البناء: لافروف يرفض طرح أي مشروع قرار خاص بسورية أمام مجلس الأمن

أصداء المجازر الرهيبة التي ارتكبتها العصابات الإرهابية المسلحة أول من أمس في مدينة جسر الشغور وقراها وبلداتها بحق المواطنين والقوى الأمنية وراح ضحيتها أكثر من مئة وعشرين شهيدا.. لا تزال تتردد في جنبات الشارع السوري عامة ومع كل موكب تشييع ينطلق من هنا أو هناك، في وقت شهدت فيه دمشق وبعض المحافظات السورية الأخرى تجمعات شعبية كبيرة تطالب الجيش بالتدخل السريع لإنقاذ أهالي المنطقة من تلك العصابات . وفيما الجدال الدولي يتصاعد حول الموقف مما يجري في سورية، وفيما يتصدر آلان جوبيه وزير خارجية فرنسا اليوم ورئيس وزراء الرئيس السابق جاك شيراك المتهم في قضايا فساد حملة التحريض المبرمج ضد سورية، تجدد روسيا الرسمية وقوفها المبدئي والثابت في مواجهة هذه الحملة ويواصل المحللون السياسيون الروس كشف المزيد من أقنعة التحريض والاستهداف الغربي المغرض أمام شارعهم وأمام العالم، والذي كانت أبرز مشاهده أمس الادعاء باستقالة سفيرة سورية في باريس احتجاجا على ما يجري في سورية وفق تعبيراتهم والإطناب في تسويق الكذبة، والتي عادت السفيرة لمياء شكور نفسها لتنفيها نفيا قاطعا.

فعلى الصعيد السياسي الدولي جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف موقف بلاده الرافض لطرح الموضوع السوري في مجلس الأمن واتخاذ قرارات ضد سورية.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي عقده أمس في العاصمة النروجية أوسلو ان روسيا تقف ضد طرح موضوع سورية في مجلس الأمن على غرار ما حدث للوضع في ليبيا حيث تورطت الاسرة الدولية الى أبعد مدى مؤكدا أنه يجب على الدبلوماسية العمل لحل القضايا بطرق سلمية والابتعاد عن خلق الظروف لنزاعات جديدة.

ودعا الوزير الروسي الاسرة الدولية الى ضبط النفس واتخاذ موقف متزن إزاء الاحداث في دول الشرق الاوسط وابداء أقصى ما يمكن من المسؤولية وتبني موقف استراتيجي إزاء الاحداث العصيبة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا مؤكدا أن بلاده ترفض بحث قضية كل دولة من دول المنطقة في مجلس الأمن.ومن جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسى الروسى نيكولاي ستاريكوف أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبعض الدول الغربية الاخرى تتدخل بصورة سافرة في الشؤون الداخلية السورية لزعزعة استقرارها وتحقيق الهدف الاساسي للولايات المتحدة في إشعال نيران حرب شاملة في المنطقة لإسقاط الانظمة الوطنية والحفاظ على مصالحها الاقتصادية .

وقال ستاريكوف أمس ان ما يجري في سورية مشابه لما جرى في بلدان أخرى عندما تخرج في البداية قلة من المتظاهرين المغرر بهم أو الذين يقومون بذلك مقابل الاموال الى الشوارع لتظهر بعد ذلك الاسلحة في أيديهم ويعتلي القناصة أسطح المباني ويطلقون النار على المتظاهرين لتتهم القوى الأمنية والسلطات الرسمية بممارسة القمع الدموي للمتظاهرين السلميين ويثيرون النقمة والامتعاض داخل المجتمع عن طريق هذه الاساليب.

وفي سقطة جلية واضحة للإعلام الموتور تناقلت بعض الفضائيات المغرضة مساء أمس خبرا مفاده إعلان السفيرة السورية في باريس لمياء شكور استقالتها من منصبها احتجاجا على ما يجري في بلادها سورية وفق هذه الفضائيات، لكن السفيرة شكور ما لبثت أن اكدت ان ما أوردته بعض الفضائيات العربية والاجنبية عار من الصحة وكاذب ويندرج في إطار الحملة الإعلامية التشويهية والتزييفية المغرضة ضد سورية.

وقالت شكور، أحيا سورية سيادة الرئيس بشار الاسد.. أحيت سورية الوطن الذي في قلب كل مواطن عربي يحمل الوطن في قلبه وانا شديدة التأثر بالخبر الكاذب الذي بثته بعض الفضائيات العربية والاجنبية، وهو جزء من الحملة التشويهية المغرضة التى تهدف الى تحقيق شيء واحد وهو تهديم مصداقية هذا الوطن الكبير بأبنائه وشبابه وفتياته.

وأضافت شكور.. ان هذا الوطن لا تعلو عليه قيمة في العالم ولا احد يستطيع ان يخون اي مواطن سوري صادق ومحب لوطنه وأنا جزء لا يتجزأ من هذا الوطن والشعب ومن ممثلي هذا الوطن في البرلمان السوري وفي الحكومة السورية.
واوضحت شكور في اتصال مع التلفزيون السوري، أنا سفيرة لسورية في فرنسا وسأبقى سفيرة لسورية طالما حييت واستطعت ان اقوم وأؤدي واجبي الوطني وارجو من كل من يسمعني ان يشعر بالفخر والاعتزاز لان ابناء وبنات الوطن لا يمكن ان يخونوا بهذه الطريقة السافرة وهذا دليل قاطع على الحملة التشويهية والتزييفية التي تقوم بها وسائل الإعلام التلفزيوني والمرئي والمسموع وغيرها أكانت اوروبية ام غربية ام عربية ام اميركية.

وأكدت شكور ان كل هذا التشويه هو حملة لاسقاط مصداقيتنا ومصداقية الارادة السورية وما نقوم به لحماية وطننا من هذا التدخل السافر في سيادتنا، متمنية ان تصل رسالتها لكل مواطن سوري ينتمي الى هذا البلد العظيم.

وقالت السفيرة شكور، خلال الساعات المقبلة سيكون لي تصريح صحافي باللغة الفرنسية على أكبر القنوات الفرنسية حضورا وجمهورا لتكذيب هذا الخبر مؤكدة انها ستقاضي قناة فرانس 24 على هذا التشويه وستطالب بعطل وضرر تذهب قيمته لأبناء الشهداء البواسل الذين يفنون حياتهم من أجل الوطن.

محليا، شيعت من مستشفى الشرطة في دمشق أمس الى مدنهم وقراهم جثامين الشهداء العقيد محمد مبارك والشرطي برهان ابو اسعد والشرطي احمد سليمان الذين اغتالتهم التنظيمات الإجرامية المسلحة في منطقة جسر الشغور بادلب اثناء تأديتهم لواجبهم في حفظ الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة من ايدي الاجرام والتخريب.
وجرت للشهداء مراسم تشييع رسمية حيث حملت جثامينهم
الطاهرة على الاكتاف ملفوفة بعلم الوطن وعزفت موسيقى الجيش لحني الشهيد والوداع.
وعبر رشيد أبو أسعد والد الشهيد برهان عن فخره واعتزازه باستشهاد ابنه قائلا ان الشهيد البطل كان مثالا للاخلاق والصفات الحسنة وتربى على حب الوطن والتضحية في سبيله ونهل من معين الوطنية وكان وفيا بعهده للوطن حين ناداه مؤكدا استعداده مع أبنائه للشهادة في سبيل الوطن حتى تبقى رايته عزيزة كريمة شامخة.

واكد عيسى سليمان والد الشهيد احمد سليمان انه فخور باستشهاد ولده فداء للوطن داعيا الى محاسبة المرتكبين لهذه الجريمة والوقوف في وجه الهجمة المعادية التي تتعرض لها سورية وافشال ما يتم تدبيره من مؤامرات تستهدف النيل من صمود الوطن .
مصادر من أهالي منطقة جسر الشغور كشفت ان الإرهابيين المسلحين في جسر الشغور قاموا بدفن جثث شهداء الأمن الأبطال والمدنين الشرفاء الذين قاموا بقتلهم الاول من أمس في مقبرة جماعية واحدة ليتم نبشها بعد أيام وتصويرها على أنها مقبرة جماعية اقترفها الأمن أو وحدات الجيش وإرسالها إلى القنوات الفضائية التي تنشر كل ما يأتيها وتتبنى رواية المرسل دون تأكد أو تمحيص.

السابق
كتبة آل سعود: التكفيريّون الجدد
التالي
لماذا رَكب الإسرائيليون موجة تغيير الأسد؟