل على أننا قاب قوسين أو أدنى من الدولة الفاشلة إذا ما استمر هذا النسق من التعاطي السياسي اللامسؤول حول قضايا أساسية ومصيرية في البلد، إذ لا يعقل أبدا أن يكون هناك قيادات سياسية لديها حس أدنى من المسؤولية الوطنية وتتعاطى بهذه الخفة في موضوع تأليف الحكومة".

وأشار إلى أن "المبررات والمطالبات والحصص والتوزيعات والموازين مهما كانت محقة تصبح بلا قيمة عندما يبدأ البلد بالسقوط. نحن الآن على المنحدر، الصيغة والكيان والحاضر والمستقبل والمصير كله أمام الامتحان الصعب والتحدي الكبير، هناك إعصار من التحولات والتغيرات يضرب المنطقة، فهل لبنان بمنأى؟ هل لبنان محصن؟ هل لبنان موحد؟ هل اللبنانيون متفقون ومتفاهمون ومتشاركون في مواجهة الرياح العاتية؟ أسئلة مطروحة، أين أجوبتها؟ أين الإجراءات والاحتياطات التي اتخذتموها يا ربان السفينة؟ البلد يغرق وأنتم غارقون في مشاريعكم الخاصة، لقمة العيش تسرق، وحقوق الناس تنهب، وأنتم تحاضرون في العفة، ألا من يخجل؟ ألا من يشعر بألآم الناس ووجع الناس وقلق الناس؟ فإلى متى المضي بهذه اللعبة، لعبة الانتحار الوطني؟ إلى متى الاستمرار في ممارسة الأنانية السياسية والطائفية والمذهبية في بلد اختبرت فيه كل الخيارات اللاوطنية وكانت الأثمان باهظة جدا".

ودعا الجميع إلى "وقف كل السجالات وكل التنظيرات وكل الاجتهادات التي لا تؤدي إلى شيء، بل من شأنها زيادة حال الانقسام، وحال الاحتقان والتشرذم، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى رص الصفوف وإعادة إحياء عمل المؤسسات وفي مقدمها مؤسسة مجلس الوزراء التي لم يعد جائزا ولا مقبولا من أي فريق كان في هذا البلد أن يرمي كرة تعثر التأليف في أي مرمى، خارجيا كان أم داخليا، لأن في ذلك تهربا من المسؤولية الوطنية، وإقرارا فاضحا بعدم قدرة اللبنانيين على إعادة بناء دولتهم وإدارة شؤون بلدهم".

وحذر من"التباطؤ والاختباء خلف حجج لم تعد تجد ما يبررها"، وطالب الأكثرية الجديدة "اتخاذ الخطوات العملية والسريعة من أجل قيام حكومة جديدة قادرة على حمل المسؤولية في إخراج البلد من دائرة الفوضى والفراغ، وتحول دون سقوطه في المنحدرات الخطرة، لاسيما في ظل هذه الظروف الإقليمية والدولية الضاغطة التي تستوجب من الجميع جهودا جبارة وتضحيات كبرى تمكننا من مواجهة ما يحضر لهذه المنطقة من خرائط جيوسياسية جديدة تكون في خدمة المشروع الأمريكي الصهيوني، وبالخصوص الشقيقة سوريا التي لا تزال تشكل العقبة الأساسية إذا لم نقل الوحيدة بوجه الأطماع الصهيونية، وذلك من خلال دعمها للقضية الفلسطينة، ووقوفها بقوة إلى جانب حركات المقاومة وما تتعرض له سوريا اليوم من ضغوط ومحاولات تطويق وتطويع لها يكشف بوضوح حجم الاستهدافات التآمرية وخطورتها على المنطقة ويؤكد أن المشروع الأميركي الصهيوني مستمر وقائم على قدم وساق، وأن عدم التصدي له ومواجهته بكافة الوسائل المشروعة والمتاحة ستكون له نتائج وخيمة ليس على سوريا فحسب، إنما على كل الدول العربية".

وختم" ننصح الزعماء والقادة العرب بالوقوف إلى جانب سوريا في هذه المحنة ونطالبهم بأن يكون لهم مواقف شجاعة وواضحة وحاسمة توقف هذا العدوان على سوريا وشعبها".

السابق
ابادي: كنا نعلن أن تأليف الحكومة في لبنان شأن لبناني ولكن نحن كجمهورية إسلامية ايرانية نأمل أن تتشكل الحكومة بأسرع وقت
التالي
ويليامز متوجها الى عمان