العريس الاحتياطي!

وسط الطبل والزمر و«اتمخطري يا حلوة يا زينة».. و«يا ليلة بيضا».. و«قيدوا الشموع».. و«أحبه مهما أشوف منه».. و«يا عوازل فلفلوا»–اقتربت من والد العريس وهمست في أذنه: يا أخي، عاوز أقول لك كلمتين.
– ضروري دلوقت؟
– إذا لم أقل لك فسوف أنفجر.
– وتعمل لنا حريقة وتفركش الزفة؟!
– أيوه..
قلت له: تسمعني للآخر؟
– حاضر.
– قال صلى الله عليه وسلم: دخلت النار امرأة في هرة.. لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.. وحديث آخر يقول: غفر الله لرجل قدم شرابا لكلب عطشان.. وعمر بن الخطاب رأى رجلا يسحب ماعزا من ساقها لكي يذبحها.. فقال له: قدها إلى الموت قودا جميلا!!
– يعني إيه؟
– أيوه.. أقول لك يعني إيه.. ولا بلاش.
– يا راجل، أنت واخدنا بعيدا عن الناس لكي تقول لي: بلاش!
قلت له: بصراحة، أنا معترض على هذا الزواج من أوله لآخره.. يا راجل.. يا محترم.. يا متعلم في مصر وفي أميركا، كيف توافق على زواج ابنتك الصغيرة الحلوة برجل في مثل سنك! ومستعجل جدا على إنهاء الفرح وسفرها إلى الخارج. أعطها فرصة تبكي.. أعطها فرصة لكي تودع الدنيا قبل رحيلها.. أنت قفلت عليها الباب والشباك ومنعتها من السفر ومن الحياة المناسبة لشابة مثلها.. وبعد ذلك تلقي بها إلى الهاوية!
– وبعدين؟
– تقولها هكذا ببرود شديد كأنك لم ترتكب جريمة.. وكأن ضميرك قد مات وشبع موتا.
– يا أخي، أنت لم تعطني فرصة لكي أقول لك.. إنها لم تختر هذا الرجل.. إنها اختارت ابنه.. والابن في أميركا.. وهو الذي أصر على أن يمشي إلى جوارها في الزفة وهو سعيد.. وهي سعيدة وكلنا سعداء.
– الآن استرحت!

السابق
أسوأ سيناريو للزلزال
التالي
قبل أن يفوت الأوان.. ويندم بشار