خليفة: كل ما يقوم به رئيس مجلس النواب هو عمل دستوري

 استقبل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال محمد رحال الذي قال بعد اللقاء: "ناقشنا الكثير من الأمور التي تخص الطائفة، وأبدى المفتي قلقه وخوفه من تأثير ما يحصل في المنطقة العربية على لبنان، وهو خائف أن تكون بداية الفتنة أي تغيير مقبل أو أي مطلب معين أو أي خطة من أي جهة معينة خارجية آتية الى لبنان، واعتبر أن ثمة دورا كبيرا لكل القوى السياسية في درء هذه الفتنة. وقد عول على دور القوى الامنية والجيش في حفظ الامن والسلام ومنع حصول أي تحركات من هذا القبيل في لبنان".

سئل: ما رأيك في كلام الرئيس نبيه بري أمس؟
أجاب: "مبدأ فصل السلطات رئيسي في نظامنا، فلا نستطيع، أكانت مصلحة حزبية أم فئوية أم غير ذلك، أن نخرج في وقت معين ونطالب بموضوع ونقول إن الدستور يسمح به، وفي مكان آخر نقول إنه لا يسمح. خلافنا ليس متعلقا بالبنود المطروحة في هذه الجلسة، بل بالعكس، نحن مصرون، ونرجوهم ليل نهار ويوميا، بما أنهم أصبحوا أكثرية نيابية أن يشكلوا حكومة ويديروا البلد. الهيئات الاقتصادية متخوفة، وسنصل الى مكان معين لنعلن إفلاسنا، الهيئات السياحية تقول ان الكثير من الفنادق والمنتجعات أصبح فيها الحجز تحت النصف في موسم نحن نعرف كم هو مردود السياحة على لبنان. نحن نطالب بحكومة تناقش أمور الناس وتساعدهم وتسير مؤسسات البلد والدولة. هم أصبحوا اكثرية نيابية؟ إذا هم اليوم مسؤولون تجاه أربعة ملايين لبناني عن تأليف هذه الحكومة".

أضاف: "منذ أربعة أشهر ونصف شهر نسمع بالتفاؤل الذي يقولون عنه، وقبل ذلك كان هناك تعطيل لهذه الحكومة، واستقالة، وقد أصبح واضحا أن هذا الأمر كان مدروسا ومخططا له، وقد اتخذ فيه قرار. إنهم يحاولون كل مرة أن يخرجوا بأزمة معينة أو بموضوع سياسي معين يفتعلون منه خلافا كي يبعدوا الانظار عن تشكيل الحكومة وعن مسؤوليتهم في الموضوع. لست أفهم كيف إن المسؤولية تقع علينا نحن؟"

خليفة

واستقبل قباني وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال محمد جواد خليفة الذي قال بعد اللقاء: "ناقشنا بعض الامور التي لها علاقة بالطابع الاجتماعي والصحي، وخصوصا في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية. الكل مجمع على أن الإسراع في تشكيل حكومة قد يكون المخرج السليم لإعادة تواصل المؤسسات وإطلاق العمل الرسمي في لبنان، وخصوصا في هذه الظروف، رغم الخلافات السياسية الداخلية التي يجب أن تبقى محصورة بالمفهوم السياسي ولا تتعداه الى أي مفهوم آخر ديني أو مذهبي. إن تشكيل الحكومة يؤمن الاستقرار والحماية لجميع الأطراف السياسيين، وكذلك لجميع المواطنين، ويجب أن يكون العمل في كل مؤسسة دستورية بحسب ما ينص عليه الدستور والطائف".

وأشار الى "أن الطائف جاء مكملا للمؤسسات، والتعثر في أي مؤسسة لأي ظرف لا يلغي عمل المؤسسات الأخرى، بل المطلوب الاستنهاض واستخدام أوسع الصلاحيات الدستورية فيها. ودولة الرئيس بري بالأمس لم يكن يطمح فقط إلى عقد جلسة، بينما الحكمة لديه هي الوفاق الوطني، والميثاق الوطني والدستور هما الأساس في عمل المؤسسات".

وأضاف: "هناك إجماع على أن ما يحصل في العالم العربي قد يكون مشروعا من حيث المطالب والإصلاحات، لكن هناك أصولا للاصلاح، وأفضل الإصلاحات أن كل دولة تصلح الأنظمة التي لديها من ضمن العمل المؤسساتي وبالحوار، لأن ما يحصل اليوم بشكل عام في العالم العربي يثير القلق، وخصوصا في سوريا، حيث يجب ألا يذهب اللبنانيون في تفسير بعض الأمور لتقوية فريق في مكان ما وإضعاف فريق في مكان آخر، علما أن لبنان هو المتضرر الأول والأخير من عدم الاستقرار في العالم العربي بشكل عام وفي سوريا بشكل خاص، لأن ما يربطه بسوريا من اتفاقات وحسن جوار وعلاقات ومواقف سابقة أساسي وضروري للمساهمة في الاستقرار في لبنان، لئلا ننجرف في مواقف آنية قد تحصل من وقت إلى آخر، وهناك حكمة كبيرة لدى سماحته في معالجة هذه الأمور".

وأكد "أن هناك تفاؤلا كبيرا بتشكيل الحكومة، ويجب أن نكون متفائلين لأن الفراغ الحكومي مضر".

وردا على سؤال عن انعقاد جلسة مجلس النواب قال: "كل ما يقوم به الرئيس بري هو عمل دستوري، وتغيب بعض النواب عن الجلسة ديموقراطي، لكن هناك أمورا ملحة تستدعي الحضور ويتم التصويت من النواب الكرام سلبا أو إيجابا من خلال مناقشة الأمور. لا أحد يلزم أحدا الحضور، لكن هناك مؤسسة مستقلة دستوريا التمثيل الموجود فيها يراعي كل النسيج اللبناني بمقتضى الطائف".

الضاهر

والتقى مفتي الجمهورية النائب خالد الضاهر الذي قال بعد اللقاء: "من يتحمل مسؤولية ما يجري اليوم في البلد من فراغ سياسي ومناورات وخروج على الدستور والأعراف، هو الفريق الذي أسقط حكومة الوحدة الوطنية وعطل الحوار بين اللبنانيين، الفريق الذي لا يمتلك الرؤية والمشروع لحكم البلد، أي قوى الأكثرية الجديدة وفريق 8 آذار".

ورأى "أن هناك طريقا واحدا لحفظ البلد والخروج من الوضع الراهن يتمثل بالتزام الدستور وتطبيقه قبل الحديث عن زيادة صلاحيات، لانه يبدو أن لا صلاحيات لرئيس الجمهورية ولا لرئيس الحكومة ولا للحكومة ولا حتى لمجلس النواب في ظل تعطيل كل المؤسسات، والمنطق الغالب هو منطق الضغط والإكراه والعزل والتهميش. فهل تبقى صلاحيات لأي رئاسة أو مسؤولية في ظل الأوضاع الراهنة؟ طبعا لا يبدو أن هناك صلاحيات لأي رئاسة أو مؤسسة، وفي هذه المناسبة أكد سماحة المفتي ضرورة التزام الدستور والثوابت الوطنية والإسلامية التي أعلنت في اللقاء الكبير في دار الفتوى".

وأضاف: "ليس أمامنا حل للمأزق إلا بمبادرات إيجابية للخروج من حال المراوحة والابتعاد عن الدستور والعودة الى الأصول والثوابت الوطنية التي أجمع عليها اللبنانيون، والمتمثلة بالدستور وتطبيقه".

سئل: هناك من يقول إن وجود الرئيس سعد الحريري في الخارج هو شكل من أشكال تعطيل الدستور وتعطيل تطبيق الأعمال؟
أجاب: "على الفريق الذي أسقط الحكومة أن يمتلك الرؤية والوضوح ويتبصر في شؤون البلاد، لأن تعطيل البلد له آثاره السلبية على كل اللبنانيين من كل الطوائف وعلى النظام اللبناني كدولة ومؤسسات، وهذا إضعاف لهيبة الدولة. وقد رأينا ممارسات، منها اعتداء على أملاك عامة، واعتداء على مؤسسات الدولة، أي اللعب بتوازنات البلد بين الفئات والطوائف والقوى، ومحاولات عزل اكبر فئة سياسية وكتلة نيابية هي كتلة المستقبل (36 نائبا)، و"تكتل لبنان أولا" وفئات أساسية في البلد. طبعا هذا الأمر سقط ولم يعد في استطاعة قوى 8 آذار أن تمارس هذا الانقلاب، والمفروض أن ترجع إلى الأصول والثوابت ومنطق الحق والدولة، لا أن يستمروا في الهروب إلى الأمام في ظل ظروف محلية وإقليمية تستوجب منا تحمل المسؤولية والعودة الى المنطق الإيجابي الصحيح والبعد عن كل ما يؤذي اللبنانيين والنظام والاستقرار والمؤسسات في هذا البلد".

والتقى المفتي وفدا يمثل رئيس المجلس الإسلامي العلوي أسدي عاصي، ضم عضو الهيئة التنفيذية في المجلس جلال علي أسعد ومدير مكتب رئيس المجلس أحمد عاصي، وسلم الوفد الى قباني رسالة من رئيس المجلس تتضمن رغبته في الانضمام إلى القمة الإسلامية الدائمة والتواصل الدائم.

كذلك استقبل وفدا من "كاريتاس" برئاسة سيمون فضول، وتم البحث في الشؤون الاجتماعية والخيرية وتعزيز التعاون بين دار الفتوى ومؤسسة "كاريتاس".

وأجرى اتصالا بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي مهنئا بالعيد 150 لتأسيس قوى الأمن. وأشاد مفتي الجمهورية "بالدور الوطني الذي تقوم به مؤسسة قوى الأمن الداخلي قيادة وضباطا وأفرادا في تعزيز الأمن والسلامة والاستقرار" 

السابق
الجميل: التشكيل في حلقة مفرغـة الأكثرية تعلن إفلاسها أو تنفذ مهمة
التالي
ربيع الثورات العربية يتجه الى واقع تاريخي مغاير