البناء: إسبانيا تعترف بالانتقالي وموريتانيا ترى أن القذافي فقد شرعيته

رغم الضربات المؤلمة التي توجه إلى كتائب القذافي إلا ان دول حلف «الناتو» يعترفون ضمنياً أنها لن تؤثر في قوة العقيد الليبي على الارض، وهذا التوجه سيبقى بعيداً طالما دول «الناتو» لم تقرر بعد عملياتها على الأرض.
فقد اكدت اغلبية دول الناتو أنها لا تنوي الانخراط في العملية العسكرية التي ينفذها الحلف في ليبيا، او توسيع مشاركتها فيها. هذه هي النتائج الاولية لقمة بروكسل لوزراء الدفاع للدول الاعضاء في «الناتو» أمس.
وحسب المعلومات المتوافرة من مصادر دبلوماسية فان المانيا قد أكدت مرة اخرى في القمة انها لا تنوي المشاركة في الغارات الجوية، كما استبعدت إسبانيا استخدام طائراتها لتسديد الضربات الجوية.
واعلنت النرويج والسويد عن نيتهما الى تقليص مشاركتهما في العملية مع نهاية الشهر الجاري.
واتفق وزراء دفاع دول «الناتو» على البدء في تخطيط إعادة استقرار الاوضاع في ليبيا بعد رحيل الزعيم معمر القذافي. وقال اندريس فوغ راسموسن امين عام الحلف في مؤتمر صحافي «لقد اتفقنا على انه حان وقت التخطيط للحياة ما بعد القذافي. وتاريخ القذافي لم يعد مسألة (هل سيذهب؟) بل (متى سيذهب)».

شرعية مفقودة
وعلى صعيد التحركات الدبلوماسية أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي يرأس لجنة رؤساء دول الاتحاد الأفريقي المكلفة إيجاد تسوية للنزاع الليبي، أن القذافي لم يعد بإمكانه حكم ليبيا وأن رحيله بات ضرورة. لكن ولد عبد العزيز شكك في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في فاعلية الضربات التي يشنها «الناتو» على ليبيا، خاصة تلك التي تستهدف طرابلس.
على صعيد آخر اعترفت إسبانيا رسميا أمس بـ المجلس الوطني الليبي ممثلا وحيدا للشعب الليبي بلسان وزيرة خارجيتها الإسبانية ترينيداد خيمينيث التي التقت في بنغازي بأعضاء المجلس والتقى بهم أيضا مبعوث الأمم المتحدة الخاص في ليبيا عبد الإله الخطيب.
وقالت ترينيداد خيمينيث للصحفيين «أنا هنا اليوم لأؤكد أن المجلس الوطني الانتقالي هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي». بذلك تدخل إسبانيا في قائمة الدول التي اعترفت بالمجلس الليبي وبينها فرنسا وقطر.
ومن جهة أخرى، أكد المجلس الانتقالي أن الأردني عبد الإله الخطيب التقى أمس بأعضاء المجلس، مشيرا إلى أنه سيلتقي أيضا رئيس وزراء المجلس محمود جبريل.
ووصل المبعوث الأممي إلى بنغازي قادما من طرابلس حيث أعلن المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم أول من أمس أن الخطيب أجرى «محادثات إيجابية» مع المسؤولين الليبيين. وأضاف إبراهيم في مؤتمر صحافي «لقد حضر إلى هنا لبحث الوضع على الأرض لأن الأمم المتحدة شعرت بأنها تلقت معلومات خاطئة من الثوار».
في السياق نفسه، غادرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس واشنطن متوجهة إلى أبو ظبي للتشاور مع دول مجموعة الاتصال حول ليبيا وبحث سبل تقديم مساعدة إضافية للمعارضة الليبية.
وسيتابع اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا ما جرى التوصل إليه خلال لقاء روما في الخامس من أيار / مايو ، حيث اتفقت كلينتون وشركاؤها على إنشاء «صندوق خاص» لتوفير مساعدات مالية للثوار الليبيين. وقال مسؤولون أميركيون إن المشاركين في اللقاء سيبحثون سلسلة مواضيع بينها تطبيق قراري مجلس الأمن الدولي 1970 و1973..
من جانبه رأى ميخائيل مارغيلوف مبعوث الرئيس الروسي الخاص الى افريقيا، انه لا وجود لاحتمال تقسيم ليبيا حتى نظريا. جاء ذلك في تصريحات ادلى بها الى الصحافيين أمس في القاهرة.
وقال « لم يطرح موضوع تقسيم ليبيا لا في دوفيل خلال لقاء « الثماني الكبار « ولا في بنغازي خلال محادثاتي مع ممثلي المجلس الوطني الانتقالي، ولا مع احمد قذاف الدم، ان هذا الموضوع لم يبحث حتى نظريا «.
وحول مستقبل معمر القذافي قال « كل الخيارات موجودة امام مستقبل الزعيم الليبي. وحسب رأي المجلس الوطني الانتقالي انه خلال اسبوعين ما دام لم يصدر قرار من المحكمة الجنائية الدولية فإن الباب مفتوح لمختلف الخيارات حول مستقبل القذافي، وان الخيار الوحيد المغلق هو استمراره في قيادة الدولة «.

وميدانياً، هزت انفجارات قوية في الساعات الأولى من صباح امس العاصمة الليبية طرابلس جراء غارات شنها حلف شمال الأطلسي، وذلك ضمن سلسلة هجمات الناتو التي بلغت أول من أمس أوج قوتها منذ بدء الضربات الجوية في مارس/آذار الماضي.
وذكرت مصادر أن عدة انفجارات وقعت في منطقة باب العزيزية حيث مقر العقيد الليبي معمر القذافي وسط العاصمة طرابلس، في حين ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن انفجارين قويين دوّيا في باب العزيزية التي استُهدِفت بعشرات الضربات.

ونقل التلفزيون الليبي عن مصدر عسكري قوله إن «العدو يقصف مناطق في شارع الجمهورية وباب العزيزية، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية». وقال المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم للصحافيين إن قوات الناتو قصفت أهدافا في طرابلس بنحو 60 ضربة جوية، مؤكدا مقتل 31 وسقوط عشرات الجرحى، لكن هذه الحصيلة لم تتأكد من مصادر مستقلة. وأضاف المتحدث أن القصف استهدف خصوصا مجمع إقامة القذافي بوسط طرابلس وضاحية تاجوراء (شرق)، إضافة إلى طريق المطار في جنوب العاصمة الليبية.

وكشف مسؤول في وزارة الدفاع البريطانية أن العمليات التي قامت بها الطائرات المقاتلة استهدفت مقر الشرطة السرية التابعة للقذافي والمنشآت العسكرية في ضواحي جنوب غرب طرابلس. وتعليقا على الضربات المكثفة أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن أن هناك تقدما كبيرا في العملية العسكرية على الأرض، مشيرا إلى أنها مجرد مسألة وقت قبل ذهاب القذافي. وبينما يكثف «الناتو» قصفه للعاصمة طرابلس، تعهد العقيد معمر القذافي في خطاب صوتي له أول من أمس بالقتال حتى الموت. وأذاع التلفزيون الليبي لقطات لما قال إنه اجتماع بين القذافي وشيوخ قبائل عقد في مكان لم يحدده. وظهر في الاجتماع أن العقيد الليبي استقبل ضيوفه في غرفة صغيرة بلا نوافذ.

السابق
الانباء: وهاب من حمص: سورية لن تسقط وأوراقها كثيرة
التالي
النهار: صدمة النصاب المفقود تستنفر أقطاب الأكثرية وتعويم جهود التأليف في “المرحلة النهائية”؟